محصلة الإنتاج الرمضاني لهذه السنة بين القنوات الثلاث منذ سنوات، ومع إطلالة شهر رمضان الكريم، تمطرنا قنواتنا التلفزيونية بسيل هائل من الانتاجات التلفزيونية سواء الكوميدية أو الدرامية، لدرجة لا يستطيع المشاهد الحائر الذي يجد الماء بعد سنة من العطش، تحديد من أي عين يشرب؟ لا أحد ينكر أن هذا المشاهد يفضل الانتاج الوطني ويصفق له حتى عندما يكون مخفقا، مثلنا جميعا، لكن ليس تمجيدا للرداءة والإسفاف، بقدر ما هوعدم استعجال في اصدار الاحكام على انتاج لم تتوفر له كل الظروف لكي ينضج، لأن الفن عموما يرقى من خلال خلق التراكم، كما يقول العارفون بالمجال، وحماية له من آلات التوزيع والإنتاج الضخمة التي أسرت أفئدة المغاربة عقودا من الزمن، عبر فرض ثقافاتها ولغاتها وأنماط حياتها المقدمة في قوالب مزيفة، من هنا تبرز شرعية الدفاع عن الفنان الوطني وتبني ما ينتجه وتشجيعه على علاته. في هذا الشهر الفضيل تتبارى القنوات في تقديم كل جديد ويتم جلب أسماء ناجحة بينما يبقى الكثير من المبدعين المغاربة على الهامش، لا يأخذون حقهم لإبراز ما يتوفرون عليه. صحيح أن الكثير من الوجوه التي كانت تسيطر على الشاشة خلال رمضان غابت، وصحيح أيضا أن الوجوه الفنية التي نراها، على مستوى من الاحترافية غير قليل، بالرغم من ان بعضها ظل سجين نمطية شخصية من الشخصيات التي أداها بنجاح في أعمال سابقة. 35 عملا فنيا تنتمي إلى صنف الكوميديا، والدراما الاجتماعية، وبرامج الكاميرا الخفية وبرامج دينية وأخرى ترفيهية هي محصلة الانتاج الرمضاني لهذه السنة بين القنوات الثلاث «دوزيم» و»الأولى» و»ميدي 1 تي في». دوزيم : حسب بلاغ عممته إدارة دوزيم على الصحافة، فان قياسات ماروك ميتري قد وضعت القناة على رأس قائمة القنوات الأكثر مشاهدة خلال بداية رمضان حيث حصلت الكاميرا الخفية «جار ومجرور»: 8.548.000 مشاهد و مسلسل كنزة في الدوار: 9.249.000 مشاهد، أي 62 في المائة لكل منهما. بينما يأتي في المرتبة الثالثة سيتكوم «الكوبل» في نسخته الثانية: محصلا على نسبة 60 في المائة أي 8.147.000 مشاهد، وبعده مباشرة سلسلة «زينة» وسلسلة «مرا وقادة. هذه أرقام فقط نقدمها والعهدة على ماروك ميتري. دوزيم التي حضرت لمشاهديها في رمضان طبقا مشكلا من الانتاجات الدرامية والكوميدية المغربية الى جانب كتلة من الاشهارات تقطع على المشاهد متعة المتابعة، وتضرب لعشاق الأفلام المغربية موعدا كل ثلاثاء مع فيلم تلفزيوني جديد، ويتعلق الأمر ب»لكم واسع النظر»، و»المحبة الزايدة»، و»أمواج قصيرة» و»أيام الغدر». كما أنصفت السينما المغربية، بعرض أربعة أفلام نهاية كل أسبوع، ويتعلق الأمر بفيلم «يما» بطولة وإخراج رشيد الوالي، و»سارة»، من إخراج سعيد الناصيري ، وفيلم «زينب زهرة أغمات»، إخراج فريدة بورقية،و»أندرومان من دم وفحم» إخراج عز العرب العلوي لمحارزي. القناة الأولى تقترح الأولى على مشاهديها برامج متنوعة، تشمل إنتاجات دينية وترفيهية وفكاهية جديدة، من أبرزها برنامج الكاميرا الخفية «حماقة» لزكية الطاهيري، والسلسلة الفكاهية «بنت الناس»، ثم سلسلة «تبدال المنازل» لسعيد الناصري. كما تقدم القناة لمشاهديها سلسلة «الباركينك» ليونس الركاب، ثم «سوبر ماركت» لشوقي العفير. ولعشاق المسلسلات، تقدم القناة «صدى الجدران»، للمخرج سعيد عازار، وسلسلة «الشيب والشباب»، للمخرج عادل الفاضلي، ثم السلسلة الوثائقية «الرواد»، وسلسلة «الخاوة»، للمخرج محمد نصرة. ومعلوم أن القناة الأولى، أطلقت مؤخرا، في إطار تعزيز إنتاجاتها الداخلية، مجموعة من البرامج من بينها ""آش خباركم؟" و"بغيت انكون" و"متألقات" و"شاشات" و"صدى الإبداع" و6 "في الصميم" و"أنفاس مسرحية" والبرنامج الوثائقي "ظلال وعلامات". ميدي 1 تي في تحت شعار «الفرجة والمعرفة والاكتشاف»، تراهن قناة ميدي 1 تي في على سلسلة «ألف ليلة وليلة»، خلال الموسم الرمضاني، وعلى عرض سلسلتين وثائقيتين بعنوان «نساء عصر النبوة»، و»التاريخ الإسلامي في هذا اليوم»، ومسلسلين تاريخيين، «الأندلس والمرابطون» و»أبو جعفر المنصور»، إضافة الى برامجها الحوارية وتقديم بعض الانتاجات المصرية الجديدة. المهم من كل هذا أن توفر المنافسة بين القنوات للمشاهد المغربي فرصة لاختيار الجنب الذي يرتاح عليه وإن لم يتوفر فان الصحن مصوب على الفضاء، واليد على (التليكوموند) وهذا هو عين الخسران.