أعلنت السلطات الروسية الاثنين الماضي، فرض حال الطوارئ حول مركز إعادة معالجة وتخزين النفايات النووية في ماياك في منطقة الاورال بسبب انتشار الحرائق في روسيا، على ما أكدت الإدارة المحلية. وأفاد بيان نشر بداية الأسبوع، أن «رئيس الإدارة أعلن في 6 غشت حال الطوارئ في الغابات والحدائق في مدينة اوزيرسك (حيث المجمع النووي) بسبب انتشار الحرائق». وتابع البيان أن رئيس الإدارة فيكتور تروفيمتشوك «سيرأس في غشت اجتماع طوارئ لتنسيق أعمال الأجهزة المعنية». ويقع مركز إعادة المعالجة في منطقة تشيليابينسك في الاورال على بعد ألفي كلم شرق موسكو. وما زالت موسكو تختنق من كثافة دخان الحرائق صباح الاثنين الماضي وسط حرارة يتوقع أن تظل فوق 35 درجة مئوية بينما توقعت الأرصاد الجوية أن يتفاقم الوضع الاثنين. وتخيم على موسكو، العاصمة العملاقة البالغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، منذ أسبوع سحابات كثيفة من الدخان المنبعث من حرائق أعشاب مستنقعات المنطقة وعلى غرار الأيام السابقة وضع العديد من المارة صباح الاثنين أقنعة للتنفس. و في سياق ذلك، قال مدير إدارة الأرصاد الجوية الروسية الكسندر فرولوف في تصريح سابق أن موجة الحر التي وصلت حتى منطقة موسكو هي الأسوأ «منذ ألف عام» ومنذ تأسيس هذا البلد. وفي تصريحات نقلها التلفزيون العام قال الكسندر فرولوف «لم نشهد نحن ولا آباؤنا ظاهرة كهذه منذ ألف سنة، أي منذ تأسيس بلادنا». وأضاف «أنها ظاهرة فريدة من نوعها لم نشهد لها مثيلا في التاريخ». وحذرت أجهزة الرصد الجوي أمس أن الرياح الجنوبية الشرقية التي تدفع الدخان نحو المدينة ستتواصل. ونقلت وكالة انترفاكس عن مسؤول في تلك الأجهزة أن «اتجاه الرياح سيؤدي إلى المزيد من التدهور في وضع المدينة البيئي وسيتراجع انقشاع الرؤية إلى مائة متر». و في سياق متواصل، أعلنت مسؤولة في مرصد نوعية الهواء في موسكو أن مؤشرات التلوث بلغت ثلاثة أضعاف عتبة الإنذار. وقالت المسؤولة ايلينا ليزينا «إننا نشهد مجددا اليوم دخانا كثيفا وارتفاعا في كثافة المواد الملوثة». وأضافت في تصريح لإذاعة أصداء موسكو «إنها بشكل أساسي جزيئات لا يتجاوز حجمها عشرة الميكرونات من مونوكسيد الكربون والهيدروكربونات الخاصة التي تشير معطياتها الحالية إلى كثافة تبلغ ثلاثة أضعاف النسبة العادية». ونصحت عدة سفارات أجنبية مواطنيها بمغادرة المدينة. ورغم تأخير عشرات الرحلات الجوية بسبب تدني الرؤية، غادر عدد قياسي من الركاب يقدر بنحو 105 آلاف، المدينة الأحد من مطاري موسكو وفق ما نقلت وكالة ريا نوفوستي الاثنين عن لجنة النقل الجوي الروسية روسافياتسيا. وما زالت حرائق الغابات الضخمة التي تسببت حتى الآن في مصرع 52 شخصا، مستعرة في الجزء الغربي من البلاد الذي تجتاحه منذ بداية تموز/يوليو موجة قيظ غير مسبوقة. ويشار إلى أن موجة القيظ والدخان الخانق في موسكو تسببت بتضاعف نسبة الوفيات في العاصمة الروسية حيث سجلت 700 وفاة يوميا خلال الأيام الأخيرة مقابل 360-380 عادة، على ما أفاد مسؤول في البلدية لوكالات الأنباء الروسية. وصرح رئيس دائرة الصحة في بلدية موسكو اندري سيلتسوفسكي لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي «عادة لدينا ما بين 360 إلى 380 وفاة يوميا والآن نحو 700. تضاعفت نسبة الوفيات». وأكد المسؤول معلومات صحافية عن عدد كبير من الجثث التي تنقل إلى المشارح. وقال إن هناك 1300 جثة حاليا في مشارح موسكو التي تبلغ قدرتها 1500 جثة. وأفادت أرقام رسمية للحالة المدنية في يوليوز حصلت عليها فرانس برس الجمعة الماضية عن زيادة بنسبة 50% في وفايات العاصمة الروسية إلى 14340 وفاة مقابل عشرة ألاف عادة. وطالت معظم الوفيات أشخاصا مسنين.