ملتقى الطرق: المسرح والسفر واللقاء «ملتقى الطرق: المسرح والسفر واللقاء» هو محور الدورة السادسة والعشرين الذي اختارته اللجنة المنظمة للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، لكونه يلخص مسيرة 26 سنة من المسرح الجامعي المتحاور والمتواصل مع مسارح العالم، القادم من سفر المخيلة والتجارب والاتجاهات والأفكار والرسائل الإنسانية عن طريق شبيبة العالم في لقاء يعاد في كل سنة بنفس جديد وروح متجددة لمهرجان واكب ويواكب تحولات العالم والفنيات والتقنيات والرؤى والتصورات الإبداعية. عرف العالم بعض المحطات التاريخية والاجتماعية التي مثلت ملتقى طريق توقفت فيها الأنفس والأجساد للتأمل والتفكير في الماضي والحاضر والمستقبل، الماضي بحصيلته، والحاضر بمعيشه، والمستقبل بتطلعاته. «ملتقى الطرق» محطة وزمان ومكان تعرفه كل المجالات وكل الممارسات، ومنها الممارسة الفنية وعلى رأسها المسرح حيث إنه يعد ملتقى طرق عدة فنون، الكلمة والحركة والإضاءة والموسيقى والتفاعل بين المبدع والمتلقي... يمثل المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء «ملتقى طرق» شباب العالم من شرقه وغربه من دول متعددة وبتجارب وآفاق متنوعة. بالإضافة إلى هذا، كان ومازال المغرب عامة والدارالبيضاء خاصة «ملتقى طرق» عدة حضارات وثقافات وأصول ولغات، تلاقحت فيه وترعرعت وتجسدت في الفنون والعادات واللغات... عبر هذا المدخل كانت الكلمة الافتتاحية للدكتور عبد القادر كنكاي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء، رئيس المهرجان، الذي استهلها بالإشارة لحدث مواز للدورة 26 من المهرجان والمتمثل في احتفال كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك - الدارالبيضاء بذكرى مرور ثلاثين سنة على تأسيسها، وهي فخورة بكل ما حققته من إنجازات وما راكمته من تجارب، وهي مناسبة أيضا لاستحضار أسماء كل الذين أسسوا لبنات توجهها الفني ووضعوا ركائز مشروعها العلمي وبلوروا استراتيجية انفتاحها وتفاعلها مع محيطها لتكون فاعلة ومساهمة في تنمية وإشعاع المغرب ومدينة الدارالبيضاء، وبالتالي انفتاحها وتواصلها مع العالم. وهكذا بسط الدكتور عبد القادر كنكاي، خلال ندوة صحفية، جل الفقرات الأساسية للمهرجان، منها عروض مسرحية للدول المشاركة في الدورة 26: فرنسا، إسبانيا، جورجيا، لتوانيا، ألمانيا، رومانيا، المكسيك، بولونيا، مصر، كوت ديفوار، السويد والمغرب البلد المنظم، والتي ستقام بأربع مسارح: مسرح عبد الله العروي بفضاء الكلية، مسرح سيدي بليوط، مسرح مولاي رشيد، مسرح المعهد الفرنسي للدار البيضاء، وفق برمجة تستوعب تقديم ثلاثة عروض في اليوم بشكل متتال (العرض الأول في الساعة الثالثة زوالا، ويليه عرض الساعة السادسة مساء ثم عرض التاسعة ليلا)، وتختتم العروض بمناقشة ليلية تقام يوميا بإقامة المهرجانيين، وهي فرصة أخرى للتكوين والحوار والتوصل بين اللغات والثقافات والتجارب والإبداعات. وتتابع فعاليات المهرجان وخصوصا عروض المسابقة، لجنة تحكيم، تمثل بدورها ملتقى الطرق بين الفنون والآداب، وتضم في عضويتها: من السويد، أوليفيا كوسطا؛ من ألمانيا سلفيا حيس؛ ومن المغرب أحمد بوزفور؛ قاسم مرغاطا وعبد اللطيف نسيب مسناوي. وبالموازاة مع الفرجة المسرحية هناك الورشات التكوينية التي ستقام في الحصة الصباحية بفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، تلك الورشات التي يعتبرها المهرجان خير معبر عن انتمائه الأكاديمي والتربوي، وتتوزع هذه الورشات على التيمات التالية: الرقص البولوني والأوربي في القرن 17، الارتجال المسرحي، التصميم السيكولوجي، مسرح الشارع، تقنيات الأداء على الخشبة، سفر الجسد، التشخيص أمام الكاميرا، من تأطير فعاليات من بولونياوالسويدورومانياوألمانيا والمغرب. يسجل للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، إسهامه المشهود في التحولات الفنية والتقنية التي قدمها للمسرح المغربي من خلال عروض متنوعة الاتجاهات والتجارب وبورشاته التكوينية التي تواصلت بها كل مكونات المسرح المغربي وكان التأثير والتأثر وبالتالي التجلي في الإبداع الجامعي الطلابي وعبره إلى المجال الاحترافي. عبر هذا الإسهام، يشير الدكتور رشيد حضري نائب العميد، يأتي مطلب إيجاد معهد للفنون بالكلية الذي ترجم إلى تأسيس أول مدرسة تنتمي إلى الفضاء العمومي الأكاديمي، وهي المدرسة العليا للفنون التطبيقية التي ستسند إليها مهمة تكوين 100 طالب سنويا في الفنون، ستفتح أبوابها في غضون الموسم الجامعي المقبل الذي سيعرف إدماج كليات الدارالبيضاء في إطار رئاسة جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء، والذي يتعين ألا يؤثر على السير العام للمهرجان الذي يعد مكسبا للجامعة ولكلية الآداب بنمسيك وللدار البيضاء والمغرب. كما أشار مدير المهرجان الدكتور أمين مومين، أن المهرجان ركز في تصوره ومفهومه على الجانب الفني إلى جانب ما هو بيداغوجي، بحيث يقدم المهرجان مشروعه وفق المعايير المهنية، ويستند إلى الشركاء الفاعلين والمتخصصين، كما أشار أن المهرجان يعتمد في العمق على البعد التواصلي الإنساني بين كلية الآداب بن مسيك وباقي الجامعات المغربية وطلبة جامعات العالم، لذا ومن خلال 26 دورة نستطيع، يقول الدكتور أمين مومين، أن نصرح أن جغرافية العالم مثلت في هذا المهرجان بل هناك دول حضرت أكثر من مرة. وعن اختيار دولة المكسيك ضيف شرف الدورة 26، كان جواب اللجنة المنطمة أنه تم ذلك لعدة اعتبارات نذكر منها: علاقة الصداقة والأخوة التي تجمع بين البلدين. علاقة التعاون الغنية التي تربط كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسك، الدارالبيضاء، جامعة الحسن الثاني، المحمدية، وجامعة بوييلا بالمكسيك منذ سنوات. مشاركة عدة فرق مسرحية جامعية مكسيكية في المهرجان مما أسس لبلورة مشاريع علمية وثقافية بين الجانبين، ونضج العلاقات العلمية والأكاديمية والثقافية بين الطرفين في عدة مجالات. كما أشار الدكتور عبد القادر كنكاي، عميد الكلية، رئيس المهرجان أنه في إطار ربط الفضاء الجامعي من خلال مهرجانه بمحيطه الفني، يتم هذه السنة وفي الدورة 26 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، تكريم كل من الفنانة المقتدرة عائشة ساجد، والفنان المقتدر عبد اللطيف هلال، لعدة اعتبارات ولغاية بعث مجموعة من الرسائل المرتبطة بالبعد الإنساني وبشعار المهرجان، إذ أنه يجمع بين الشخصيتين المكرمتين، عدة نقط مشتركة، منها أنهما معا من أبناء الدارالبيضاء، ثانيا تضم سيرتهما جغرافية كونية من الأعمال المسرحية تكاد تمثل جل التجارب والاتجاهات، وبالتالي فهما ضمنيا بهذه الخاصيات يتماشيان مع شعار المهرجان «ملتقى الطرق»، وهما فعلا ملتقى الطرق للمسرح المغربي، يمثلان مرحلة مفصلية بين مرحلة التأسيس ومواكبة التحولات نحو التحديث والتجديد صحبة جيل مسرحي مغربي يستحق كل التحية والتقدير.. ملتقى الطرق: المسرح والسفر واللقاء/ شعار المهرجان «ملتقى الطرق» هو محور الدورة السادسة والعشرين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، دورة تهدف إلى تبئير الحركة والتنقل الذي طبع الإنسان منذ بداياته الأولى وهو يراكم التجارب تلو التجارب بهدف تأصيل وجوده وتحقيق كيانه بتفاعله مع المحيطين به... هكذا كانت الأسفار وكانت اللقاءات، وكان الإنسان محورها وفاعلها... وكانت فضاءات ملتقيات الطرق هي مهد الاستقرار ومصدر الإبداع والتأصل... يعرف العالم المعاصر عدة تحولات وتطورات عمت كل المجالات وظهرت معالم تأثيرها على كل القطاعات بما فيها قطاع الفنون والإبداع، وظل مسار الإنسان مطبوعا بما يحيط به، وظل التفاعل والتأثير والتأثر بينهما يخلص إلى وجوه وتمظهرات جديدة في السلوكات والممارسات. عرف العالم بعض المحطات التاريخية والاجتماعية التي مثلت ملتقى طريق توقفت فيها الأنفس والأجساد للتأمل والتفكير في الماضي والحاضر والمستقبل... الماضي بحصيلته، والحاضر بمعيشه، والمستقبل بتطلعاته. «ملتقى الطرق» محطة وزمان ومكان تعرفه كل المجالات وكل الممارسات، ومنها الممارسة الفنية وعلى رأسها المسرح حيث إنه يعد ملتقى طرق عدة فنون تضرب موعدها في محرابه... الكلمة والحركة والإضاءة والموسيقى والتفاعل... كلها تتجمع لتبني صرح عمل فني متميز اسمه المسرح. من هذا المنطلق وبهذا التصور، يمكن اعتباره أبا للفنون بامتياز لما يجمع ويجمع من فنون متعددة ومتنوعة، يتغذى بها ويعصرها ليولد فنا ليس كالفنون مميزا في البناء والنفس وفي التأثير في الآخرين..... يمثل المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء «ملتقى طرق» شباب العالم من شرقه وغربه من دول متعددة وبتجارب متنوعة. بالإضافة إلى هذا، كان ومازال المغرب عامة والدارالبيضاء خاصة « ملتقى طرق» عدة حضارات وثقافات وأصول ولغات... تلاقحت فيه وترعرعت وتجسدت في الفنون والعبادات واللغات... كان المغرب «ملتقى طرق» ومحطة عبور عدة رحلات من قلب إفريقبا إلى أمريكا ما زالت أثارها شاهدة مجسدة في عدة ممارسات ثقافية كالرقص والغناء والإيقاعات.. من هذا المنطلق تم اختيار المكسيك ضيف شرف لهذه الدورة، وذلك لما تراكم من تعاون بين المهرجان وعدة جامعات مكسيكية، وأيضا لأن المكسيك كان ومازال بدوره «ملتقى طرق» بين شمال أمريكا وجنوبها. المكسيك ضيف شرف الدورة 26 لقد تم اختيار المكسيك ضيف شرف للدورة السادسة والعشرين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء للاعتبارات التالية: علاقة الصداقة والأخوة التي تجمع بين البلدين، علاقة التعاون الغنية التي تربط كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسك، الدارالبيضاء، جامعة الحسن الثاني، المحمدية، الدارالبيضاء وجامعة بوييلا بالمكسيك منذ سنوات. مشاركة عدة فرق مسرحية جامعية مكسيكية في المهرجان مما أسس لبلورة مشاريع علمية وثقافية بين الجانبين، نضج العلاقات العلمية والأكاديمية والثقافية بين الطرفين في عدة مجالات. يعتبر المسرح المكسيكي ظاهرة فنية وثقافية وفكرية في تاريخ المسرح الناطق باللغة الإسبانية في أمريكا اللاتينية، وخصوصا المسرح المكسيكي المعاصر الذي يعتمد على أسس معرفية ومنطلقات فنية وجمالية جديدة، وذلك بعد استفادته من الموروث الثقافي المكسيكي والإسباني والأوروبي والإنساني بصفة عامة. لذلك، نجد معظم التجارب المسرحية المكسيكية تهدف إلى بناء أعمالها الدرامية بشكل ينسجم وهموم الإنسان المكسيكي، وتستجيب لطموحاته وتطلعاته، انطلاقا من الوعي بضرورة التغيير والمسؤولية التي تتجسد في الواقع المكسيكي، ورصد تناقضاته وتحولاته الفكرية والفنية والثقافية والسياسية، خصوصا وأن هذا المسرح، في إطار بناء مشروعه، كان يؤمن، دائما، بمبدأ أساس هو أن المسرح، على الرغم من تطور تقنياته وتجاربه النظرية، لا يمكن أن يخضع للتقييم المعياري الاستعماري للفنون الذي يكرس التبعية ولا يساعد على الابتكار، لأن المرجعية الكبرى للفن هي الإنسان، الشيء الذي يؤكد على ضرورة أنسنة الفن المسرحي في جميع الثقافات التي تتعدد فيها وجهات النظر وتختلف فيها الأساليب التعبيرية والفنية. لقد عرف المسرح المكسيكي تحولات فكرية وثقافية وفنية انعكست بشكل واضح على تجاربه المسرحية من خلال الاهتمام بالطقوس والأصول التراثية (الأزتيك) باعتبارها طقوسا احتفالية جماعية، وعروضا فرجوية تجمع بين روحية الطقس ورموزه المتكاملة (الاستحضار البدائي والأسطوري والمقدس) بهدف البحث عن حلول للأزمة الثقافية الغربية التي ولدتها الحداثة وما خلفته من آثار فكرية ونفسية سلبية في الإنسان الغربي. يمكن القول إن المسرح المكسيكي يعتبر من المسارح المعاصرة التي تدعو إلى المثاقفة واكتشاف الآخر، وإلى الانفتاح الثقافي بين الشعوب في إطار ما يسمى بالتقاء الحضارات أو التلاقح الثقافي، ولعل ذلك هو ما يفسر رحلة «أنطونان أرطو» إلى المكسيك للاطلاع على مسرحه الذي يحتفظ على مجموعة من الأدوات والطاقات المادية والروحية المفقودة في الثقافة الغربية الأوروبية، والتي من شأنها أن تعيد الاعتبار إلى مفهوم الوجود الاجتماعي وإلى العلاقات التواصلية بين مكونات المجتمع الإنساني، وأن تحقق نوعا من المصالحة مع الكون ومع الآخر. تكريم عائشة ساجد ظاهرة متفردة في الحياة المسرحية المغربية بدأت عائشة ساجد مسيرتها الفنية، في مجال المسرح، في سنة 1965، انطلاقا من ولوجها مركز تكوين الممثل بإدارة الفنان عبد الرزاق البدوي، وهي المرحلة التي أسست فيها فرقة «مسرح البدوي» انطلاق تجربة عروض مسرح الطالب في جولاتها عبر ربوع الوطن. في هذه الفترة تخصصت عائشة في الأدوار المركبة، وباقي الأدوار المسرحية غير النمطية لتثبت، ابنة الحي المحمدي، جدارتها باعتبارها ممثلة مقتدرة، وهو ما ساهم في دخولها عالم التمثيل التلفزي والسينمائي. عاشت عائشة ساجد ما يقارب 49 سنة على خشبة المسرح، فكونت تجربة مسرحية قدمت خلالها أكثر من 40 عملا مسرحيا منفتحة على المسرح العالمي مع دستوفسكي وبنجنسون ولابيش، وموليير وراسين، وادمون روستان، وبريخت، وأنطوان تشيكوف، وتوفيق الحكيم، ومحمد الماغوط وعلي سالم وبهجت قمر...إلخ، بالإضافة إلى أعمال من المغرب اقتباسا وتأليفا: عبد القادر البدوي وعبد الرزاق البدوي، وابراهيم بوبكدي وعبد الكريم برشيد وعبد الرفيع الجوهري وسعد الله عبد المجيد إلخ، وهي التجربة التي تجعل منها رائدة من رواد المسرح المغربي. إن عشقها للمسرح لم يمنعها من الانفتاح على تجربة تلفزيونية كبيرة تقمصت فيها أهم الأدوار في أعمال فنية عديدة منذ سنة 1971 منها: «بنك القلق» و»من أجل الحياة» وسلسلة الأطفال «طريق النجاح» و»الحر بالغمزة» وسلسلات اجتماعية: «نافذة على المجتمع»، و»نماذج بشرية»، و» قضايا رمضان»، كما شاركت في سلسلات ومسلسلات من إنتاج مغربي وأخرى من إنتاج عربي. أما تجربتها السينمائية فقد ارتبطت، أساسا، بمشاركتها في العمل السينمائي «الصمت اتجاه ممنوع» سنة 1973 لعبد الله المصباحي دون غيره، بالإضافة إلى حضورها مع الجيل الجديد من السينمائيين في بعض الأعمال. هكذا، تمثل عائشة ساجد تجربة مسرحية رائدة تعكس قدرة المرأة المغربية على الإبداع المتواصل، والعمل الدؤوب الهادف إلى تهذيب الروح الاجتماعية للإنسان المغربي. ولا يمكن إغفال دورها في الحياة الاجتماعية، فهي الأم والجدة والأخت...إلخ، إنها المرأة التي تملك قلبا فائضا بالمحبة والسماحة والوفاء. عبد اللطيف هلال العملة النادرة في المسرح المغربي يعتبر الفنان والممثل عبد اللطيف هلال من الرعيل المؤسس للحركة المسرحية المغربية الحديثة مع مسرح الهواة سنة 1963 رفقة المرحوم المبدع مصطفى التومي في مسرحيات: «كاليغولا»، «الحقيقة ماتت»، «مونسيرا». وقد راكم تجربة تصل إلى نصف قرن من الإبداع المسرحي والدرامي. دخل عبد اللطيف هلال، سنة 1967، عالم الاحتراف مع فرقة المعمورة التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة من خلال المسرحيات العالمية «هاملت» و»عطيل» لشكسبير إلى جانب ممثلين أكفاء مثل المرحوم محمد سعيد عفيفي والبتول السبيطي وفاطمة الركراكي، ليستمر، بعد ذلك، حضوره مع الأستاذ الطيب الصديقي إذ شارك معه في الأعمال التالية: «خرافة المسكين»، «السفود»، «كان يا مكان»، «السحر الأحمر» باللغة الفرنسية.. و»بديع الزمان الهمداني» التي قدمت في عدة مدن وعواصم عربية وأجنبية، ونموذج «تمرين الأكباش» التي قدم عرضها الأول والأخير بالجزائر في إطار المهرجان الإفريقي للمسرح، كما تميز بمشاركته في الملاحم الوطنية رفقة مسرح الطيب الصديقي منها: «نحن»، «خلود»، «المسيرة الخضراء»، «المولى ادريس الأكبر»، «النور والديجور»، «المغرب واحد». شارك الممثل القدير في العديد من المهرجانات: المهرجان الإفريقي للمسرح بالجزائر، ومهرجان قرطاج، وموناستير، وطبرقة بتونس، ومهرجان نانسي، ورين بفرنسا، ومهرجان الربيع فرنسا/ليون، ومهرجان دمشق بسوريا، ومهرجان شيراز بإيران. سجل عبد اللطيف هلال حضورا متميزا في الدراما المغربية من خلال الأعمال التلفزية التالية: «المرحوم»، «رصيف السكة»، و»ظلال الماضي»، و»التضحية»، و»الأخطاء السبعة»، و»المنحرف»، و»النويعرة»... إلخ، بالإضافة إلى مشاركته في الدراما العربية في عدة أعمال منها: «عرب لندن» للمخرج السوري أنور قوادري، و»صقر قريش» و»ربيع قرطبة» مع المخرج السوري حاتم علي. أما في المجال السينمائي، فقد شارك في عدة أعمال مغربية وأجنبية من بينها الفيلم الروماني «دراعي أفروديت» و»الرسالة» للمرحوم مصطفى العقاد، و»أين تخبئون الشمس» للمغربي عبد الله المصباحي رفقة نادية لطفي وعادل أدهم ونور الشريف، و»الحياة كفاح» مع الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، و»أفغانستان لماذا؟» لعبد الله المصباحي، و»مكتوب» لنبيل عيوش، و»جارات أبي موسى» لعبد الرحمان التازي. إن المسيرة الغنية للفنان عبد اللطيف هلال جعلت منه شخصية فنية عملاقة، وهو ما تعكسه تلك الأدوار المتعددة التي شخصها بقوة إبداعية تدل على الحس الإبداعي الذي يسكنه. ويجسد هذه الحقيقة تتويجه بوسام ملكي اعترافا له وتقديرا على ما قدمه في المجال الفني.