تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء، الدورة 26 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدارالبيضاء، في الفترة الممتدة ما بين 22 و27 يونيو الجاري، وتحمل هذه الدورة من المهرجان شعار "ملتقى الطرق مسرح وسفر ولقاء". وستعرف هذه الدورة، من المهرجان الجامعي الأكبر من نوعه في إفريقيا والعالم العربي مشاركة عدد من الفرق المسرحية القادمة من شتى أرجاء العالم مثل ألمانيا، فرنسا، لتوانيا، جورجيا، بولونيا، ساحل العاج، رومانيا واسبانيا إضافة إلى مصر والمكسيك ضيف شرف هذه السنة وكذلك المغرب البلد المنظم. وستكون أربعة خشبات متاحة أمام الفرق المشاركة من أجل تقديم عروضها المسرحية، وهي مسرح المعهد الفرنسي ومسرح المركب الثقافي سيدي بليوط، وقاعة المركب الثقافي مولاي رشيد إضافة إلى فضاء عبد الله العروي الكائن بقلب الكلية المنظمة. هذه الدورة ستعرف كذلك تكريم الممثل المغربي عبد اللطيف هلال، والمسرحية القديرة عائشة ساجد نظرا لما قدموه للمسرح المغربي من خدمات ومن إبداعات، حيث وصف المنظمون هلال ب"العملة النادرة" في المسرح المغربي، وعائشة ساجد، وهي إحدى مؤسسات مسرح البدوي، ب"الظاهرة المتفردة" في الحياة المسرحية المغربية. وقال رئيس المهرجان وعميد الكلية عبد القادر كنكاي في ندوة صحفية عقدت مساء يومه (الإثنين 16 يونيو) بالدارالبيضاء، أن اختيار من سيتم تكريمهم هذه السنة كان صعبا نظرا للائحة المتواجدة حيث أنه تم تأجيل بعض الأسماء إلى السنة المقبلة. وفيما يخص لجنة تحكيم المهرجان، فستعرف تنوعا هذه السنة حيث ستتكون من الكاتب المغربي أحمد بوزوف، والباحث المغربي قاسم مرغاتة، والمسؤولة الثقافية في منطقة هانوفر الألمانية "سيلفيا هيس Selvia Hesse"، والمخرجة السويدية الدكتورة "أوليفيا كوستياOlivia Costea" إضافة إلى الممثل المغربي عبد اللطيف نصيب المسناوي. إلى جانب العروض المسرحية التي سيتم تقديمها هذه الدورة ستعرف عقد ورشات تناقش مواضيع تنضوي تحت تيمة المسرح مثل (مسرح الشارع، الشباب أمام الكاميرا، الرقص البولوني والأوروبي في القرن 17...). وبخصوص "المكسيك"، ضيف شرف هذه الدورة، فقد أورد رئيس المهرجان في الندوة الصحفية بأن اختيار المكسيك جاء لاعتبارات عدة، من بينها علاقة الصداقة التي تجمع المغرب والمكسيك، إضافة إلى علاقة التعاون الغنية التي تجمع كلية الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء وجامعة بوييلا بالمكسيك، كما مشاركة مجموعة من الفرق المسرحية الجامعية من المكسيك بالمهرجان، ونضج العلاقات العلمية والأكاديمية والثقافية بين الطرفين في عدة مجالات، مشيرا إلى أن المسرح المكسيكي يعتبر ظاهرة فنية وثقافية وفكرية في تاريخ المسرح الناطق باللغة الاسبانية في أمريكا اللاتينية وخصوصا المسرح المكسيكي المعاصر. وفي تصريح ل"أون مغاربية"، أكد عبد القادر كنكاي، بأن المهرجان فرصة من أجل التعارف وتبادل الثقافات والتجارب، مشيرا إلى الإكراهات التي تواجه المهرجان، حيث "ظل الاكراه المادي الاول والأكبر الذي يواجه التجربة التي دامت 25 سنة، وأن ميزانيته الأساسية تستمد من ميزانية الجامعة، في ظل عدم وجود دعم لا من جهة وزارة الثقافة ولا مجلس مدينة الدارالبيضاء، رغم أن المهرجان ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس". وأضاف كنكاي أن قاعات العرض تظل عائقا يقف أمام الفرق المبدعة بسبب عدم وجود بنية تحتية تمكنهم من تقديم كل ما بداخلهم، حيث أن المسارح المتاحة تظل متواضعة من الناحية التقنية واللوجيستيكية. مؤكدا ان الاستمرارية والتنوع والإبداع، هم التحدي الأكبر الذي يواجه المهرجان، مشيرا إلى أن "التوقف لاوجود له في قاموس اللجنة المنظمة للمهرجان والتي تسهر على إنجاحه والرقي به".