تحتضن مدينة الدارالبيضاء في الفترة من 22 إلى 27 يونيو الجاري الدورة ال 26 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي تحت شعار «ملتقى الطرق: مسرح وسفر ولقاء». ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي يشارك فيها فرق مسرحية جامعية من بينها، فضلا عن المغرب والمكسيك، مصر وفرنسا وليتوانيا ورومانيا وألمانيا وبولونيا والكوت ديفوار وجورجيا، والتي ستقدم عروضها أمام الجمهور ولجنة تحكيم مكونة من مغاربة وأجانب، تنظيم ورشات فنية لفائدة الطلبة الجامعيين المشاركين في هذه الدورة. وأوضح رئيس المهرجان السيد عبد القادر كنكاي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء، في لقاء مع الصحافة، أن السفر والتنقل مرتبط، على غرار الكائنات والفنون الأخرى، بالمسرح، الذي يعد نموذجا مثاليا ل»ملتقى طرق» باعتباره تتلاحم فيه فنون مختلفة وتتفاعل فيه لتخلق هويته وشرايينه التي تتناغم فيها الكلمة والحركة والألوان والموسيقى، مبرزا أن المسرح يعيش ويتغذى من هذه الفنون المتنوعة، ليولد فنا متميزا راقيا له نكهة خاصة وتأثير بالغ. وأضاف أن المغرب عامة، والدارالبيضاء بصفة خاصة، كان ومازال « ملتقى طرق» عدة حضارات وثقافات ولغات، مشيرا إلى أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء ما زال يشكل «ملتقى طرق» شباب العالم، الذين يقصدونه من كل البقاع بتجاربهم وإبداعاتهم المتنوعة. وذكر السيد كنكاي أن الكلية وهي تحتفل بذكرى مرور ثلاثين سنة على تأسيسها، تفتخر اليوم بكل ما حققته من إنجازات وما راكمته من تجارب، مشيدا بهذه مناسبة بالأسماء التي ساهمت في بلورة استراتيجية انفتاحها وتفاعلها مع محيطها لتكون فاعلة ومساهمة في تنمية وإشعاع المغرب ومدينة الدارالبيضاء على الخصوص، مؤكدا أن الدورة 26 للمهرجان هي تتويج واعتراف لهم بما قدموا لهذه المؤسسة الجامعية. وأضاف رئيس المهرجان أن هذه الدورة ستشكل أيضا محطة هامة للتفكير في تجربة هذه التظاهرة الفنية وما يمكن أن يقدمه هذا المشروع للجامعة المغربية بصفة عامة كملتقى تجارب متعددة عبر مناطق العالم وخاصة أروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا والعالم العربي. وبعد أن أشار إلى أن المغرب كان محطة عبور عدة رحلات من قلب إفريقيا إلى أمريكا ظلت أثارها حاضرة في مختلف الممارسات الثقافية كالرقص والغناء والإيقاعات، ذكر رئيس المهرجان أن اختيار المكسيك كضيف شرف لهذه الدورة، يعود إلى أهمية التعاون الذي تحقق بين المهرجان وعدة جامعات مكسيكية، وكذلك إلى كون المكسيك كانت ومازالت بدورها «ملتقى طرق» بين شمال أمريكا وجنوبها. من جهة أخرى، ذكر متدخلون خلال هذا اللقاء أن المسرح المكسيكي يشكل ظاهرة فنية وثقافية وفكرية في تاريخ المسرح الناطق باللغة الاسبانية في أمريكا اللاتينية، وخصوصا المسرح المكسيكي المعاصر الذي يعتمد على أسس معرفية ومنطلقات فنية وجمالية جديدة، وذلك بعد استفادته من الموروث الثقافي المكسيكي والإسباني والأوروبي والإنساني بصفة عامة. كما تتميز هذه الدورة بتكريم اسمين بارزين في المسرح المغربي وهما الفنانة عائشة ساجد والممثل عبد اللطيف هلال، وذلك نظرا لما عاشته الفنانة ساجد ما يقارب من 49 سنة على خشبة المسرح، كونت خلالها تجربة مسرحية قدمت فيها أكثر من 40 عملا مسرحيا، فضلا عن انفتاحها على الأعمال المسرحية العالمية. أما الممثل عبد اللطيف هلال فيعتبر من الرعيل المؤسس للحركة المسرحية المغربية الحديثة ضمن مسرح الهواة سنة 1963 رفقة الراحل مصطفى التومي في عدد من المسرحيات، كما دخل هذا الفنان منذ 1967، عالم الاحتراف مع فرقة المعمورة من خلال عدة إبداعات مسرحية عالمية.