أعلنت اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية عن عزمها الوقوف سدا منيعا أمام دخول الشاحنات الإسبانية للأسماك إلى مليلية اعتبارا من أمس، وكذلك منع دخول الاسمنت ومواد البناء ابتداء من يوم الاثنين القادم، احتجاجا على أعمال العنف التي تنهجها قوات الشرطة الاسبانية ضد المواطنين المغاربة بالمعابر الحدودية. وكانت السلطات المغربية قد عبرت في وقت سابق -عن إدانتها الشديدة للمعاملة السيئة والعنف الجسدي اللذين مارستهما الشرطة الاسبانية ضد خمسة شبان مغاربة مقيمين في بلجيكا-، بينما وصفت مفوضية الحكومة الاسبانية في مليلية تصرف الشرطة بأنه «كان مناسبا مع ظروف الوضع الناشئ» لضمان سير العمل الطبيعي على الحدود بين البلدين. وقد اتسعت دائرة الاحتجاج من الجانب المغربي على الحدود بين إسبانيا والمغرب، بفعل السلوك البوليسي الإسباني. إذ أتت هذه الخطوة الجديدة بعد موجة من المعاملة السيئة التي وصلت إلى حد الاعتداء الجسدي الذي يتنافى مع حقوق الإنسان، تبديها قوات الأمن الاسبانية في الآونة الأخيرة ضد المواطنين المغاربة عند اجتيازهم المعابر الحدودية وما نتج عنه من احتجاجات رسمية من قبل السلطات المغربية. وقال منعم شوقي المنسق العام للعلاقات الخارجية في لجنة تحرير سبتة ومليلية، أن اللجنة المذكورة أجرت صباح أمس، حملة توعية في نقطة العبور بين مليلية والمغرب «حثت فيها العاملين في مجال نقل الأسماك على وقف نشاطاتهم مع المدينةالمحتلة ابتداء من الصباح الباكر ليوم الثلاثاء الماضي»، حيث سيقوم عناصر من اللجنة «بمنع دخول شاحنات الأسماك إلى مليلية لإبراز احتجاجنا ضد السلوك العنصري للشرطة الاسبانية ضد المواطنين المغاربة»، لكن دون تحديد موعد لانتهاء الاحتجاج. وأكد شوقي من جهة أخرى، أن لجنة تحرير سبتة ومليلية ستمنع دخول الاسمنت ومواد البناء إلى مليلية ابتداء من يوم الاثنين القادم أيضا، مشيرا إلى أن «هذا الإجراء سيستمر مدة 15 يوما، وقد جرى التشاور بهذا الشأن مع سائقي الشاحنات الذين أبدوا تفهمهم لهذا القرار». وفي السياق نفسه، طالب رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، سعيد شرامطي، من الحكومة المغربية بأن تكون أكثر جرأة في تعاملها مع الاستفزازات الإسبانية على معابر مليلية وأن تتحلّى بالشجاعة لقطع إمدادات الماء والكهرباء التي تغذّي التواجد الاستعماري الإسباني داخل الثغر المذكور. وجاءت كلمة شرامطي ضمن وقفة احتجاج نظّمت عشية يوم السبت الماضي أمام مقر القنصلية العامّة الإسبانية بالناظور، وهي الوقفة ذاتها التي عرفت إعلان عبد المنعم شوقي، بصفته منسقا للجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب، عن إغلاق معابر مليلية أمام المنتوج السمكي المغربي بمبادرة من جمعويي المنطقة.