انطلقت، أمس الاثنين، بجامعة الأخوين بإفران، أشغال القمة الدولية الأولى للمدن الذكية بشمال إفريقيا التي يحضرها العديد من الباحثين والخبراء والأكاديميين من المغرب والخارج إلى جانب المسؤولين المحليين والحكوميين المهتمين بقضايا التنمية والتدبير الحضري . ويروم هذا الملتقى الذي تنظمه جامعة الأخوين بشراكة مع عدة جهات بحث ودراسة مختلف التصورات وأنجع السبل الكفيلة بضمان حصول المواطنين على حياة ذات جودة بالمدن. كما تهدف هذه القمة التي تنتهي أشغالها اليوم، إلى استكشاف آفاق الابتكار التكنولوجي ومدى استفادة المدن من هذه التكنلوجيات الحديثة في مجالات التعمير والتربية والتكوين والصحة والمرافق العمومية وغيرها إلى جانب مناقشة آليات الحكامة الجيدة في المدن. ويحاول الخبراء والباحثون المشاركون في هذه القمة تقديم مجموعة من الاقتراحات حول أنجع الحلول التي بإمكانها أن تساهم في تنمية وتطوير المدن وجعلها تستفيد من آخر الابتكارات في مجال المعلوميات والابتكار الرقمي وذلك لجعلها تتأقلم مع السياق الجيو- سياسي بإفريقيا الشمالية وبالتالي المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة . وقالت كنزة كبابرة مديرة القمة الدولية الأولى للمدن الذكية بشمال إفريقيا، إن المدن الذكية أضحت تشكل الحل الأمثل لمواجهة مختلف الإكراهات التي نتجت عن التحولات المتسارعة التي يعيشها العالم والموسومة بارتفاع الكثافة السكانية للمدن والزيادة الكبيرة في استهلاك الطاقة والتأثيرات البيئية السلبية على الساكنة إلى جانب صعوبة الولوج إلى الخدمات العمومية والصحة والتعليم والنقل وغيرها. وأوضحت كنزة كبابرة خلال افتتاح أشغال هذه القمة أن الاستثمار في القطاعات المنتجة وإدماج المعطيات الرقمية وآخر الابتكارات في مجال المعلوميات من شأنه أن يمكن المدن الذكية من دعم التنافسية الاقتصادية والتدبير الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية وكذا تقوية وتعزيز التجهيزات الأساسية وبالتالي المساهمة في إدماج الساكنة في إشكاليات الحكامة المحلية . ودعت المسؤولين الحكوميين وأصحاب القرار والخبراء والفاعلين الاقتصاديين إلى العمل من أجل الإعداد لمدن ذكية لها القدرة من خلال تجهيزاتها الأساسية ومرافقها على الاستجابة لمتطلبات الساكنة والمساهمة بالتالي في تنمية وتطوير منطقة شمال إفريقيا وجعلها تنخرط في التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم . وأكدت أن هذا الملتقى يروم بالأساس التفكير في الحلول المبتكرة والقابلة للتحقق من أجل إرساء مدن الغد الذكية، مشيرة إلى أن مسيري المدن والمسؤولين الحكوميين والباحثين والخبراء والجامعيين مطالبين بالانخراط في هذا المجهود الذي يهدف بالأساس إلى تحسين عيش السكان وتمكينهم من الولوج بيسر وانسيابية إلى الخدمات الأساسية . ومن جهتها، أكدت ماري أندري دوران رئيسة اللجنة الاستشارية لهذه القمة أن التحولات التي يشهدها التمدن والتوسع الحضري خاصة بمنطقة شمال إفريقيا أضحت تفرض على جميع المسؤولين والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني التفكير في رؤية موحدة من أجل إقامة مدن ذكية لها القدرة على الاستجابة لمتطلبات العصرنة مع تقديم خدمات متوازنة للساكنة وضمان جودة الحياة . وأشارت إلى أن هذا اللقاء سيشكل مناسبة للخبراء والمسؤولين الحكوميين والمحليين من أجل دراسة ومناقشة مختلف الإشكالات التي يطرحها توسع المجال الحضري بمنطقة شمال إفريقيا وأنجع السبل للاستفادة من تكنولوجيا المعلوميات والابتكار الرقمي في قطاعات التعمير وتدبير الموارد الطبيعية والبشرية والحكامة والتجهيزات الأساسية. وبدوره، أوضح إدريس اوعويشة رئيس جامعة الأخوين أن هذه المؤسسة الجامعية انخرطت ومنذ مدة في المجهودات المبذولة من أجل تجسيد مشروع المدينة الذكية على أرض الواقع وذلك من خلال مساهمة باحثيها وطلبتها في عدة مشاريع رائدة منها إدخال تقنيات المعلوميات لمكاتب الحالة المدنية ببعض المدن المغربية كافران وغيرها إلى جانب مشاريع أخرى في قطاعات التربية والتكوين والصحة . وقال إن الهدف من تنظيم هذه القمة هو تبادل الخبرات والتجارب مع بعض المناطق التي قطعت أشواطا مهمة في إنشاء نماذج للمدن الذكية خاصة بمنطقة كيبيك « كندا»، مشيرا إلى أن جامعة الأخوين تسعى إلى تطوير تعاونها في هذا المجال . وأكد أنه يرتقب حسب معطيات البنك الدولي أن تعيش 50 في المائة من الساكنة الإفريقية بالوسط الحضري خلال الثلاثين سنة المقبلة مما يفرض على جميع المعنيين والمهتمين تكثيف الجهود من أجل تحديد تصور واضح وقابل للتنفيذ لمشروع نموذج مدينة الغد التي ستستقطب هذه الساكنة . وتتواصل أشغال هذه القمة اليوم بتقديم العديد من العروض والمداخلات التي ستبحث مجموعة من المحاور تهم على الخصوص « المدن الذكية كرافعة للاقتصاد « و» التخطيط الحضري الذكي « و» التعمير والتنقل « بالإضافة إلى « تدبير الموارد» « والبنيات التحتية « و» الاندماج الرقمي» و» دور تكنولوجيا المعلومات في التنمية المستدامة « و « نماذج الحكامة «.