شكل موضوع "المغرب الرقمي 2013: من أجل تكوين ذي جودة للرأسمال البشري" محور ندوة احتضنتها الدارالبيضاء مساء اليوم الجمعة بمشاركة خبراء ومتخصصين وأساتذة الجامعيين ومسؤولين من القطاعين العام والخاص. وتوخت هذه الندوة، التي نظمتها (المدينة الجامعية العالمية) (مونديابوليس) بتعاون مع هيئة الاقتصاديين الشباب وتحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، إبراز أهمية النهوض بمجتمع المعرفة، والمساهمة في ترسيخ روح الابتكار لدى الباحثين الشباب في مجال التكنولوجيات الحديثة للمعلومات، وكذا التقريب بين عالم المقاولة وقطاع التربية للرفع من كفاءة الموارد البشرية وتأهيلها لمواكبة المتغيرات العالمية في هذا المجال. وفي هذا الصدد، أكد السيد الطيب الدباغ الكاتب العام لقطاع البريد والاتصالات والتكنولوجيات الحديثة بوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، خلال افتتاح أشغال هذه الندوة أن التكوين المستمر واستعمال التكنولوجيات الحديثة يشكلان رافعة حقيقية للإقلاع الاقتصادي بالمغرب، مشيرا إلى أن الرهان حاليا يتمثل في تمكين البلاد من الاندماج الكلي في مجتمع المعرفة وتحفيز كل الفاعلين السوسيو اقتصاديين على الاستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلوميات. وأشار إلى أن هاته الأهداف تشكل محور استراتيجية مجتمع المعلومات والاقتصاد الرقمي "المغرب الرقمي 2013"، التي ترتكز على أربعة مبادئ تشمل خلق دينامية جديدة تقوم على صياغة أهداف طموحة وواقعية، وتحديد الأولويات وإنجاز أنشطة ذات وقع كبير والإجراءات المواكبة لضمان نجاح هذه الأنشطة، ثم اعتماد نظام الحكامة وتوفير الموارد المالية اللازمة عبر تعبئة مختلف الفاعلين العموميين والخواص، وتقييم النتائج طيلة المدة الزمنية التي يغطيها المخطط. وقال إن وضع هذه الاستراتيجية، التي انطلقت في أكتوبر 2009، يروم بالأساس جعل تكنولوجيا المعلومات عاملا رئيسيا في تحقيق التنمية البشرية وقيمة مضافة بالنسبة للإدارة العمومية وباقي القطاعات الاقتصادية، علاوة على تمكين المغرب من أن يحتل مواقعا رائدا في هذا المجال على المستوى الإقليمي. وحدد أولويات الاستراتيجية في المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والنهوض بالخدمات التي تقدمها المؤسسات العمومية، والرفع من مردودية المقاولات الصغرى والمتوسطة وتعزيز تنافسيتها، وإرساء أسس صناعة تكنولوجيا المعلومات وتعميم استخدامها لدى كل الفاعلين الاقتصاديين وتسهيل ولوج عموم المواطنين إليها. من جانبه أوضح رئيس جامعة (مونديابوليس)، السيد عبد الرحمن لحلو، أن اختيار موضوع الندوة كان نابعا من قناعة الجامعة بأن تحقيق التنمية الصناعية رهين بمدى جودة البرامج التكوينية المعتمدة، خاصة تلك المتعلقة بمجال المعلوميات، مشيرا إلى أنه بات من الضروري خلق نوع من التناغم والانسجام بين حاجيات القطاع والمنظومة التربوية التي أصبحت مطالبة بمسايرة التطورات التي يعرفها مجتمع المعلوميات. وذكر من جهة ثانية أن الندوة تندرج في إطار برنامج اللقاءات الشهرية التي تنظمها الجامعة بغية ضمان انفتاح الطلبة على الحقول المعرفية الأخرى وتقريبهم من كل المتغيرات التي يعيشها المغرب في المجالات السايسية والاقتصادية والثقافية والفكرية. ومن جهته شدد رئيس الفدرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وترحيل الخدمات، السيد عبد الله ادغيغ، على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية لرفع التحديات التي جاءت بها استراتيجة "المغرب الرقمي"، مبرزا أن المغرب يتوفر على كل المؤهلات البشرية والمادية التي تضمن له القدرة على المنافسة في مجال التكنولوجيات الحديثة . وأضاف أن الاستثمار في هذا القطاع يسهم في توفير مناصب شغل إضافية وفي جعل المغرب وجهة للاستثمارات الأجنبية، مما سيسمح بتحسين مستوى تدبير القطاع ومستوى تكوين وإنجاز الرأسمال البشري. في حين قدم رئيس هيئة الاقتصاديين الشباب، السيد رضى الضيفي، لمحة عن هذه الهيئة والدور الذي تقوم به في مجال البحث العلمي في كل ما يتعلق بالاقتصاد، معتبرا أن الهيئة هي بمثابة مختبر دائم للتجديد والنقاش الفعال، ويطمح إلى أن تكون له قوة اقتراحية تساهم في إيجاد الحلول الملائمة للإشكالات الاقتصادية التي تواجه المغرب. وتضمن برنامج هذه الندوة مناقشة محاور تهم سبل خلق وتطوير المقاولات المتخصصة في مجال التكنولوجيا المعلومات، والتكوين المستمر وقضايا التشغيل، والخدمات العمومية من الجيل الجديد، وملاءمة منظومة التكوين مع المتغيرات التي يعرفها قطاع تكنولوجيا المعلومات والحكامة المتعلقة بالرأسمال البشري.