حظيت أشغال المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية، المنعقد بالمركب الدولي مولاي رشيد أيام 30 و31 ماي و1 و2 يونيو الجاري، باهتمام الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية ووكالات الأنباء الوطنية والدولية. فمنذ إعطاء إشارة انطلاق المؤتمر، مساء الجمعة وإلى آخر أنفاسه صبيحة الثلاثاء، خصصت الصحافة المكتوبة، مقالات متعددة، عكست أجواء المؤتمر، والنقاشات السياسية والتنظيمية التي عرفتها أشغال اللجن، كما تتبعت مجموعة من المواقع الإلكترونية أشغال المؤتمر لحظة بلحظة، عبر تغطيات مباشرة، فيما خصصت القناتان الأولى والثانية حيزا مهما لأشغال المؤتمر على امتداد نشراتهما الإخبارية. بل إن القناة الثانية وضعت وحدة متنقلة بفضاء المؤتمر للنقل المباشر لوقائعه، واستضافت محمد نبيل بنعبد الله في بلاطو نشرتها الزوالية ليوم الثلاثاء بعد أن نال ثقة المؤتمر وتم انتخابه لقيادة الحزب لولاية ثانية. وقبل ذلك، كانت القناة الأولى، في عز أشغال المؤتمر الوطني التاسع، قد قدمت تصريحات ضافية لرئيس المؤتمر ولقياديين حزبيين. الإذاعات الوطنية خصصت بدورها حيزا مهما للمؤتمر الوطني التاسع للحزب. وانفردت إذاعة إم. إف. إم. بوضع استوديو متنقل بفضاء المؤتمر، مجهز للبث المباشر طيلة أيام المؤتمر، أشرف عليه فريق عمل مكون من الصحفيين من القسم العربي والأمازيغي ومحلل سياسي بالإضافة إلى تقنيين، حيث قام الفريق الصحفي بتقديم برامج مباشرة بحضور ضيوف قياديين بالحزب ومرشحين للأمانة العامة، ومؤتمرين، وآخرين مشرفين على التنظيم وعلى إدارة المؤتمر بالإضافة إلى ممثلي الأحزاب اليسارية العربية التي حضرت المؤتمر. ومن قلب المؤتمر، لم تتوقف الآلة الإعلامية عن رصد كل كبيرة وصغيرة لنقلها للرأي العام الوطني والدولي. فقد قدم الصحافيون المعتمدون برامج خاصة حول آخر المستجدات، وعكسوا النقاشات السياسية والتنظيمية بل ومضامين الحلقات التي كانت تنظم بعفوية على هامش المؤتمر، وخصصت وكالة المغرب العربي للأنباء مجموعة من المقالات الإخبارية والتحليلية، وقامت، من خلال قصاصاتها، بقراءة للوثائق المعروضة على المؤتمر. نفس الشيء بالنسبة ل MAP- TV، التي واكبت عن قرب فعاليات المؤتمر من خلال تغطياتها المباشرة وإجراء حوارات مع قياديين حزبيين ومؤتمرين. فضلا عن النقل المباشر لوقائع الجلسة الافتتاحية من عدد هائل من القنوات الإلكترونية بما فيها الموقع الرسمي للحزب والبيان وبيان اليوم. وعموما، يمكن القول إن حزب التقدم والاشتراكية نجح بامتياز في الانفتاح على الصحافة خلال محطته التاسعة، حيث فتح أبواب المؤتمر أمام جميع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية للقيام بمهامهم الصحافية، مشرعا أمامهم أبواب مختلف الجلسات العامة، وممكنا إياهم من متابعة أشغال اللجن. يتحركون بكل حرية في جميع الفضاءات المؤتمر، يحدثون هذا ويناقشون ذلك، ويجسون نبض هؤلاء وأولئك، بل وحضروا أيضا عمليات التصويت والفرز من بدايتها إلى نهايتها. بل منهم من كان مقيما بفضاء المؤتمر، يقاسم المؤتمرين غرفهم وأكلهم، وأمسياتهم الخاصة والعامة. ولم يكن لهم أن يقوموا بذلك لولا تسهيل المؤتمر لعملهم الصحافي، حيث تم إحداث مركز صحافي مجهز بالحواسيب، ومرتبط بشبكة الأنترنيت، كما وضع الرفيقان غزلان المعموري وكريم التاج، عضوا الديوان السياسي السابق، رهن إشارتهم، يردون على كل استفساراتهم وتساؤلاتهم، ويمدونهم، في إطار من الشفافية والحوار، بكل صغيرة وكبيرة عن المؤتمر ويستجيبون لكل حاجياتهم. هذه التلقائية في التعامل مع الجسم الصحفي، مكنت رجال ونساء الإعلام من أداء مهامهم بكل مهنية واحترافية، تجلت في غزارة الإنتاج الصحافي المتعلق بالمؤتمر، والحرص على تتبع الخبر من مصدره الأصلي والاتصال المباشر بالمسؤولين الحزبيين وبالمؤتمرين، وكانت جريدتا بيان اليوم والبيان حاضرتين بقوة عبر بعثة صحفية لم يغمض لها جفن طيلة أيام المؤتمر الأٍربعة، تنقل التفاصيل وتبعثها على مدار الساعة للتحرير المركزي بالدار البيضاء بالدار البيضاء لبرمجتها للنشر بعد معالجتها. وفي قراءة سريعة لصحف أمس، نشرت الأحداث المغربية تحت عنوان «بنعبد الله يبدأ ولايته الجديدة بالدعوة إلى تسريع الأداء الحكومي»، مقالا بصفحتها الأولى رصدت فيه أجواء لحظة إعلان فوز نبيل بنعبد الله بثقة أعضاء اللجنة المركزية، جاء فيه: «نبيل بنعبد الله، بدأ متأثرا كعادته وذرف الدموع، في كلمته بعد نهاية عملية التصويت، واعدا من صوت عليه بحصد نتائج مميزة خلال الانتخابات الجماعية والتشريعية المقبلتين». جريدة الأخبار، من جهتها، خصصت أمس الأربعاء، مقالا في صفحتها الأولى، تحت عنوانين بارزين: « بنعبد الله يفوز بمنصب الأمانة العامة لولاية ثانية 861» و»الملك يهنئ بنعبد الله ويقول إنه يحمل غيرة وطنية صادقة»، واعتبرت الصحيفة أن نبيل بنعبد الله «خرج منتصرا من المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية، الذي انتهت أشغاله بمركب الشباب ببوزنيقة، بعدما فاز بمنصب الأمانة العامة لولاية ثانية على رأس الحزب، وحصل على 861 صوتا من 885 صوتا معبر عنها لأعضاء اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر، وذلك بعد انسحاب جميع المرشحين من المنافسة عقب مصادقة المؤتمر على لائحة اللجنة المركزية التي تشكلت من حوالي 1020 عضوا». أما أخبار اليوم، فقد نشرت في عدد أمس، تصريحا أدلى به الأمين العام المنتخب مفاده أن المؤتمر التاسع لحزب التقدم والاشتراكية «أثبت صواب تحالف الحزب مع العدالة والتنمية، وانخراطه في التجربة الحكومية التي يقودها الإسلاميون»، لكنه اعتبر أنه بالموازاة مع ذلك، « ألقى على عاتقنا السهر على الحفاظ على التوازن بين إكراهات التحالف الظرفي والثوابت المرجعية لحزب التقدم والاشتراكية غير القابلة للتفريط». واعتبر بنعبد الله، في حوار مقتضب مع أخبار اليوم، أن رسالة التهنئة الملكية، «وصلت إلى قلوب كل منتسبي الحزب، لأنها نوهت بدور الحزب في الحياة السياسية، ومساهمته في دعم الثوابت الوطنية التي حاول البعض، لأغراض غير معلنة، التشكيك فيها». وتحت عنوان «بنعبد الله يعبئ الحزب لتحسين موقعه الانتخابي»، كتبت جريدة الصباح مقالا، في عددها ليوم أمس الأربعاء جاء فيه: «قال محمد نبيل بنعبد الله... إن الحزب تنتظره تحديات كبرى ومعارك قاسية، اختزلها في التعبئة للانتخابات المقبلة، والارتقاء بالحزب إلى صدارة المشهد السياسي والحزبي». جريدة المساء، خصصت بدورها، أمس الأربعاء، مقالا تحت عنوان: «الصقلي انسحبت وهي تذرف الدموع واللجنة المركزية تتجاوز 1000 عضو.. وبنعبد الله يخلف نفسه كمرشح وحيد للشيوعيين والملك يبعث ببرقية تهنئة»، ومما جاء في المقال: «فاز نبيل بنعبد الله بولاية جديدة على رأس الأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية، بعدما تقدم كمرشح وحيد للانتخابات، عقب انضمام نزهة الصقلي وعزيز الدروش وعبد الحفيظ ولعلو إلى لائحة المنسحبين من سباق التنافس على زعامة الحزب، والتي دشنها امحمد كرين وسعيد السعدي في ساعة مبكرة من صباح أول أمس الاثنين».