أظهرت النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبي فوز كتلة المحافظين «حزب الشعب الأوروبي» بشكل كبير على حساب الاشتراكيين، وحزب الشعب الأوروبي هو تشكيل من 72 حزب يتبى مبادئ الديمقراطية المسيحية في 39 بلدا منها دول في الاتحاد الأوروبي وأخرى خارج الاتحاد. ونظرا لهذه النتيجة طالب المحافظون مساء الأحد بان يكون جان كاود يونكر الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية. شهدت انتخابات البرلمان الأوروبي أول أمس الأحد تقدما كبيرا لقوى اليمين المتطرف تعبيرا لها بالفوز الكبير لحزب «الجبهة الوطنية» (أقصى اليمين) في فرنسا حيث شكل هذا الفوز زلزالا سياسيا وجعل الحزب اليميني المتطرف القوة السياسية الأولى في فرنسا. واستفاد حزب «الجبهة الوطنية» من التراجع القياسي لشعبية الحزب الاشتراكي الحاكم، وحل في الطليعة بفارق كبير مع نسبة تاريخية ب 25 % من الأصوات، بحسب التقديرات الأولية. وسيحصل بذلك على ما بين 23 و25 مقعدا في البرلمان الأوروبي، حيث تملك فرنسا، إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي، 74 مقعدا. وفي بريطانيا يبدو أن حزب «يوكيب» المناهض للفكرة الأوروبية حقق نتيجة تاريخية بحسب نتائج الانتخابات المحلية التي جرت الخميس بالتزامن مع الانتخابات الأوروبية. وفي ألمانيا التي تملك اكبر عدد من النواب في البرلمان الأوروبي (96 نائبا) حل المحافظون بقيادة أنجلا ميركل في الطليعة، بحسب النتائج الأولية. لكن الحزب الجديد المناهض لليورو «ايه اف دي» والذي تأسس في ربيع 2013 ويدعو إلى إلغاء العملة الأوروبية الموحدة، سيسجل دخوله للبرلمان مع 6.5% من الأصوات. كما حقق الاشتراكيون الديمقراطيون تقدما كبيرا بحصولهم على 27.5 بالمائة من الأصوات. وفي اليونان البلد الذي يعاني بشدة من سياسة التقشف، حل حزب اليسار المتشدد سيريزا بقيادة الكسيس تسيبراس في الطليعة متقدما بشكل طفيف على حزب الديمقراطية الجديدة اليميني الحاكم. وعلى الطرف الآخر من المشهد السياسي يتوقع أن يحصل حزب «الفجر الذهبي» النازي على ما بين 8 إلى10 % من الأصوات. وفي النمسا سجل حزب اليمين المتطرف «اف بي او» الذي يأمل في تشكيل كتلة مع «الجبهة الوطنية» الفرنسية، تقدما واضحا وسيحل ثالثا مع 19.9 % من الأصوات محققا تقدما ب 5 % مقارنة مع انتخابات 2009، ويأتي خلف المسيحيين الديمقراطيين والاشتراكيين الديمقراطيين الحاكمين. وإذا كان حزب «بي في في» المعادي للإسلام في هولندا قد مني بهزيمة، حيث لن يحصل إلا على 12 % من الأصوات مقابل 18 % قبل خمس سنوات، فان تحدي الفكرة الأوروبية يمكن أن يترجم من خلال الشعبوي بيبي غريلو في ايطاليا التي تملك 73 نائبا. وعلى ضوء حقيقة أن اليمين المتطرف والمشككين بنجاعة فكرة الوحدة الأوروبية قال جان دومنيك غويلياني رئيس مؤسسة روبرت شومان إن التشكيك في جدوى الفكرة الأوروبية «قد تعزز من خلال تصويت عقابي ضد الأحزاب الحاكمة»، ولكن اسبانيا والبرتغال اللتين تأثرتا بشدة بالأزمة بدتا محافظتين على التصويت للأحزاب التقليدية. وتزامن صعود القوى المتطرفة مع ارتفاع طفيف في نسبة المشاركة. ورغم توقعات بان تكون ضعيفة فان نسبة المشاركة شهدت ارتفاعا في العديد من الدول الكبرى خصوصا في فرنساوألمانيا. ورغم زحف اليمين الأوروبي المتطرف نحو برلمان ستراسبورغ، إلا أنهم لم يحصلوا عموما على أكثر من 100 مقعد من مجموع المقاعد في البرلمان الأوروبي والبالغ عددها 751 مقعدا.