نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالفقيه بن صالح أمسية قصصية، احتفاء بهذا الجنس الأدبي المتعدد والمتنوع. وذلك يوم السبت 3 ماي الجاري، بالمركب الاجتماعي، على الساعة السابعة مساء. قدم في البدء مؤطر اللقاء الناقد المحجوب عرفاوي كلمة في شأن هذا الاحتفاء الرمزي بالقصة، وهو في العمق احتفاء بالإبداع الذي ينبغي التفاعل معه وربط صلة حياة ووجود مع الأدب بشكل عام، وبالتالي فهذه اللحظة تعد تخليدا لليوم الوطني للقصة في المغرب، هي مناسبة للفت النظر لهذا الجنس الإبداعي الراصد للتحولات ومآزق الذات والمجتمع. وتعزيزا لهذا الكلام، قدم الأستاذ مسعود الجاحظ إضاءات في مسيرة القصة كحكي يحضر في الحياة وفي كل الأنواع الأدبية الأخرى. فلابد أن يقص الشاعر بطريقة ما داخل القصيدة، والمسرحي يقص بدوره، لأنه لا بد من حكاية، والسينمائي يقص أيضا ولو داخل الصورة، مما يدل على جوهر السرد في الحياة والخطاب..لكن ما يعاب الآن على الساحة الأدبية والثقافية هو انتصار القصاصين لكتابة قصيرة خالية من المعنى وروح القصة. فلا يمكن تصور قصة من سطر واحد كما يقول الأستاذ مسعود الجاحظ. توالت بعد ذلك قراءات لأسماء قصصية لها مكانتها على مستوى التأليف، وحضورها النوعي في المشهد القصصي مغربيا وعربيا، ويتعلق الأمر بحميد ركاطة وحواريته المشهدية الذي هو حائر في تجنيسها كما أكد، محمد فاهي وغوصه القصصي الذي يعمق المظاهر والمنظور، عبد الواحد كفيح في إبحار سردي متواصل في مناطق مسكوت عنها، الشيء الذي يقتضي الخلخة ولو من خلال المتخيل، في انتصار للقيم الإنسانية النبيلة في الواقع والفكر، محمد أكراد الوريني واصطياد المفارقة في قالب ساخر يعصف بترتيب الحقائق المترسب في المخيال الشعبي، عبد الغني صراض الذي يشكل إقامته القصصية كلوحة لا تركن إلى مادة منمطة وزاوية واحدة، فكان نصه ديناميا ومفتوحا. وفي المحصلة، تعددت وتنوعت طرائق الحكي من حيث اللغة والمتخيل والرؤيا، بل امتد ذلك أثناء القراءات القصصية للملامح والحركات، فكانت الأمسية لحظة جمالية وفكرية مكتنزة، في إصغاء وحوار متبادل ينتصر للقصة أولا وأخيرا. * كاتب مغربي