نظم فرع اتحاد كتاب المغرب ببني ملال الفقيه بن صالح حفل توقيع وقراءة في رواية " روائح مقاهي المكسيك " للكاتب عبد الواحد كفيح . وذلك يوم السبت 8 مارس الجاري بدار الشباب أم الربيع بالفقيه بن صالح ، على الساعة الرابعة بعد الزوال . أطر اللقاء الأستاذ برناكي بوعزاوي ، مقدما في البدء رواية " روائح مقاهي المكسيك " كإضافة نوعية في الحقل السردي المغربي ، باعتبارها تنفتح سردا على محلية وخصوصية ينتمي إليها الكاتب ، لذا كانت الأحداث أكثر حرارة ووقعا . اليوم ستتعدد الأوراق ، وستتعدد معها زوايا النظر كما يقدم الأستاذ برناكي . فتوالت المداخلات مع ثلة من الكتاب المغاربة . الناقد محجوب عرفاوي أدلى بملاحظات وإضاءات في هذه الرواية ، مركزا على موضوعات موغلة في الهامشي والمنسي . فتعددت الشخوص وحكاياها الخاصة ، وامتد ذلك لحكاية الرواية التي غدت متعددة بدورها . فظهرت بعض الصعوبات في السرد منها ما يتعلق بالسارد ، إذ يتدخل بالتعليق والشرح، فكان ساردا عالما ومحيطا بعوالم الحكي. هذا فضلا عن طغيان الدارجة من الأول إلى الأخير. الناقد حميد ركاطة ركز في ورقته على خاصية التفكك في أسر فقيرة ، تسوقها الرواية في تصوير لعوالم الهامش المكتظ بالمفارقات . وقد سمح ذلك بتعدد لغوي يعكس الحالات النفسية القلقة والوضعية الاجتماعية لشريحة مقهورة ومغلوبة عن أمرها . في نفس السياق ، ركزالأستاذ عبد الغني فوزي في كلمته على الحكاية في متنها الذي يصوغ محلية ذات خصوصية مطبوعة بالهامشي والمنسي . فكانت اللغة كمبنى سردي زاخرة بتقنيات فنية منها حضور القطار بين الواقع والمتخيل للربط بين المشاهد والحمولات الرمزية . ومن زاوية حميمية ، القاص عبد الله المتقي حاول أن يصاحب صديقه كفيح في شهادة تؤرخ للحظات الهاربة في الحياة ، ولكنها على صلة قوية بالمقروء والكتابة . وهو ما يثبت أن القاص كفيح لم يأت للقصة والرواية من فراغ ، بل من تكوين يتداخل فيه الوعي بالحلم باللعب والجنون. وفي تعميق للنظر النقدي ، القاص محمد فاهي قدم علاقة السارد بمحيطه داخل الحكاية ، إنها علاقة محكومة بالتجاذبات النفسية والاجتماعية ، لأن السارد منخرط في أحداث الحكاية . مما أدى إلى حضور النفس السيري . فالأمر يتعلق كما يقول فاهي بطفل يتشكل وعيه كما هو بين شخوص فقيرة وغريبة . الكاتب مسعود الجاحظ الصغير ، أبرز في شهادته صورة التلميذ الذي كانه الروائي عبد الواحد كفيح ، تلميذ شغوف بالمعرفة ومثير للإشكاليات الكبرى في الحياة والأدب . وأعماله القصصية ومؤلفه الروائي هذا يدل على ذلك . في المحصلة ،تنوعت الأوراق ، وتعددت معها الأسئلة التي تثير وتغني الأفق المعرفي والجمالي كما أكد الأستاذ برناكي بوعزاوي المعروف بكياسته وفراسته في إدارة مثل هذه اللقاءات المتعددة المنطلقات المنهجية والنظرية . وكان الختم على نغمة موسيقية مع الفنان أحمد قرقوري تعمق النظر والتأمل في المجتمع الذي يسرق براءة الأطفال كما تقول أغنية ذاك المساء .