احتفل مهرجان فاس الدولي الثالث لمسرح الطفل، يوم الجمعة الماضي (11 ابريل 2014 بالمركب الثقافي الحرية) بالكاتب والناقد الأستاذ محمد أديب السلاوي، في ندوة موسعة حول فكره الحداثي ومساهمته البارزة في بلورة تاريخ الحركة المسرحية المغربية، والحركة الإبداعية عموما في المغرب الراهن. وقد تحدث في هذه الندوة، كل من الباحث والناقد الدكتور عبد اللطيف ندير، والكاتب المسرحي الأستاذ سالم كونيدي، والإعلامي والناقد الأستاذ الطاهر الطويل، والشاعر الباحث الأستاذ محمد السعيدي، إضافة إلى المخرج المسرحي الأستاذ محمد بلهيسي. وقد ركزت مداخلات هذه الندوة، على الجوانب المضيئة في سيرة الكاتب الناقد محمد أديب السلاوي، التي تمتد على خمسة عقود متواصلة، تابع فيها بالتزام ووعي الحركة الثقافية والسياسية بمغرب الاستقلال، حيث أنجز حتى الآن حوالي أربعين كتابا، في تاريخ المسرح المغربي والفنون التشكيلية المغربية، وتاريخ الشعر المغربي، والقصة والرواية، إضافة إلى سلسلة كتبه الرائدة عن الحياة السياسية المغربية وأزماتها وإشكالاتها المختلفة. وقد أعلن الدكتور عبد اللطيف ندير الذي أدار هذه الندوة، أن مؤسسة محمد أديب السلاوي للفكر المسرحي التي أعلن مرصد المسرح المغربي عن تأسيسها بداية العام الحالي، ستعرف أول نشاط لها في شهر مايو القادم، إذ ستصدر أول إصدار لها عن الكاتب الرائد محمد أديب السلاوي، كما أعلن الباحث والشاعر محمد السعيدي بأنه سيصدر قريبا أول قراءة له في الفكر الحداثي لمحمد أديب السلاوي، وأنه سيواصل تنقيبه في فكر هذا العلم الرائد، باعتباره عضوا في مؤسسته الثقافية، وأحد الذين بلوروا أهدافها، حيث سيعمل على إنجاز أطروحات أخرى عن فكره السياسي والثقافي، خلال المرحلة القادمة. أما الأستاذ كونيدي سالم، وهو رائد من رواد الحركة المسرحية المغربية، فأكد في مداخلته عن الكاتب المحتفى به، أن الأستاذ السلاوي، الذي درس على يد كبار العلماء والمفكرين بجامعة القرويين، والذي عمل إلى جانب كبار المثقفين المغاربة، علال الفاسي وعبد العزيز بنعبد الله وعبد الله كنون وقاسم الزهيري وغيرهم، أسدى للمسرح المغربي خدمات جليلة، ليس فقط بمتابعته النقدية، ولكن أيضا بتوثيقه الرصين لمساره الإبداعي، وهو ما أعطى للباحثين مادة علمية هامة استفادت منها المناهج الدراسية في الجامعات المغربية والعربية. وفي مداخلته أبرز الأستاذ الطاهر الطويل الجانب الإعلامي المشرق في سيرة الأستاذ محمد أديب السلاوي، الذي عمل محررا ومديرا للتحرير ورئيسا للتحرير، ومستشارا إعلاميا في العديد من المؤسسات الإعلامية المغربية والعربية والدولية، حيث ساهم بفعالية في بلورة قيم مهنة المتاعب، ليس فقط على المستوى الوطني ولكن أيضا على المستوى العربي والدولي. أما المخرج الأستاذ محمد بلهيسي، وبعد أن تحدث عن علاقته الحميمية بالأستاذ السلاوي، ورحلاته معه إلى العديد من البلاد العربية، أكد أن الاحتفال بهذا الناقد الكاتب المبدع، بمسقط رأسه (مدينة فاس) وبحضور هذه النخبة الوازنة هو اعتراف حقيقي بما أسداه هذا الرجل للثقافة المغربية، اعتراف يتحدى صمت وزارة الثقافة عن مساهماته، وحضوره، وعمله المتواصل من أجل الثقافة الوطنية. وفي ختام هذه الندوة، أعلن الدكتور عبد اللطيف ندير، أن مؤسسة محمد أديب السلاوي للفكر المسرحي، ستفعل أهدافها ابتداء من هذه السنة وستعمل على إعادة طبع الكتب المسرحية والتشكيلية والثقافية عامة لصاحبها من أجل إشاعة فكره وبلورة أهدافه، وتعميم عطاءاته. وتجب الإشارة إلى أن هذه الندوة، قد عرفت حضورا مكثفا لأدباء وشعراء وفناني مدينة فاس، إضافة إلى المسرحيين العرب الذين شاركوا في فعاليات المهرجان الدولي الثالث لمسرح الطفل، وأسرة الكاتب وزوجته وأبنائه، وهو ما أعطى الحفل التكريمي بهجته ورونقه الاجتماعي / الثقافي. ومعلوم أن مهرجان فاس الدولي الثالث لمسرح الطفل، عرف انطلاقته يوم ثامن أبريل 2014 بمشاركة العديد من الفرق المسرحية من المغرب والمملكة العربية السعودية والعراق ومصر والجزائر وتونس، وبحضور العديد من الأسماء الثقافية الوازنة من العالم العربي، نذكر من بينها على الخصوص الدكتورة نرمين الحوطي من الكويت (باحثة في مجال المسرح) والدكتور علاء قوقة من مصر (باحث وناقد في القضايا المسرحية) والأستاذ حسن عبد الحميد (باحث من العراق) والأستاذ علي محمود السود (باحث مسرحي وسينوغراف) والأستاذ نايف معوض البقمي (ناقد مسرحي من العربية السعودية). وقد ختم هذا المهرجان أشغاله يوم 11 أبريل مساء مباشرة بعد الاحتفال التكريمي بالأستاذ محمد أديب السلاوي، الذي شارك في فعالياته كل ضيوف المهرجان وفرقه المسرحية.