مزوار: استقرار المنطقة يمر وجوبا عبر التسوية النهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، على قدرة المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية على تأسيس نموذج لشراكة استرتيجية متطورة، ستكون بمثابة ورقة أساسية في تحديد مصير المنطقة والقارة الإفريقية، سواء من الناحية الاقتصادية أو المالية وحتى على المستوى الأمني ومحاربة الإرهاب وتجارة الأسلحة، مشيرا إلى أن الشراكة بين المغرب والولاياتالمتحدة من شأنها تقريب المسافات وتحقق الأهداف. وقال صلاح الدين مزوار، في افتتاح الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة والمملكة المغربية الذي ترأس أشغاله مع نظيره الأمريكي، جون كيري، صباح أمس بالرباط، إن مناخ الثقة والتفاهم المبني على تقاسم الرؤية السياسية والمرجعية الديمقراطية والحقوقية بين البلدين، يجعل البلدان قادران على تأسيس نموذج لشراكة استراتيجية متطورة تشكل ورقة أساسية في تحديد مصائر الجهة والقارة الإفريقية عموما، على المستويات الاقتصادية والمالية، وأيضا على المستوى الأمني ومحاربة الإرهاب وتجارة الأسلحة. وأبرز مزوار أن الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، الذي انطلق سنة 2012، يستند إلى مسار طويل وعريق من العلاقات الثنائية، وهو ما أهله لتحقيق تقدم كبير، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي شكل نقطة محورية في هذا الحوار، ومعربا عن أمله في الرفع من درجة التعاون بين البلدين، خصوصا وأن حجم الاستثمارات الأمريكية في المغرب لا يمثل سوى 8 في المائة من مجموع الاستثمارات الخارجية بالمغرب. وذكر مزوار أن المغرب انخرط في مسار الإصلاحات السياسية والدستورية والحقوقية منذ سنوات طويلة، مشددا على أن ضمان استقرار المنطقة عامة والساحل على وجه الخصوص يمر وجوبا عبر التسوية النهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء، ومعربا عن تقدير المغرب للدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لإيجاد تسوية سياسية ونهائية ومقبولة من قبل أطراف النزاع، على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي اعتبرتها الإدارة الأمريكية خطة جدية وواقعية وذات مصداقية. وأشار إلى أن المبادرة المغربية تستجيب في مضمونها لتطلعات ساكنة الصحراء لإدارة شؤونها بنفسها بما يضمن لها الكرامة والحرية والتنمية الشاملة، مسجلا بنفس المناسبة دور المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية بالمناطق الجنوبية للمغرب في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان. ومن جانبه أكد كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، جون كيري، على التزام بلاده العميق تجاه دينامية الإصلاحات التي باشرها المغرب، وهي الإصلاحات التي وصفها ب «الهامة والناجحة في تدبير المستقبل» تحت قيادة جلالة الملك. وأعلن جون كيري، الذي يقوم بأول زيارة رسمية له إلى المغرب منذ تعيينه على رأس الدبلوماسية الأمريكية خلفا لهيلاري كلينتون، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتابع باهتمام دينامية انفتاح المغرب على إفريقيا، مشيرا إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى عدد من الدول الإفريقية، والتي توجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجالات عديدة. ووصف كاتب الدولة الأمريكي المغرب بأنه «المحرك للازدهار والأمن بالمنطقة المغاربية والقارة الإفريقية»، مشيرا إلى أن المغرب يحتل صدارة الدول الإفريقية التي تستثمر في إفريقيا، ويتموقع كبوابة عبور نحو القارة السمراء.