شارك رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران أول أمس الاثنين بمدريد، في حفل تأبين رسمي لرئيس الحكومة الإسبانية الأسبق ومهندس الانتقال الديمقراطي أدولفو سواريث، الذي توفي يوم 23 مارس بعد صراع مع المرض، وذلك تحت رئاسة العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول وبحضور شخصيات أجنبية. وأحيى هذا الحفل الديني الرسمي، الذي أقيم بكاتدرائية سانتا ماريا لا ريال دي لا المودينا في مدريد، الكاردينال كبير أساقفة مدريد أنطونيو ماريا روكو فاريلا، بحضور الملك خوان كارلوس الأول والملكة صوفيا وأميري أستورياس، وأفراد أسرة أدولفو سواريث، والسلطات العليا بالبلاد يقودها رئيس الحكومة ماريانو راخوي، ورئيسا غرفتي البرلمان الإسباني. كما حضر هذا القداس الديني أعضاء الحكومة الإسبانية ورؤساء الأقاليم ذات الحكم الذاتي وممثلو الأحزاب السياسية الإسبانية ورؤساء الحكومة السابقين فيليبي غونزاليث وخوسي ماريا أثنار وخوسي لويس رودريغيز ثباتيرو، إلى جانب ممثلي نحو 15 بلدا أجنبيا. ومن بين الشخصيات التي حضرت هذا التأبين الرسمي أيضا رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل دوراو باروسو، ونائب الوزير الأول البريطاني نيك كليغ، ونائب رئيس الأرجنتين أمادو بودو، ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جان بيير بيل، وكاتب الدولة في البحرية الأمريكية راي مابيسو، والوزير الأول الأرميني تيجران سارجسيان. كما حضر الحفل رئيس غينيا الاستوائية تيودور أوبيانغو، والرئيس الكولومبي السابق ألفاو أوربي، ووزراء خارجية اللوكسمبورغ جان أسيلبورن، وموريتانيا أحمد ولد تكدي، وفلسطين رياض المالكي، ونائب الوزير الأول البرتغالي باولو بورتاس، إلى جانب السفراء المعتمدين بإسبانيا وشخصيات أخرى من عالمي الثقافة والرياضة. وفي ختام هذا الحفل التأبيني، الذي انطلق في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي واستمر زهاء الساعة، قدم الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا وأميرا أستورياس تعازيهم لأسرة سواريث في فقدان رجل الدول الكبير والشخصية البارزة في الانتقال الديمقراطي الإسباني. يذكر أن أدولفو سواريث، الذي توفي عن عمر ناهز 81 سنة، دفن الثلاثاء الماضي بالكاتدرائية القوطية في مدينة أفيلا، وسط إسبانيا، مسقط رأسه، كما أوصى بذلك قبل وفاته. وفي اليوم السابق توافد نحو 30 ألف شخص على مجلس النواب حيث سجي نعش الراحل لإلقاء نظرة الوداع. وأعلنت إسبانيا حدادا وطنيا لثلاثة أيام تكريما للرجل. ويعد أدولفو سواريث أول رئيس للحكومة في عهد الديمقراطية الإسبانية (1976 -1981)، بعد أن عينه في هذا المنصب الملك خوان كارلوس الأول الذي اعتلى عرش إسبانيا بعد وفاة فرانسيسكو فرانكو في 20 نونبر 1975. وقاد الراحل، إلى جانب العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول، البلاد طيلة سنوات الانتقال الديمقراطي، وذلك بعد أربعة عقود من الحرب والديكتاتورية الفرانكوية. وفي عهد حكومته اعتمدت الإصلاحات الكبرى التي سمحت لإسبانيا بالانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، وشرعنة الأحزاب السياسية، بما في ذلك الترخيص المثير للجدل للحزب الشيوعي، والعفو عن السجناء السياسيين، ثم صياغة الدستور والمصادقة عليه في استفتاء 1978.