وزراء الخارجية العرب يوصون بتوفير شبكة أمان ب100 مليون دولار شهريا لفلسطين خلص وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماعهم التحضيري المنعقد أول أمس الأحد عشية القمة العربية الخامسة والعشرين التي تبدأ اليوم أشغالها في الكويت، تحت شعار:»قمة التضامن لمستقبل أفضل»، وتستمر الى غاية يوم غد الأربعاء، الى الموافقة على عقد القمة المقبلة في مصر، بعد تنازل دولة الامارات العربية المتحدة عن دورها في رئاسة القمة العربية ال26 المقررة في مارس من العام القادم. وبشأن الملفات السياسية المطروحة على قمة الكويت، أحال وزراء الخارجية على القادة العرب مشروع قرار حول سوريا ينص على دعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته أمام الجمود الذي أصبح عليه مسار المفاوضات بين المعارضة والنظام في جنيف، كما يطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية مواصلة مشاوراته مع الأمين العام للأمم المتحدة وكافة الأطراف المعنية، وذلك من أجل التوصل الى بلورة تحرك مشترك يفضي إلى إنجاز الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية، والاتفاق على تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية لإدارة البلاد. وبالنسبة للتمثيل السوري، أوصى اجتماع وزراء الخارجية بأن تواصل الأمانة العامة للجامعة مشاوراتها مع الائتلاف السوري المعارض حول مقعد سوريا، وذلك مع التأكيد على قرار قمة الدوحة وما كان نص عليه بشغل الائتلاف مقعد الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية، والاعتراف به كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، وأيضا على ضوء مقتضيات ميثاق الجامعة ولوائحها الداخلية، ثم عرض نتائج ذلك على دورة قادمة. أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد دعا وزراء الخارجية العرب الدول العربية الى توفير» شبكة أمان مالية» بأسرع وقت ممكن بمبلغ 100مليون دولار شهريا للدولة الفلسطينية، لدعم القيادة جراء ما تتعرض له من ضغوط مالية، واستمرار إسرائيل في عدم تحويلها للأموال المستحقة لدولة فلسطين، كما تمت مطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري وتحمل مسؤولياتهم والضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان في القدس، ولكي تنخرط في مفاوضات جادة، كما جدد الاجتماع الوزاري التمسك بإقامة دولة فلسطين المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت في عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، مشددا أيضا على رفض جميع الاجراءات الاسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف ضم المدينة وتهويدها، وطالبوا بوقف كل الانتهاكات الإسرائيلية ، بالإضافة الى تقوية التضامن المادي والسياسي والاعلامي مع الشعب الفلسطينية، وخصوصا مع المقدسيين ومساندتهم لتثبيت وجودهم وصمودهم فوق أراضيهم. وفي هذا السياق أكد وزراء الخارجية العرب على القرارات الأخيرة الهامة التي اتخذتها لجنة القدس التي انعقدت في مراكش تحت رئاسة جلالة الملك، كما تمت الاشادة بجهود وكالة بيت مال القدس. من جهة أخرى اتفق وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار يرفع الى قمة اليوم الثلاثاء ، ويؤكد على مكافحة الارهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية. وعقب تسلمه الرئاسة من نظيره القطري خالد بن محمد العطية بصفة بلاده رئيس الدورة السابقة ال24 للقمة العربية، شدد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أثناء افتتاح الاجتماع الوزاري التحضيري، صباح أول أمس الأحد،أن القمة تعقد اليوم في ظروف حرجة ودقيقة تمر منها المنطقة العربية، مضيفا أن التطلعات المعقودة على قمة الكويت أسهمت في صياغة وتحديد بنود جدول الأعمال. وطيلة يوم أمس الاثنين، توافد قادة البلدان العربية ورؤساء الوفود على الكويت، وكان اليوم مخصصا لهذه الاستقبالات واللقاءات الثنائية والجانبية، فضلا عن اللقاءات الصحفية لعدد من المسؤولين العرب مع ممثلي وسائل الاعلام الحاضرين لمتابعة القمة، ولم يخف عدد من الوزراء الكويتيين الذين التقتهم «بيان اليوم» بمختلف فضاءات القمة العربية التي تستضيفها بلادهم ارتياحهم الكبير لمستوى التمثيل والحضور القياسي. وبدوره صرح د. محمد تركي الهاجري، مدير ادارة الاعلامالعربي بقطاع الاعلام الخارجي بوزارة الاعلام ل»بيان اليوم»، بأن القمة العربية الخامسة والعشرين تأتي في ظروف بالغة الدقة في العالم العربي الذي يعاني الكثير من المشكلات التي تتطلب المصارحة والتعامل الرشيد بما يضمن الوصول بمسيرة العمل العربي المشترك الى بر الأمان، لافتا الى نجاح الكويت في عقد القمة من دون تغيب أو اعتذار، ما يدل على ما تحظى به من مصداقية وفاعلية. ويشار الى أنه عدا شغور مقعد سوريا بموجب قرار عربي، وبرغم لجوء دول الى تخفيض مستوى تمثيليتها في القمة لأسباب مختلفة، فان المستوى العام للتمثيل في قمة الكويت يعتبر قياسيا ومؤشر نجاح للديبلوماسية الكويتية، وخصوصا لأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتفيد آخر المعطيات المتوفرة مشاركة14 قائد دولة عربية، وغياب ثمانية من الرؤساء والأمراء والملوك، بينهم أربعة يغيبون نظرا لظروفهم الصحية، وهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والرئيس العراقي جلال طالباني.