اختتمت يوم أمس الأحد، فعاليات معرض أو صالون العقارات المغربية «سماب اكسبو»، التي احتضنها، على مدى ثلاثة أيام، القصر العتيق قرب معلمة الأطوميوم بقلب العاصمة البلجيكية بروكسيل. حفل الافتتاح الذي نظم يوم الجمعة الماضي، تميز بحضور عدة شخصيات مهمة، ومنهم أعضاء الوفد المغربي الذي ترأسه وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي. وفي تصريح بالمناسبة، أكد الصديقي لبيان اليوم أن «معرض (سماب إكسبو) يكتسي أهمية بالغة على عدة مستويات، إذ يشكل أولا فرصة سانحة للقاء مع الجالية المغربية، وتمتين الروابط بينهم وبين الوطن الأم». إضافة، يقول الوزير، إلى تمكين المقاولات المغربية من عرض منجزاتها، والتعريف بخصوصيات الحضارة المغربية من خلال عملية التعمير، فالبناء، على حد تعبير الوزير، ليس فقط أحجارا يتراكم بعضها فوق بعض، بل هو أيضا تجسيد لتراث وثقافة المغرب، ناهيك عن توفير فرص الشغل، إذ يشغل هذا القطاع بالمغرب حوالي مليون عامل، أي أن ما يعادل خمسة ملايين أسرة تعيش عن طريق البناء. وبالتي ، يضيف الصديقي، فإن انتعاش هذا المجال يعني انتعاش الاقتصاد الوطني. كما أعرب الوزير عن سعادته بالحضور المتميز للمواطنين من أبناء الجالية، وكذلك حضور وزراء بلجيكيين رفيعي المستوى وخاصة منهم ذوي الأصول المغربية. وأشاد بأبناء الجالية اللذين يحتلون مناصب هامة ببلجيكا، الشيء الذي يساهم في الرفع من الشأن المغربي في المجتمع الدولي. سفير المغرب، سمير الدهر، أبرز بدوره في تصريح مماثل لبيان اليوم «أن المعرض يجمع الجالية المغربية، والإقبال الملاحظ يؤكد تشبث المغاربة بأرضهم وبلادهم». كما أضاف قائلا إن أربعين أو خمسين ألف زائر هو رقم هام جدا. والشركات العارضة هي أيضا متنوعة، وحسب القدرة الشرائية لكل شخص. وأعرب عن فرحته كسفير باللقاء بهذه المناسبة مع أفراد الجالية المغربية المنحدرين من جميع مناطق المغرب، فهي فرصة لصلة الرحم أيضا، كما يقول السفير. اليوم الأول تميز أيضا بحضور كل من وزير التعمير والثقافة البلجيكي ذي الأصل المغربي رشيد مضران، ووزيرة الإعلام فضيلة العنان، والبلجيكية لوريت أونكيلينكس وزيرة الصحة والشؤون الاجتماعية ونائبة الوزير الأول، التي تجاوبت بشكل كبير مع الزائرين للمعرض. و أدلت أيضا بتصريح لبيان شددت فيه على الطابع المتعدد الثقافات للعاصمة بروكسل كعاصمة أوروبية منفتحة. وقالت الوزيرة غنها من أشد المدافعين عن الهوية المزدوجة المغربية والبلجيكية. وعبرت كذلك عن سعادتها بتواجدها بمعرض العقارات الذي تحرص دائما على حضور كل دوراته. هذا وتضمن برنامج اليوم الأول إجراء قرعة من أجل الفوز بمنزل بالمغرب، كما قام الفكاهي محمد الخياري بتقديم عرض فكاهي قصير أسعد الجمهور الحاضر، وحاز ابتسامات مرحة من قبل أعضاء الحكومتين المغربية والبلجيكية الحاضرين. أما سمير الشماع الرئيس المنظم لمعرض العقار «سماب إكسبو» فقال لبيان اليوم إن دورات هذه التظاهرة تعرف تحشنا وإقبالا أكبر سنة بعد سنة. ملاحظا أن اليوم الأول لهذه الدورة الرابعة عرف إقبالا كبيرا للزوار رغم عدم تضمن برنامجه لسهرات تنشيطية كما كان عليه الشأن سابقا، وهو ما يعد، بالنسبة إلى الشماع، مؤشرا هاما على نجاح هذه الدورة التي اختير لها شعار» صالون العقارات، نمط وفن الحياة المغربية». وتجدر الإشارة أن اليومين الثاني والثالث للمعرض تخللتهما سهرات لمجموعة من الفنانين المغاربة، في مقدمتهم مجموعة «ناس الغيوان» ذات الرصيد الفني المتميز. *** المعرض أتاح فضاء للعرض والتنشيط تفوق مساحته 18 ألف متر مربع، وعرف مشاركة حوالي 40 مدينة مغربية وحوالي 48 عارضا ومنعشا عقاريا ومقاولات البناء والوكالات العقارية ومكاتب التوثيق والهيئات المالية. تضمن برنامج المعرض تنظيم ندوات تعالج مواضيع خاصة ترتبط بالعقار والاستثمار وخصوصيات الأنظمة العقارية في المغرب، وذلك بشراكة مع بعض مكاتب التوثيق والفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين بالمغرب، إضافة إلى عرض الفرص العقارية وتمويل المشاريع في المملكة. وخصص المعرض فضاء لفن العيش المغربي يبرز التنوع الكبير بين الجهات والغنى الثقافي للمملكة في جميع أبعاده وكذا جمالية الصناعة التقليدية. يقترح المعرض، الذي تشارك في دوراته أيضا وكالات الأسفار وشركات الطيران والملاحة البحرية، على زوراه معلومات مفيدة حول المؤهلات السياحية للمملكة، كما يمكن من استكشاف العادات والتقاليد المغربية وفن الطبخ المغربي. تعتبر بروكسيل محطة مهمة بالنسبة لمعرض «سماب إكسبو» نظرا للحضور المهم للجالية المغربية ببلجيكا، حيث يعيش أزيد من نصف مليون مغربي في هذا البلد خاصة في بروكسيل وأفير ولييج. سينتقل المعرض بعد مرحلة بروكسيل إلى مدن ميلانو وباريس ودوسلدورف ولندن والرياض وجدة.