الإمارات العربية المتحدة ترحب بإنتاج أعمال درامية تلفزيونية مشتركة قال مدير قناة أبو ظبي عيسى الميل ، يوم الأحد بمكناس ، إن الإمارات العربية المتحدة فضاء مناسب وأرض خصبة للمنتجين المغاربة لإنتاج أعمال درامية تلفزيونية مشتركة .ودعا الميل، خلال مائدة مستديرة حول «الإنتاج الدرامي المشترك: قنوات أبو ظبي نموذجا» في إطار فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني التي تنظمها جمعية العرض الحر إلى غاية 19 مارس الجاري، كتاب السيناريو المغاربة وشركات الإنتاج، التي لها القدرة على المنافسة فنيا وإبداعيا، إلى أخذ المبادرة واقتراح أعمال تلفزيونية وذلك على غرار عدة بلدان عربية وخليجية وأجنبية .وأكد الميل، بهذا الخصوص، أن المنتجين المغاربة «لم يأخذوا على عاتقهم المبادرة لاقتراح أعمال تلفزيونية»، مسجلا «غياب التواصل» بين هؤلاء والمسؤولين عن القطاع بالإمارات وذلك لعدم تواجد مكاتب شركات مغربية للإنتاج الدرامي في هذا البلد الخليجي، داعيا المنتجين المغاربة إلى أخذ المبادرة وإحداث مكاتب تنفيذية في المنطقة الحرة لصناعة الأعمال الدرامية بالإمارات وذلك لتسهيل عملية التواصل في مجال تقديم النصوص الدرامية المغربية من أجل إنتاج أعمال درامية تلفزية.كما دعا الميل، بالمناسبة، المنتجين المغاربة إلى استغلال فرصة تسهيل إجراءات الترخيص لإنتاج أعمال تلفزية وذلك قصد الاستفادة من الإمكانيات والتجربة المغربية المتوفرة في مجال كتابة السيناريو والتمثيل ، معتبرا أن اللغة ليست حاجزا للاستفادة من هذه التجربة كما أن هناك تقارب كبير ، يضيف الميل، بين البيئتين المغربية والإماراتية.وأبرز، من جهة أخرى، أنه بفضل تسهيل مسطرة الترخيص لإنتاج أعمال تلفزية ، أصبحت الإمارت ، خلال السنوات الأخيرة، قبلة للمنتجين الخليجيين والعرب والعالميين الذين فتحوا مكاتب لشركات الإنتاج الدرامي بالإمارات . من جهته، دعا عبد الرحيم لبطيح، مدير إدارة شؤون الخدمة العامة بقناة أبو ظبي، المنتجين المغاربة إلى استغلال العلاقة المتميزة بين المغرب ودولة الامارات في شتى المجالات ، مشيرا إلى أن الإمارات أصبحت «فضاء خصبا ومناسبا « للمنتجين المغاربة الذين يتعين عليهم أن يبادروا إلى افتتاح مكاتب تنفيذية بالإمارات لتقديم النصوص الدرامية ، مضيفا أن الإمارات تسعى لأن تكون منطقة لإطلاق الدراما العربية والعالمية بفضل الأرضية الخصبة التي أصبحت الآن متاحة.من جانبه، قدم الناقد السينمائي عمر بلخمار، لمحة حول الإنتاج الدرامي بالإمارات العربية المتحدة ، مشيرا إلى أن الإمارات قامت بتسهيل مهمة الإعلام والتصوير داخل البلد من خلال إنشاء مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات مما جعل الإمارات ، حسب بلخمار، تصبح قبلة للمنتجين من بلدان عربية وعالمية لتصوير أعمال سينمائية وتلفزيونية مشهورة، مشيرا إلى أن القنوات الإماراتية الخاصة والحكومية أصبحت تشهد تطورا متتاليا منذ سنوات وصار لها حضور قوي في إنتاج البرامج والمسلسلات على الساحة الخليجية.يشار إلى أن برنامج الدورة الثالثة لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني التي تنظم بشراكة مع مجلس جهة مكناس تافيلالت والجماعة الحضرية لمكناس والقناتين الأولى والثانية وصندوق الإيداع والتدبير ، بمساهمة من وزارة الاتصال والقناة الأمازيغية. وكان مهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني في دورته الثالثة قد افتتح مساء يوم الجمعة بدار الثقافة محمد المنوني وتميز بتكريم الفنان مصطفى الداسوكين والفنانة خاتمة العلوي كوجهين تلفزيونيين أغنيا الساحة الفنية المغربية بالكثير من الإبداعات المتميزة التي تركت بصمات في تاريخ الإنتاج التلفزيوني المغربي. وتميز حفل افتتاح هذا المهرجان ، الذي تنظمه، إلى غاية 19 مارس، بتقديم شهادات في حق الفنانين المكرمين وكذا بتقديم أعضاء لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة نعيمة المشرقي (رئيسة اللجنة) والمخرج نورالدين الخماري والممثلة فاطمة خير والسيناريست عبد الإله الحمدوشي. كما تم بالمناسبة ، تقديم شريط وثائقي حول تاريخ دولة الإمارات العربية ومراحل بنائها وتطورها ، فضلا عن عرض ، لأول مرة، الفيلم الدرامي «صمت البوح» (2013) من دولة الإمارات العربية المتحدة كضيفة شرف لهذه الدورة. وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذه الدورة يأتي في ظرفية خاصة يتطلع فيها المغرب والمغاربة إلى إبداع تلفزيوني يعكس قضاياهم وهمومهم وانشغالاتهم، مضيفا أن المغاربة «ليست لهم مشكلة مع التلفزيون ولا مع السينما «، إنهم «شعب يعشق الإبداع ويتطلع إليه». وأبرز الوزير أن تنظيم هذه الدورة يعكس إرادة جماعية عند المبدعين والمبدعات للارتقاء بجودة الانتاج التلفزيوني، فالمغاربة، يضيف الخلفي، استطاعوا أن يقدموا إبداعات تفوقت ونافست في مهرجانات دولية سينمائية وتلفزيونية، مشيرا إلى أن الإنتاج الدرامي في هذا المجال له «عناصر قوة» وأن «ما نحتاجه اليوم «هو أن نستثمر فيه استثمارا قويا وأن نثق في المبدعات والمبدعين المغاربة حتى نرى إبداعا يعكس الهوية والثقافة المغربية المتنوعة من عربية وأمازيغية وحسانية . ومن جهته، أكد رئيس مجلس الجماعة الحضرية لمكناس أحمد هلال ، على دور التلفزيون كأداة ووسيلة غزت جميع البيوت والذي أصبح له تأثير قوي على «سلوكنا وتربيتنا» . من جانبه، اعتبر مدير المهرجان محمود بلحسن، أن هذا الحدث الفني الذي أصبح ظاهرة ذات خصوصية «متفردة» ، يشكل فضاء لخلق نقاش حول الإنتاج الدرامي العربي والوطني، مؤكدا على أهمية انفتاح المهرجان على قنوات عربية ذات تجربة قوية في مجال الدراما. ويتضمن برنامج هذه الدورة عرض عشرة أفلام من إنتاج القناتين الأولى والثانية ضمن المسابقة الرسمية وهي «الصرخة الأخيرة» و «أنا نورا أولا» و «عرس الديب» و «بوغابة» و «حب وغضب» و «الطريق» و «أمواج قصيرة» و «السكوت القاتل» و «لطيفة بعد الوظيفة» و الطعم» ، إضافة إلى تنظيم ندوة حول «الإنتاج الوطني ما بعد دفاتر التحملات» وكذا مائدة مستديرة حول «الإنتاج الدرامي المشترك : قنوات أبوظبي نموذجا «.