نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مدير الصحة بولاية غرداية جنوبي الجزائر، أن ثلاثة أشخاص قتلوا بالمواجهات الدائرة بعدة أحياء من المدينة بين عرب مالكيين وأمازيغ إباضيين لليوم الخامس على التوالي. وأوضح المصدر نفسه، أن اثنين من القتلى فارقا الحياة في مكان المواجهات قرب حي الحاج مسعود، وتوفي الثالث في المستشفى متأثرا بجروحه، وأضاف أن شخصا رابعا حالته حرجة بعد إصابته بجروح بالغة. وكان باحمد باباو موسى -عضو لجنة العقلاء التي أنشئت عند اندلاع الأحداث أواخر العام الماضي- قال في وقت سابق السبت، إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا بينما كانوا يحاولون الدخول عنوة إلى مفوضية للشرطة في غرداية. واندلعت مجددا موجة من المواجهات العنيفة بالمدينة الثلاثاء الماضي، بعدما قلصت قوات الشرطة من انتشارها في المدينة، وتزامنا مع عودة عائلات من سكان المدينة الأمازيغ إلى منازلها التي تعرضت للحرق إبان أحداث العنف في يناير الماضي. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الجمعة إن عشرات الأشخاص أصيبوا، وإن عددا منهم في حالة خطيرة، وعشرات المحال والمساكن تضررت خلال أربع وعشرين ساعة من المواجهات بين العرب والأمازيغ. وتحدثت الوكالة استنادا إلى مصدر طبي عن إصابة 61 شخصا جراء الرشق بالحجارة، مشيرة إلى أن ثمانية مصابين حالتهم خطيرة بينهم أربعة أصيبوا بحروق وتشوهات جراء تعرضهم لمحلول «الفيتريول» ومواد حمضية أخرى. وتركزت المواجهات بأحياء ثنية المخزن وبابا سعد والعين وسوق غرداية وساحة الأندلس وحاج مسعود ومليكة، واستخدمت خلالها قنابل المولوتوف والحجارة ومقذوفات أخرى. ونظم الجمعة بعض سكان غرداية وقفة احتجاجية بالعاصمة الجزائرية للتنديد بالعنف الذي تعيشه مدينتهم، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها «نعم للاستقرار لا للتقسيم» و»أين اليد الحديدية التي وعدت بها يا وزير الداخلية»، في إشارة إلى تهديد الوزير الطيب بلعيز بالضرب بيد من حديد كل من يمس أمن مواطني غرداية، وفق تعبيره. ويذكر أن مدينة غرداية شهدت أعنف مواجهات خلال شهري ديسمبر ويناير الماضيين أسفرت عن سقوط خمسة قتلى ومائتي جريح.