أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري الطيب بلعيز بالجزائر العاصمة أنه لا توجد أدلة "قاطعة" تبرهن عن وجود أيادٍ أجنبية متورطة في أحداث غرداية، حيث نشبت مواجهات ذات طبيعة إثنية ودينية بين العرب السنة والأمازيغ الإباضية أحد فروع فرقة الخوارج. وأفاد بلعيز في تصريح للصحافة أنه "ليس هناك أدلة قاطعة تبرهن على وجود أيادٍ أجنبية تعمل عملها هناك وإنما فيه أيادٍ غير أجنبية داخل البلاد ربما تدفع بالوضع إلى التعفن". وأفادت مصادر متطابقة أن شخصا قتل وأصيب آخرون في مواجهات إثنية بغرداية جنوبالجزائر التي تشهد منذ نحو شهرين مواجهات بين العرب السنة والأمازيغ الاباضيين. وأضافت المصادر أن المدارس والمحال أغلقت أبوابها. وصرح متحدث باسم لجنة التنسيق بغرداية التي شكلت قبل شهر لتهدئة الأوضاع أن "المواجهات استمرت إلى صباح أول أمس الإثنين لكن قوات الدرك الوطني تمكنت من إعادة الهدوء" للمدينة الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوبالجزائر. وأضاف أحمد بابا عيسى أن "رجلا (39 سنة) يدعى بلحاج قبايلي من بني ميزاب (اباضي) قتل في بيته بطعنة سيف وجرح آخرون بعد هجوم مجموعات من الشباب على خمسة أحياء". ونفى ممثل حزب جبهة القوى الاشتراكية (معارضة) حمو مصباح في غرداية وجود "أي مشكلة بين العرب والاباضيين. نحن نعيش معا منذ مئات السنين". واعتبر أن الأمر يتعلق ب"مجموعة من العصابات الإجرامية التي تزرع الرعب بتواطؤ من بعض رجال الشرطة". وأكد مصباح أن "بعض الأطراف تريد خلق المشاكل في غرداية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أبريل المقبل". وتابع "المشكلة أن غرداية أرض خصبة لزرع الفوضى فهي مدينة عبور بالنسبة لتهريب المخدرات". وكانت الحكومة الجزائرية قد حاولت تصوير الموضوع في بدايته على أنه من تحريك عناصر أجنبية، وأرادت استغلاله في صراعها مع المغرب، غير أن أطروحتها قد انهارت بعد أن تبين أن الصراع الإثني الدائر في غرداية أساسه اجتماعي أصلا، حيث تعيش المدينة على واقع الفقر والتهميش وانعدام الشغل. فرغم وجود المدينة في منطقة نفطية غير أنها لا تستفيد من عائدات هذه الثروة، وتنعكس هذه القضية على الساكنة التي تعاني من التهميش ويستغل بعض المسؤولين هذا الوضع لتأجيج النزاع على أسس إثنية.