دراستان تربطان بين الربيع العربي ومآلات المشروع الصهيوني يهتم العدد الثالث والثمانون من مجلة الكلمة، والتي تصدر في لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، بقضايا الأدب والعلم والإبداع في العالم العربي على امتداد خريطته، وبهموم بنيه وتطلعاتهم للتحرر من القهر والتبعية، وهم يفكرون في مآلات الربيع العربي ومؤامرات الثورة المضادة ضده، وعلاقة هذا كله بالمشروع الصهيوني في المنطقة، متقصية هذا البعد الغائب عن القضية. فبه دراستان تربطان بين الربيع العربي ومآلات المشروع الصهيوني: تهتم أولاهما بعواقب الربيع العربي وانتقال اهتمام الولاياتالمتحدة للمحيط الهادئ عليه، بينما تمحص ثانيتهما السرديات الصهيونية وجدل الديني والدنيوي وتدعو إلى موقف نقدي جذري منها. كما تنشر فيه عددا من الدراسات النقدية التي تحقق التوازن بين التنظير والتطبيق، أو تتابع بالتحليل والمسح والتمحيص منجزات الإبداع العربي من شعر ورواية ومساراته؛ وعددا آخر من المقالات التي تتناول الواقع السياسي العربي في منازلته لهجمات الثورة المضادة على ربيعه في مصر وتونسوسوريا. فتفتح العدد بدراسة عن فلسفة الحب وأخرى عن الحقيقة والعلم، وتقدم أكثر من دراسة نقدية عن المفارقة الأودوبية في الرواية الجزائرية، وعن الرواية النسائية في البحرين. كما تحلل نصا مفردا للشاعر التونسي الأشهر، أبوالقاسم الشابي. وتقدم دراسة تتقصى تمظهرات العنف في المجتمع العراقي، وأخرى عن تجلياته في الحرب الدائرة في سوريا، وثالثة عما يدور للربيع العربي في مصر، ورابعة تكشف عن تجليات الثورة المضادة وهي تتبدى على مرايا معتزلية قديمة. كما تنشر (الكلمة) كعادتها رواية جديدة جاءت هذه المرة من مصر، وديوان شعر من تونس، وديوان آخر من إيران تطل عبره الكلمة على هذا الشعر الذي لا يحظى بما يستحق منا من اهتمام. مع المزيد من القصائد والقصص، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية. في باب دراسات يتقصى الباحث المغربي محمد الفاهم «الهوية العاطفية: حول مفهوم الحب كتجربة تعال» وهي دراسة فريدة تسلط الضوء على مفهوم الحب من وجهة النظر الفكرية والفلسفية، ويقدم الباحث الجزائري عبدالله شطاح «المفارقة الأوديبية» في الرواية الجزائرية مازجا بين مقتربات التحليل النفسي والمفارقة الأودبيبة، ويقربنا الباحث جون كلود جيمار من أهم الموضوعات اليوم في الدرس العلمي في الجامعات الغربية ومجالات النقد الثقافي الأساسية من باب سؤال «هل الترجمة ممدنة؟»، ويكشف الباحث العراقي محمد علي النصراوي عن «تمظهرات السلطة وعنفها الرمزي» مستعينا بحفريات فوكو المعرفية ودراسات بورديو، وتقربنا الباحثة ليلى السيد من الرواية النسائية في البحرين باعتباره من المباحث البكر التي تحتاج الى المزيد من التمحيص، وتتابع الباحثة السودانية خديجة صفوت تأمل مجريات الأحداث في الثورة السورية ومراياها المقلوبة في دراستها «الثورة المضادة والفتنة المعتزلية»، أما الباحثة التونسية فوزية الشطي فتقدم شرحا ل قصيدة «يا ابن أمي» لأبي قاسم الشابي، قراءة تحليلية تصوغ تمرد الشاعر على السائد الفكري. ويفتتح الشاعر المصري فرانسوا باسيلي باب شعر ب «كتابة على أرض الميدان» حيث يرهف رؤيته عن بعد ليكتب قصائده على أرض الميدان، وتقدم الكلمة ديوانا جديدا من تونس للشاعر محي الدين الشارني موسوم ب «رجاء أو لاتيكا» وهو الديوان الذي تصبح فيه تيمة المرأة وطنا وقصيدة، ونقرأ في العدد الجديد ديوان الشاعرة الإيرانية سارناز داود زادة فر، ترجمه الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة، بعنوان (أمشي على حروف ميتة) تحاول من خلاله الشاعرة البحث عن صفاء اللغة وشعريتها. كما يضم باب شعر قصائد للشعراء: فتح الله بوعزة، حياة الرايس، حسين الأقرع، سلوى أبو مدين، عبداللطيف الإدريسي، همس علي، وغمكين مراد. في باب السرد تنشر الكلمة رواية من مصر بعنوان «الفاتنة تستحق المخاطرة» للروائي فؤاد قنديل، حيث يتخذ الروائي المخضرم التاريخ إطارا للأحداث، وفي الباب نصوصا للمبدعين: عمر الحويج، سعيد الشيخ، محمد محمد مستجاب، محمد أنقار، حسن يارتي، محاسن حسن. في باب نقد يكتب إلياس خوري عن ذكرى أنطون مقدسي» المفكر السوري ابن مدينة يبرود، ويحاول الباحث المغربي الإجابة على سؤال «هل يكفي مصر تأثيثها بدستور»، ويستبين الباحث عيد اسطفانوس «معارك تفسير المقدس» بعيدا عن تفسير المقدس بالمقدس وبحثا عن حلول توفيقية بين العقائد، وتقدم الكاتبة العراقية لطفية الدليمي شذرات من ذكريات عن الباحث الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا، ونقرأ لميشيل فوكو عن «المفهوم العلمي ل «الحقيقة»: وعدم الفهم الفلسفي للعلم» حيث لن تحقق الفلسفة أي تقدم إذا ظلت ترفض مسايرة العلم، ويكتب الباحث سلامة كيلة عن «ثورات المنطقة وأفق الصراع العربي الصهيوني» حيث يرى أن الثورات هي نتاج تناقض داخلي ومعطيات الأزمة الرأسمالية، ويقارب الباحث بليغ حمدي اسماعيل في نصه «العرب وإسرائيل» التاريخ والسرديات الصهيونية ويحلل الخطاب الاستعماري، ويقارب الفنان محمد نبيل حياة الشاعر الألماني الكبير شيللر من خلال فيلم «الشقيقتان المعشوقتان» ويتوقف منذر المصري عند موت الشاعر في «عاد وحيدا كما يكون دائما»، ويقدم علي محمد وجهة نظره النقدية حول «من يريد لسوريا الحياة؟» وتتأسس على مفاهيم علمية واجتماعية. في باب علامات نقترب من العادات اللبنانية في أحسن صورة كما يقدمها الباحث سعيد تقي الدين في «يوسف الأرقش»، وفي باب مواجهات وشهادات نقرأ حوارا مع الروائي والناقد عبدالرحيم جيران أجراه عبداللطيف الزكري حول كتابه «علبة السرد»، كما يقدم الباب شهادة للشاعر الفلسطيني نمر سعدي حول «نساء الشاعر» وهي شهادة إبداعية تقترب من أكثر المواضيع حميمية. في باب كتب نقرأ لحسن سرحان عن «سيميولوجية المدن أو المدينة بوصفها نصا» وهي مراجعة لجانب من كتاب يرى في المدينة مختبرا اجتماعيا، ويقرأ الناقد شوقي عبدالحميد يحيى ثلاث روايات ل «محمد قطب.. حيث يجسد سمات جيل من الروائيين» كاشفا على خصوصيته في الكتابة، ويتقرى الشاعر والناقد محمد الديهاجي «سلوك الأعمى» في ديوان الشاعر محمد بلمو مركزا على جانبين المرجعية الفلسفية والمكان كمعمار وهندسة، ويعرض الكاتب الأردني عمر شبانة في «الكتابة هي ألا تعرف الى أين ستصل» لكتاب «الكاتب والآخر» لكارلوس ليسكانو الذي يتأمل فيه ثنائية الشخصية لدى المبدع، وفي مقاله «الدين صناعة سومرية!» يرى الناقد ناظم السعود أن الرواية تتوغل في المنطقة المقدسة التي تحفل باختلافات ما بين الجهر بالتديّن أو الهمس بالتمرد عليه، ويقرأ نبيل عودة قصائد عشقية ل «شاعر يحلق أعلى مما توقعنا!» في ديوان تجمعه روح واحدة، ويعرض الكاتب محمد العناز الروائية الجديدة للناقدة زهور كرام والتي تتكلم باسم الطبقة المتوسطة. بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و«أنشطة ثقافية»، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.