أعلن في أوكرانيا أمس الجمعة، التوصل إلى اتفاق لتسوية الأزمة التي عصفت باستقرار البلاد وأدت لسقوط عشرات القتلى والجرحى، بعد حراك دبلوماسي مكثف وتوالي الإدانات ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وقالت الرئاسة، إن السلطة والمعارضة والاتحاد الأوروبي وروسيا اتفقوا على تسوية وقعت أمس دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل. لكن التلفزيون الأوكراني قال إن هذه التسوية تنص على تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة وإجراء إصلاح دستوري. وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك قال في وقت سابق إنه تم الاتفاق مع يانوكوفيتش على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في مهلة عشرة أيام وتعديل الدستور بحلول الصيف، لكنه أعرب عن تشكيكه بتحقيق ذلك، وقال «إن تجاربنا تقول لنا إن الإدارة الأوكرانية نادرا ما تفي بالالتزامات التي تقطعها». وأُعلن سابقا اتفاق ألماني أميركي روسي على وجوب إيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن ووقف إراقة الدماء. وقد صعدت واشنطن من لهجتها ضد المسؤولين الأوكرانيين، فيما واصل ثلاثة وزراء أوروبيون مساعيهم طوال الليلة الماضية من أجل التوصل لتسوية. ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى وضع حد لأعمال العنف وما وصفه بالقتل الجنوني. وكان الاتحاد الأوروبي قرر فرض عقوبات على أوكرانيا تشمل تجميد أموال المسؤولين الذين «تلوثت أيديهم بالدماء», ومنعهم من السفر إلى دوله. يشار إلى أن البرلمان الأوكراني نجح للمرة الأولى في تشكيل أغلبية معارضة ليانوكوفيتش، حيث صوّت مساء الخميس الماضي على قرار يتناول تدابير مكافحة الإرهاب، ويقضي بعودة الجنود إلى ثكناتهم. من جهتها، قالت المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو -في تصريح نشر على موقع حزبها- إنه يتعين المطالبة بإبعاد يانوكوفيتش فورا، والشروع بملاحقته بتهمة القتل الجماعي للمدنيين. لكن السفير الأميركي في كييف جيفري بايت قال إن يانوكوفيتش يجب أن يبقى في منصبه إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ورأى أنه يجب تشكيل حكومة جديدة في البلاد.. ميدانيا، شهدت أوكرانيا الخميس الماضي أعنف يوم أثناء أزمتها المستمرة منذ منتصف ديسمبر الماضي، حيث سقط أكثر من ستين قتيلا في العاصمة كييف. وقال مسؤول في الأجهزة الطبية التابعة للمعارضة إن جميع القتلى سقطوا بإطلاق الرصاص. وقالت الطبيبة أولغا بوغوموليتس إن «المتظاهرين قتلوا بطريقة محترفة جدا بنيران قناصة صوبوا على القلب أو الرأس». وأعلنت وزارة الصحة أن الحصيلة ارتفعت إلى 75 قتيلا منذ الثلاثاء الماضي، بعدما كانت أحصت سابقا 67 قتيلا. وكانت وزارة الداخلية أعلنت مقتل ثلاثة شرطيين الخميس الماضي لترتفع حصيلة قتلى قوات الأمن منذ الثلاثاء إلى 13.