كان نموذجا للمثقف المغربي المتعدد الاختصاصات عرفت قاعة المحاضرات محمد العيادي، تناول ذاكرة «محمد العيادي» في إطار الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدارالبيضاء، وشهد هذا اللقاء حضور عديد الشخصيات البارزة الأدبية، الفكرية والثقافية تكريما لروح الراحل محمد العيادي. في بداية اللقاء، تقدم بالكلمة أحمد شراك الكاتب والباحث في مجال السوسيولوجيا، بكلمة تقديمية حول الراحل محمد العيادي « نحن اليوم لسنا في حفل تأبين بل نحيي ونحتفل بمسار حافل بالإنجازات»، واعتبره من أبرز الرواد والمناضلين في الحياة السياسية الفكرية والاجتماعية والثقافية، ويعتبر من الباحثين القلائل الذين برعوا في علم السوسيولوجيا والعلوم السياسية، عرف عنه حضوره اللامع في مختلف المنابر الإعلامية شارك في عديد الندوات واللقاءات والمحاضرات، والبرامج التلفزيونية، وكان يكتب مقالته في عديد المجلات والجرائد، اشتهر باهتمامه الدائم ودراسته للتاريخ، الدين والجتمع. وفي نفس السياق، أكد حسن رشيق الكاتب والباحث في السياسة، والقانون والانطروبولوجيا، أنه عرف الراحل منذ ما يزيد عن عشرين سنة فهو مؤرخ، فيلسوف، وباحث في كل المجالات سواء الدينية منها، السياسية، الثقافية، والاجتماعية...درس التاريخ وعلم الاجتماع، ويعتبر من الباحثين القائل في ميدان السوسيولوجيا والأنطروبولوجيا: «شخصيا اشتغلت معه في عديد الأعمال، الأبحاث والدراسات فهو قبل كل شيء صديق الوفاء والمخلص المناضل داخل المجتمع وخارجه، كثير البحث والانشغال وأضاف أن الراحل محمد العيادي كانت مادة الجغرافيا تزعجه كثيرا، ولم يكن يميل إليها». بعده تفضل محمد الصغير جنجار بالكلمة، وهو الذي جمع كل انتاجات الراحل وضمها في كتاب تحت عنوان « دراسات في المجتمع والتاريخ والدين « فمحمد العيادي درس وتربى في كنف الجامعة المغربية، يمتلك أكثر من لغة كتابة وتعبيرا، عرف باشتغاله في حقول متعددة « سوسيولوجيا، ابستيمولوجيا «، كما أنه درس الظاهرة الدينية في المجتمعات، فبحث ونقب في عديد المواضيع « المدرسة المغربية، التاريخ، الدين والمجتمع «. ويعتير الراحل مثقفا مدنيا اجتماعيا عن طريق مرافعته ودفاعه عن قضايا النساء، الإصلاح الديني والإصلاح التعليمي بعيدا عن كل الايديولجيات، فهو نموذج للمثقف المغربي المتعدد الاختصاصات، باحث ودارس في جميع العلوم. في حين، تناول عبد الفتاح الزين، وهو باحث ومفكر في علم الاجتماع في شهادة حول الراحل، معتبرا إياه من الشخصيات الباحثة في مجال السوسيولوجيا، بل تخطوا الحدود وأبدعوا في عديد المجالات والعلوم، وأكد على ضرورة حفظ ذاكرة الباحثين عن طريق تجميع الرصيد في كتب موثقة لكي لا يتعرض هذا الرصيد للإتلاف والضياع. وفي الأخير، فتح باب التساؤلات حيث تحدث ثلة من الباحثين المغاربة، عن ذاكرة الراحل محمد العيادي، الذي يعتبر واحدا من الباحثين المغاربة القلائل في مجال العلوم السياسية والاجتماعية. وأجمع زملاؤه وأصدقاؤه عن إرثه الثقافي الذي أفاد به الجامعة المغربية والمجتمع، وكذا عن أبحاثه التي كانت تميل إلى الاستثمار في مشاغل الناس وفي القضايا التي تؤرق تفكيرهم اليومي. كما أعرب جل المتدخلين، أن العيادي كانت له القدرة العلمية على استعمال أدوات ومفاهيم ومنهجيات مختلفة في الكتابة، خصوصا في القضايا والحقول المتعلقة بالمجتمع والتاريخ والدين. *صحافي متدرب