تيمة الجسد والإبداع الصحراوي وما بعد الحداثة قدمت جمعية الفكر التشكيلي بتنسيق مع مديرية الفنون، أول أمس الاثنين ثلاثة كتب صدرت مؤخرا حول مواضيع تقارب مجالات فنية وفكرية ذات أبعاد إنسانية للفن التشكيلي المغربي. وذكر مسير الجلسة عبد اللطيف بوجملة أن جمعية الفكر التشكيلي تأسست في نصف العقد الأول من الألفية الثالثة، متبنية العناية بالفن التشكيلي ومتابعة علاقاته وتقاطعاته مع المجتمع والنخبة، واشتغلت بهاجز إغناء الخزينة المغربية بكتب عن هذا الفن. وأوضح بوجملة أن الجمعية تدعو المثقفين والفعاليات الثقافية في المساهمات بمنتديات الجمعية التي بلغت 10 منتديات حققت نجاحا بشهادة الجميع وتوصلت بالعديد من المقترحات، والتي ستستمر خلال شهري مارس وأبريل القادمين. إلى ذلك، قال محمد المنصوري الإدريسي إن كتاب «التجلي الجمالي في الإبداع الصحراوي: نماذج وتجليات»، هو ثمرة ندوة فنية وأنطربولوجية بباب الرواح في 25 دجنبر 2013 لمجموعة من الباحثين ذوي التخصص كالعالية ماء العينين وإبراهيم الحيسن وعبد اللطيف بوجملة والحبيب العبيدي ومحمد الشيكر. وأضاف الإدريسي أن الكتاب تناول مجموعة من المحاور من أبرزها جمالية الصحراء في الدول الغربية والتعريف بالخصائص الجمالية للأعمال اليدوية الصحراوية وجمالية الأنا والآخر في شعر التبراع وجمالية المكان في الشعر الحساني عبر نماذج متعددة. من جانبه، قال إبراهيم الحيسن كتاب «الأيقونة والجسد: نماذج من الفن التشكيلي المغربي» هو الآخر ثمرة إحدى ندوات منتديات الفن التشكيلي، حيث تطرق إلى تيمة الجسد من خلال مقاربة جمالية وبصرية، طارحا أسئلة وإشكاليات تتعلق بالمحظورات والممنوعات في الرسم أو النحت أو الصورة. وأكد الحيسن أن صعوبة معالجة هذه الإشكاليات تندرج في سياق عام لإيديولوجيات وأعراف أبعدت الكثير من الفنانين عن التصوير، بينما قام آخرون بالتحايل وإخفاء بعض أجزاء الجسد واللجوء إلى ضبابية الألوان وأشياء أخرى. وأشار الحيسن إلى أن التجارب المغربية تبقى متميزة قياسا بتجارب عربية، مضيفا الكتاب عرض لتجارب فنانين مغاربة تتميز بنوع من التحرر اللوني والصباغي وتجارب يطغى عليها البعد الفنتستيكي والرمزي، متجاوزة المحظور الديني والرقابة التاريخية. أما محمد الشيكر، فقال عن كتابه «الفن في أفق ما بعد الحداثة: التشكيل المغربي نموذجا»، إن العنوان قد يبدو مثيرا، لكن ما بعد الحداثة بالمفهوم الفلسفي، هو مرحلة من مراحل نقد ومساءلة الحداثة لذاتها، وليس مرحلة زمنية لاحقة عليها. واستحضر الشيكر في هذا السياق، مجموعة 65 أو البيضاء التي تكونت من تشكيليين مغاربة تلقوا تكوينهم بالخارج، وحاولت الخروج بالتشكيل من المغربي من بوتقة التصور الفطري والأكاديمي، فاختارت رهان الحداثة من خلال انتقاد التشكيل المغربي ما بين عودته إلى التشخيص أو الانغلاق على نفسه. وخلص الشيكر إلى أن التجربة الحداثية للتشكيل المغربي ما تزال محتاجة للكثير من المساءلة، والتي قد يبدو أنها وصلت في بعض اللحظات إلى باب مسدود، وبات من الضروري تحريك سؤال الحداثة بشكل أكبر.