أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الأميركي باراك أوباما، مباحثات، أول أمس، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، تناولت علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات. وبحسب بيان صادرعن الديوان الملكي الأردني، فإن الجانبين بحثا تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا ما يتصل بجهود تحقيق السلام الشامل والعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، ومستجدات الأزمة السورية. وفي تصريحات صحفية قبيل اللقاء، ووفقا للبيان، عبر الملك عن شكره للرئيس أوباما والإدارة الأميركية والشعب الأميركي والكونجرس والبرلمان بغرفتيه على مواقفهم المساندة للأردن للتغلب على مختلف التحديات التي تواجهه. وقال العاهل الأردني إن «المملكة مستمرة في برنامجها الإصلاحي الشامل، ولن تكون التحديات التي تواجه المنطقة ذريعة للتراجع عن الإصلاح».وحول عملية السلام، قال العاهل الأردني إن «الجهود الكبيرة التي بذلتها الولاياتالمتحدة في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى الأشهر القليلة الماضية قد منحتنا الكثير من الأمل». وأشار إلى أن للأردن مصالح في جميع مفاوضات الوضع النهائي، مضيفًا «ولمصالحنا الوطنية في هذه القضايا أهمية قصوى». وبين الملك عبد الله، في تصريحاته، أن «التحدي الأساسي الذي يواجه الجميع في المنطقة يكمن في كيفية تحقيق حل سياسي شامل للأزمة السورية»، مبينًا أن «مصدر القلق الأكبر يكمن في تنامي التطرف والعنف الطائفي في سوريا».وقدم العاهل الأردني الشكر للرئيس أوباما والشعب الأميركي على مساعدة الأردن في التغلب على التحديات التي تواجهه، خصوصا المتصلة بالضغط الهائل من اللاجئين السوريين على موارد المملكة، مشيرًا إلى ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أبناء وبنات الشعب السوري. من جانبه، أشار الرئيس الأميركي، في تصريحاته، إلى أن «حصول الأردن على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، سيسهم في تعزيز التعاون بين الأردنوالولاياتالمتحدة في التعامل مع القضايا الدولية». وأعلن أوباما، خلال تصريحاته، عن منح المملكة ضمانات قروض جديدة بقيمة مليار دولار، إضافة إلى تمديد فترة مذكرة التفاهم التي تربط الولاياتالمتحدةبالأردن لمدة خمس سنوات أخرى لتعزيز الجهود التنموية في المملكة. وأعرب الرئيس الأميركي عن تقديره لاستقبال الأردن لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ما شكل ضغطا هائلا على موارده، قائلا «ومن الضرورة بالنسبة إلينا أن نضمن دعم الأردن في استضافة هؤلاء اللاجئين». وأشار الرئيس أوباما إلى أنه «لا بد من عملية سياسية انتقالية في سوريا، لحل المشكلة القائمة هناك"، منتقدا في الوقت نفسه عدم مراعاة النظام السوري لمصالح شعبه، مضيفا أن "الولاياتالمتحدة ستستمر بالعمل مع جميع الأطراف للمضي قدما نحو حل دبلوماسي». والتقى العاهل الأردني، الخميس الماضي، في واشنطن وزيري الدفاع والخزانة الأميركيين تشاك هيغل، وجاكوب لو، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، خلال زيارته التي لم يتحدد موعد انتهائها.