تزايد الغموض بخصوص الانتقال المفاجئ للاعب لم تكن الرجاء في حاجة إليه دور محتمل لشركة مصرية للصلب والحديد في إتمام الصفقة؟... يبدو أن صفقة انتقال اللاعب المصري عمرو زكي إلى الرجاء البيضاوي قد بدأت تثير مشاكل لاحصر لها لمسؤولي الفريق الأخضر، فبعد الصعوبات التي رافقت توقيع الصفقة بسبب عملية صرف المبلغ المتفق عليه، والبالغة قيمته 180 مليون سنتيم بالعملة الصعبة مقابل سنة ونصف، ومع ما رافق العملية من لغط أحدته الشخص الذي قدم نفسه كوكيل أعمال اللاعب المصري، جاء ظهوره بمستوى متواضع خلال اللقاء الإعدادي ضد غيماريش البرتغالي ليطرح أكثر من علامة استفهام حول القيمة الحقيقية لمهاجم قدم بصفته المنقذ للخط الأمامي للرجاء الذي يعاني هجومه من عقم مزمن. زكي لعب بعض المقابلات الإعدادية فقط، اثنين بأكادير ضد الحسنية وأيت ملول، وأول ظهور له بالبيضاء كان خلال المقابلة التكريمية للمدرب السابق أوسكار فيلوني، كما أنه ظل يتردد على مصر في الكثير من المناسبات آخرها كان بسبب تعرض منزله بالقاهرة للسرقة وما استتبعه من ترتيب بعض الأمور المرافقة للحدث، كما أنه ادعى أن حقيبة السفر الخاصة به سرقت منه بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، واضطر للسفر مرة أخرى إلى مصر لاقتناء ملابس أخرى. آخر مفاجآت هذه الصفقة المثيرة للجدل، خضوعه لعملية جراحية في ألمانيا دون استشارة إدارة الرجاء، ودون الرجوع للطاقم التقني والطبي لأخذ الإذن بقرار إجراء العملية من عدمه، والغريب أن مسؤولي النادي المغربي لم يعلمو بالأمر إلا عن طريق الموقع الاجتماعي ال «فيسبوك» من خلال نشره صورة بصفحته على الموقع الاجتماعي، تظهر اللاعب وهو بإحدى المصحات بألمانيا، خاضعا لجراحة على الركبة. وحسب أحد مسؤولي الرجاء، فان اللاعب كان قد أخذ الإذن بالسفر لألمانيا فقط للاستشارة مع طبيبه الخاص حول حالته الصحية، والعودة بتقريره الطبي كاملا للمغرب، مع أن مصادر أخرى أكدت أن اللاعب طلب السماح له بالسفر للخارج قصد الاتصال بشركة للأمتعة الرياضية لتجديد التعاقد. إدارة الرجاء سارعت إلى إصدار بلاغ توضيحي تخبر فيه الرأي العام الرياضي عموما، تعلن فيه استغرابها من سفر عمرو زكي واجرائه عملية جراحية، و كون اللاعب المذكور و«قبل توقيعه عقد الانضمام لنادي الرجاء كلاعب محترف، خضع لفحوصات طبية معمقة عن طريق طبيب الفريق والذي عرضه بدوره على مصحات مختصة في الكشف الطبي المعمق، خلصت تقاريرها الى الكشف عن عدم إصابته». وأضاف البلاغ أن «الطاقم الطبي قرر تمتيعه براحة لمدة أسبوع، طلب أثناءه اللاعب من المدرب والرئيس السماح له بالسفر إلى ألمانيا لاستشارة طبيبه الخاص». ويختم نادي الرجاء بلاغه حيث يقول أنه بعد التأكد من الخبر والاتصال باللاعب يعلن النادي استنكار السلوك الهاوي لعمر زكي الذي ضرب بعرض الحائط أهم الشروط التعاقدية وهي موافقة النادي على أي إجراء يقوم به اللاعب، كما يؤكد الاحتفاظ بحقه في سلك كل الطرق القانونية لجبر الضرر عن ما قام به اللاعب تجاه فريقه أمام اللجن المختصة بالجامعة الدولية «الفيفا. وحسب مصدر مطلع، فان النادي المغربي قرر رفع شكوى للإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عبر المحامي السويسري المشهور شابمان ضد المهاجم المصري، كما أن هناك أخبارا غير مؤكدة تتحدث عن «سرقة» نسخة العقد الذي وقع مع الفريق الأخضر. المؤكد أن الغموض يلف كل مراحل هذه الصفقة التي فاجأت المتتبعين، وطرحت منذ البداية مجموعة من التساؤلات حول حقيقية الجهة التي كانت وراءها، في البداية قيل بان المدرب التونسي فوزي البنزرتي هو من أصر على التعاقد معه، ليتبين بعد ذلك أن الخبر غير صحيح تماما، وفي إطار نفس الغموض سبق لأحد الوكلاء أن هدد بمقاضاة محمد بودريقة بسبب عدم توصله بحصته من الصفقة المذكورة، كما أنه نعث عمرو زكي بالطماع، واصفا الرجاء بالفريق الضعيف على مستوى التواصل قائلا : «مش بيقولو عالمي فين هي العالمية». مصادر أخرى تتحدث عن دور إحدى الشركات التجارية المصرية في عقد صفقة انتقال عمرو زكي للرجاء، هذه الشركة المختصة في إنتاج الصلب والحديد الذي يستعمل في البناء، وأن إدارتها أصرت على إتمام الصفقة دون أن تكون الرجاء في حاجة إلى هذا اللاعب، وأن الانتقال يدخل في إطار صفقة أصلها تجاري أساسا، وأن الجانب الرياضي فيها مجرد أداة للتمويل. وفي انتظار تأكيد هذا الخبر أو نفيه، توجد إدارة الرجاء في موقف حرج، يفرض عليها تقديم كل الإيضاحات بخصوص صفقة اللاعب المصري ومن هى الجهة التي كانت وراء إتمام صفقة يلفها الكثير من الغموض، وتثار حولها الكثير من الشكوك، والأكثر من ذلك كونها قابلة للكثير من التأويلات والإشاعات...