قالت المعارضة السورية، إن من غير المعروف ما إذا كانت ستعقد جلسة مباحثات مشتركة مع وفد النظام السوري في جنيف في الأيام القريبة، وقد أكد الوسيط العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن مباحثات جنيف الثاني بين النظام والمعارضة، لم تحقق تقدما اليوم، وسط اختلافات كبيرة على جدول أعمال المحادثات، فيما توقعت دمشق أن ينتهي المؤتمر إلى الفشل. وقال بعد اجتماع مباشر بين طرفي الصراع إن بداية الجولة الثانية من المفاوضات كانت شاقة ولم تحقق تقدما، مؤكدا الحاجة إلى تعاون الطرفين إضافة إلى دعم كبير من الخارج، و أنه تقدم بمذكرة تتضمن بحث موضوع العنف الذي يطرحه النظام كأولوية في المفاوضات وتشكيل هيئة حكم انتقالية تطالب بها المعارضة بالتوازي، وأشار إلى أنه سيرفع تقريرا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن في الأسابيع القادمة. وفي تعقيبه على المحادثات قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، إنه لم يتم الاتفاق على جدول أعمال للمحادثات، مشيرا إلى أن المعارضة رفضت إدراج بند «الإرهاب» على جدول أعمال المؤتمر. في المقابل رد وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، المعارض على الاتهامات بالقول إن وفد النظام رفض جدول الأعمال الذي قدمه الإبراهيمي متهما إياه بالمماطلة. ودعا الائتلاف وفد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلى التحلي بالجدية في المفاوضات، وقال بيان صادر عنه، إن وفد النظام لا يتفاوض أصلا ويتعمد عدم إحراز أي تقدم في جنيف، واتهم الائتلاف النظام باعتماد أساليب المماطلة من خلال المطالبة بشكل متكرر بمناقشة ما يصفه بالإرهاب. وفي وقت سابق قال المتحدث باسم وفد المعارضة لؤي صافي، إن وفد المعارضة قدم أثناء جلسة التفاوض ورقة أكد فيها العلاقة بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والنظام، وعلى أنهما يكمل بعضهما بعضا. من جهة أخرى، شكل الوفد السوري المعارض المشارك في المفاوضات «غرفة عسكرية استشارية» يشارك فيها قادة من الجيش السوري الحر، وذلك لمزيد من التنسيق، لا سيما في حال التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار. وسط هذه الأجواء أعرب وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر عن اعتقاده بأن مؤتمر جنيف الثاني سينتهي إلى الفشل، وأضاف حيدر أن المعطيات الحالية تشير إلى أن جنيف2 سيفشل. وفي واشنطن قال الرئيس الأميركي بارك أوباما إنه لا يرى في الوقت الراهن حلا عسكريا للأزمة السورية، مشيرا إلى أن بلاده تستكشف كل السبل لحل تلك الأزمة، وأضاف أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن الوضع في سوريا مريع، مشيرا إلى أن الدولة تنهار، وهو ما يشكل خطرا على الأمن العالمي. وفي تونس طالب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا أثناء انعقاد الجولة الثانية من جنيف الثاني، وبفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للسكان المنكوبين. وحمل أوغلو في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية التونسي مسؤولية المأساة الإنسانية للنظام السوري. في غضون ذلك وزعت أستراليا ولوكسمبورغ والأردن مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا، بينما رفضت الصين وروسيا المشاركة في اجتماعات دعي إليها الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي لمناقشة المشروع، ويدين هذا المشروع الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان من قبل السلطات السورية وأي انتهاكات من قبل الأطراف الأخرى. وتطالب المسودة الجميع بوقف كافة أشكال العنف، كما يطالب السلطات بالوقف الفوري لعمليات القصف بالبراميل المتفجرة ووقف كل عمليات القصف العشوائي، ويطالب المشروع كذلك جميع الأطراف، وخصوصا النظام السوري بالتنفيذ الكامل لبيان مجلس الأمن الصادر في أكتوبر الماضي، بشأن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق ورفع الحصار فورا عن عدد من المناطق المحاصرة. وتقول الأممالمتحدة إن نحو 9.3 ملايين سوري أو قرابة نصف سكان البلاد يحتاجون للمساعدة، وأن أكثر من مائة ألف شخص قتلوا في الصراع بسوريا الذي بدأ في مارس 2011. و ارتباطا بالموضوع ذاته، حصدت البراميل المتفجرة مزيدا من القتلى أول أمس بمدينة حلب في سوريا، ووقعت اشتباكات في عدد من المناطق أوقعت قتلى من مسلحي المعارضة وقوات النظام، فيما سقط عدد من القتلى باشتباكات بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومسلحي المعارضة، وقال ناشطون إن أكثر من سبعين قتيلا سقطوا أول أمس بحلب، في عمليات قصف بالبراميل المتفجرة شنها جيش النظام السوري على أحياء الصاخور والحيدرية وهنانو، ولازال متواصلا استهداف المدينة للأسبوع الثالث على التوالي، مما يرفع عدد القتلى حسب المعارضة إلى أكثر من 800 قتيل منذ انطلاق مؤتمر جنيف الثاني في 22 يناير الماضي. وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بأن مروحيات سلاح الجو ألقت براميل متفجرة على بلدة خان الشيخ، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إنها وثقت سقوط 18 برميلا منذ صباح أمس على البلدة. وذكرت مصادر صحفية، أن القصف المستمر منذ ستة أيام، شمل أيضا بلدات النعيمة وأم المياذن والغارية الغربية، كما تسبب في أضرار مادية، حيث يحاول الأهالي انتشال الضحايا من تحت الأنقاض بما توافر من معدات دفاع مدني. وأضاف نفس المصدر، اندلاع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام أسفرت عن مقتل عدد من عناصر النظام شرقي مدينة داريا التابعة للغوطة الغربية بريف دمشق، وقال ناشطون إن الجيش الحر قتل ثلاثة عناصر من قوات النظام في محيط ثكنة كمال مشارقة في حي جوبر بالعاصمة دمشق. وفي حمص أفادت مصادر، بإلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على قرية الزارة بريف المدينة. وأكد ناشطون أن الجيش الحر قتل سبعة عناصر من قوات النظام في كمين نصب لهم بريف تلكلخ في ريف حمص، وقالوا إن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، دارت على جبهة الهجانة قرب بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي. وفي درعا سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال جراء قصف سلاح الجو، حي طريق السد وأحياء درعا البلد في المدينة. وذكرت مصدر مقرب، أن قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة طال أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، فيما اندلعت اشتباكات في منطقة غرز شرقي مدينة درعا بين الجيش الحر وقوات النظام. وأكد نفس المصدر،أن الجيش الحر قتل عنصرين من قوات النظام أثناء اشتباكات في الحي الغربي لمدينة بصرى الحرير بريف درعا. وفي حماة اندلعت اشتباكات عنيفة دارت عند حاجز المكاتب قرب مدينة صوران بريف المدينة الشمالي تمكنت أثناءها جبهة النصرة من تفجير دبابة لقوات النظام، وأن الجيش الحر استهدف بصواريخ غراد تجمعات لقوات النظام في مدينة محردة بريف حماة. وكانت قوات المعارضة المسلحة سيطرت أول أمس على بلدة معان الواقعة في ريف حماه الشرقي. وكانت البلدة حسبما قالت قوات المعارضة مركزا لتصدير من يسمّون بالشبيحة الموالين للنظام السوري. من جانبه أشار اتحاد التنسيقيات إلى أن قوات النظام قصفت بالمدفعية قرى ريف جسر الشغور الشرقي بريف إدلب، وأكدت أن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام اندلعت في منطقة تل غزال جدرايا في جسر الشغور بريف إدلب. وفي اللاذقية، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام ألقت برملين متفجرين من الطيران المروحي على ناحية ربيعة، وقصفت براجمات الصواريخ منطقتي مصيف سلمى وناحية ربيعة بريف اللاذقية. من جانب آخر، قتلت كتائب الثوار عددا من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أثناء اشتباكات بين الطرفين في محيط فندق نادي النفط بريف دير الزور. وكان «تنظيم الدولة» قد انسحب أول أمس من ريف دير الزور بشكل شبه كامل، بعد اشتباكات وصفت بالعنيفة. وشهدت بلدة جديد العكيدات اشتباكات بين الطرفين، مما أسفر عن سيطرة الثوار على البلدة التي تعد المعقل الرئيسي للتنظيم وتدمير مقراته فيها وفرار عناصره. تزامن ذلك مع سيطرة الثوار على حقل الجفرة النفطي الذي كان تحت سيطرة «تنظيم الدولة» وأسر سبعة عناصر من التنظيم ومقتل 17 آخرين، من بينهم القائد أبو أسعد الجزراوي. يشار إلى أن «تنظيم الدولة» كان يسيطر على حوالي 60% من ريف محافظة دير الزور، ويعد فندق نادي النفط آخر معقل له في المحافظة. وأعلنت جبهة النصرة أنها أمهلت مقاتلي «تنظيم الدولة» في دير الزور ثلاثة أيام لتسليم أنفسهم، وحذرت في بيان أي عنصر لا يسلم نفسه بعد هذه المدة من أنه سيعد مطلوبا، بغض النظر عن عمله، مع محاسبة كل من يؤويه.