عيّن حزب حركة «نداء تونس»،أول أمس، الوزير السابق والسياسي المخضرم محمد الناصر نائبا لرئيس الحزب. وجاء تعيين الناصر خلال الجلسة العادية للمجلس الوطني للحزب وباقتراح من رئيس الحزب الباجي قائد السيسي الذي أكد مؤخرا ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة. وكان آخر منصب سياسي شغله محمد الناصر، هو وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الباجي قائد السبسي، علما بأنه كان أحد أكثر المرشحين حظا لخلافة علي العريض في الحكومة المستقيلة، وذلك قبل التوافق حول المهدي جمعة رئيسا للحكومة. وتقلد الناصر عدة حقائب وزارية في حكم الرئيس الراحل بورقيبة، ويعد أحد مهندسي السياسية الاجتماعية لتونس وقد غادر العمل الحكومي عام 1985. محمد الناصر (80 عاما)، الحائز على الدكتوراه في القانون الاجتماعي بفرنسا، كان مرشح المعارضة لمنصب رئيس حكومة الكفاءات خلال جلسات الحوار الوطني، لكن حركة النهضة الإسلامية تحفظت على ترشيحه لتقاربه مع حزب نداء تونس، وهو ما ثبت فعلا بتعيينه نائبا للباجي قائد السبسي. وخلال الفترة الممتدة بين 1991 و1996، شغل محمد الناصر منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى الأممالمتحدة والهيئات الدولية المختصة بجنيف، وعين مندوبا عاما لديوان العملة التونسيين بالخارج كما شغل منصب رئيس معهد الاستشارات الاجتماعية، وعضو المعهد الدولي للتدقيق الاجتماعي بباريس ومستشارا بمركز الدراسات الاستشرافية والاستراتيجية بباريس، وانتمى الناصر إلى العديد من الهيئات الإقليمية والدولية. ويقول مراقبون إن نداء تونس قد نجح بنسبة كبيرة في ضم كوادر وإطارات عليا إلى صفوفه، وهو ما من شأنه أن يعزز من حظوظه في قادم الاستحقاقات الانتخابية. ويشير سياسيون إلى أن نداء تونس قد توفق في الوصول إلى شخصية يمكن لها أن تكون أحسن خليفة على رأس الحزب في صورة نجاح الزعيم الحالي في الوصول إلى كرسي الرئاسة بقصر قرطاج. وفي سياق اخر، اعتقلت قوات الأمن التونسية، أربعة عناصر إرهابية من بينهم عنصر متورط في اغتيال النائب محمد البراهمي، في منطقة أريانة شمال العاصمة التونسية إثر مداهمة قوات خاصة لمحل مشبوه. وداهمت قوات خاصة محلا غير مهيأ للسكن في حي النسيم، وهو حي شعبي يقع بمنطقة أريانة القريبة من العاصمة بناء على معلومات استخباراتية، وتبادلت الوحدات الأمنية إطلاق النار مع أربعة عناصر مسلحة على علاقة بالاغتيالات السياسية، وقتل جنود بجبل الشعانبي في يوليوز الماضي، كانت متحصنة داخل المحل بعد أن تمت محاصرته باستعمال الغاز المسيل للدموع. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية محمد على العروي، أنه تم إطلاق نار كثيف، ثم تمكنت الوحدات من إلقاء القبض على كامل العناصر الإرهابية أحياء، وأحدهم تلقى إصابة خطيرة جدا وهو يرقد بأحد المستشفيات. هذا وقد أصيب ثلاثة عناصر من الوحدات الأمنية خلال العملية. كما أكّد العروي، أن أحد المقبوض عليهم، أحمد المالكي، وشهرته «الصومالي»، متورط في الاغتيال المباشر للنائب المعارض محمد البراهمي الصيف الماضي. فيما قالت مصادر أمنية إن «الصومالي» كان المرافق ل»الإرهابي» كمال القضقاضي، المتّهم الأول في اغتيال المعارض شكري بلعيد، والتخطيط لاغتيال محمد البراهمي، وذبح جنود تونسيين على الحدود التونسيّة الجزائريّة في شهر رمضان الماضي. وأكدت وزارة الداخلية التونسية، في بيان لها يوم أول أمس، القبض على 4 إرهابيين، إثر مواجهات مع قوات الأمن بمحافظة أريانة، شمال العاصمة تونس. وقالت وزارة الداخلية، في بيانها، «تُعلم وزارة الداخلية أنّه على إثر توفر معلومات أمنية حول وجود مجموعة مسلحة متحصنة بمنزل بحي النسيم أريانة، داهم الفوج الوطني لمكافحة الإرهاب المنزل المذكور وإثر تبادل كثيف لإطلاق النار مع المجموعة، تمّ القبض على أربعة عناصر إرهابية خطيرة وحجز كمية من الأسلحة من بينها سلاح حربي رشّاش عيار ثقيل، بالإضافة إلى عدد من الوثائق والهواتف الجوّالة والشرائح.» وأوضح البيان أنه تم التعرّف والتثبّت من هويات المجموعة الإرهابية، وهم أحمد المالكي المكنى ب»الصومالي»، وبلال العمدوني، ومنير الجماعي (إصابة خطيرة جدّا)، وعامر الزديري (إصابة بالرجل).