كشف مسؤول قضائي تونسي أمس أن الخلية الإرهابية التي جرى كشفها في حي النسيم شمال العاصمة كانت بصدد التخطيط لهجمات انتقامية ردا على تصفية «سبعة إرهابيين» في وقت سابق بمنطقة «رواد». وقال الناطق باسم النيابة العامة سفيان السليتي، في تصريح لإذاعة «موزاييك»، إن «عملية حي النسيم الأمنية ليست بمعزل عن أحداث رواد». وأضاف أن الإرهابيين كانوا يعتزمون الانتقام من حادثة رواد عبر تفجير مركز الأمن بمنطقة برج الوزير بمن فيه من رجال أمن يوم السبت الماضي في حدود منتصف الليل. ولا يبعد المركز الأمني لبرج الوزير عن حي النسيم الشعبي الذي تحصنت فيه المجموعة في محل متوار عن الأنظار سوى بضع مئات من الأمتار. وكانت قوات الأمن قد داهمت المحل المشبوه ليل السبت واعتقلت أربعة عناصر إرهابية من بينهم عنصر متورط في اغتيال النائب محمد البراهمي بعد تبادل كثيف لإطلاق النار. وجاءت العملية بعد أيام فقط من تصفية سبعة إرهابيين محاصرين في منزل بمنطقة رواد التي تبعد بضعة كيلومترات عن حي النسيم، من بينهم كمال القضقاضي أخطر عنصر مطلوب ومتورط في اغتيال السياسي شكري بلعيد. وداهمت قوات خاصة العناصر الإرهابية السبعة التي كانت تحمل أحزمة ناسفة بعد رفضها الاستسلام على مدار ساعات طويلة من التفاوض. من ناحية أخرى، نفت وزارة الداخلية التونسية تعرض المنجي الرحوي، القيادي في الجبهة الشعبية المعارضة التي كان ينتمي لها الراحل شكري بلعيد، لمحاولة اغتيال عبر إطلاق النار عليه، وقالت الوزارة إن الخبر عار عن الصحة. وبعد مقتل كمال القضقاضي المتهم باغتيال بلعيد واعتقال على أحمد المالكي (الصومالي) الضالع في اغتيال النائب محمد البراهمي، قالت مصادر أمنية ل«الشرق الأوسط» إن المؤسسة الأمنية تتعقب حاليا خطى كل من أبو بكر الحكيم، القاتل المفترض للبراهمي، وأحمد الرويسي المتورط في اغتيال بلعيد. وتصف وزارة الداخلية الرويسي بأنه «الصندوق الأسود» للإرهاب في تونس.