لم يدم فرار متهم بترويج المخدرات من مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد، سوى يوم واحد، حيث تمكن فريق دركي من سرية الجديدة، في اليوم الموالي لعملية الفرار، من إيقاف وإعادته للتحقيق قبل تقديمه للعدالة لتقول كلمتها. وكان المتهم بترويج المخدرات قد تمكن من الفرار يوم الخميس الماضي، من مقر مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد، التابع لسرية الدرك الملكي بالجديدة، حيث كانت الضابطة القضائية أودعته رفقة شريك له تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل البحث معهما، وإحالتهما بمقتضى حالة التلبس، على النيابة العامة المختصة، على خلفية الحيازة والاتجار في المخدرات، وقيادة سيارة خفيفة بشكل غير قانوني، تحمل رقما معدنيا مزورا. المتهم من ذوي السوابق العدلية، كان البحث جاريا في حقه بموجب مذكرات بحث محلية، صادرة عن المصالح الدركية والأمنية. وقد تمكن عناصر الدرك الملكي من اعتقاله لحظة تواجده صحبة شريكه على متن سيارة خفيفة من نوع «كولف»، بمحاذاة محطة للبنزين، كائنة على الطريق الجهوية 301، الرابطة بين الجديدة والجرف الأصفر. وعند إخضاعهما للتفتيش، تم العثور بحوزتهما على كميات من مخدر الشيرا، والأقراص المهلوسة. كما تبين أن العربة التي كانت تقلهما، تحمل رقما مزورة . وتطبيقا للقانون تم وضع المتهمين تحت تدابير الحراسة النظرية بمركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد، في زنزانة كائنة بداخل مكتب الأبحاث والتحريات.ولحطة توجه المتهم إلى المرحاض الكائن بالطابق العلوي لمقر المركز. وكان طبيعيا أن يلج المتهم بمفرده إلى المرحاض، بعد أن أزال مرافقه الدركي الأصفاد من يديه. حيث أغلق على نفسه الباب فلاحظ وجود نافذة بها شباك متلاش، وغير مثبت بإحكام على الجدار الفاصل بين المرحاض، وساحة (لاكور) المجاورة له من الجهة الخلفية. فقفز المتهم إلى «لاكور»، ومنه صعد إلى سطح بناية مركز الدرك، عبر باب متآكل. ومن ثمة، أطلق ساقيه للريح.