حقوقيون ومحامون وفعاليات جمعوية تنقل معركة الضحايا إلى الرباط لازالت كرة الثلج التي تمثلها قضية الاستيلاء على عقارات لمواطنين بنواحي تزنيت والمتهم بالقيام بها المدعو حسن الوزاني الملقب ب»بوتزكيت» مستعملا شهود الزور، تكبر يوما عن يوم، حيث نقلت لجنة تضم حقوقيين ومحاميين وعدد من الفعاليات معركة دعمها للضحايا إلى مدينة الرباط، منظمة، صباح أول أمس الأحد، وقفة أمام وزارة العدل وندوة صحفية مساء ذات اليوم خصصت لتقديم التطورات التي يعرفها الملف ورفع مطلب بتكليف الشرطة القضائية للتحقيق فيه. وكشف أعضاء اللجنة من خلال تقديم مجموعة من الوثائق عن حجم الشكايات التي رفعها الضحايا للنيابة العامة ولوكيل الملك من أجل تحريك المتابعة في حق المتهم بوتزكيت ومن معه من شهود، عن وثيقة تثبت قيام شخص واحد بالإدلاء بالشهادة في أكثر من ثلاثين من الملفات، معلنين في هذا الصدد عن تشبث الضحايا بمطلب التحقيق والذي يترجمه وضعهم للملف لدى وزير العدل ورفع شكاية لدى الوكيل العام لمحكمة النقض . كما كشفوا أن وزارة العدل دخلت على خط ملف الاستيلاء على عقارات لمواطنين بنواحي تزنيت، إذ وعدت أعضاء لجنة الدعم بعقد لقاء بداية هذا الأسبوع للاستماع للحيثيات التي يقدمها هؤلاء بشأن عدم قيام مسؤولين قضائيين بمهامهم في الجانب الخاص بإجرائهم البحث اللازم في ما كان يقدمه المتهم من وثائق وشهود للاستيلاء على عقارات أراضي الغير. وأفادت اللجنة خلال هذه الندوة، أن الملف الذي فجرته صرخة الظلم التي أطلقتها المرأة المسنة إبا إيجو وزوجها أمام المحكمة الابتدائية وقرارهما العفوي بالاعتصام بعد أن هددا بإفراغ منزلهما الذي يقطنان به، أظهرت المعطيات المتعلقة به أن المشتكى به بالتورط في قضية الاستيلاء على أملاك الغير كان يعتمد شبكة من شهود الزور من أجل السطو على العقارات والأراضي، مستفيدا من تواطؤ بعض المسؤولين القضائيين، حسب ذكر اللجنة، حيث أن أسماء هؤلاء الشهود كان يتكرر في كل ملف، كما أن الإمضاءات المذيلة للعقود مشكوك فيها باعتبارها تعود للسنوات التي شغل فيها المعني بالأمر رئيسا لجماعة بدائرة لخصاص الواقعة بإقليم سيدي إفني. هذا ولم يفت العشرات من الضحايا الحضور إلى مدينة الرباط للمشاركة في الوقفة أمام وزارة العدل والندوة الصحفية، بينهم ممرضة سلب منها منزلها، وضحية آخر يدعى محمد سكري من التأكيد في شهادات صادمة وخطيرة بشأن الأساليب التي استعملت في حقهم للتنازل عن ممتلكاتهم، حيث أفادت الممرضة كيف استولى «بوتزكيت» على منزل في ملكيتها كان في الأصل يكتريه عبر صيغة الرهن، كما كشف الضحية حميد إيجا في شهادته الصادمة كيف اختطف وعذب ليجبر على التوقيع على كمبيالات بحضور موظف جماعي مكلف بتصحيح الإمضاءات، ينتمي لجماعة سيدي احساين والتي يلجأ لها بوتزكيت لتصحيح الإمضاءات. ولم تخل الندوة من لحظات لافتة حينما قدم ابن أخ «بوتزكيت» شهادة في حق عمه المتهم بمختلف عمليات الاستيلاء على عقارات في ملكية الغير، مشيرا أن عمه أمي ولا مهنة له وهو يمتهن استعمال شهود الزور للسطو على الأراضي بلخصاص منذ 1977، كما أنه يترشح لوحده لشغل منصب مستشار جماعي ويجبر السكان على التصويت لصالحه، مؤكدا ما سبق وأعلنه عدد من ضحاياه من أنه كان يرغمهم على التوقيع على كمبيالات يتبين فيما بعد أنها عقود البيع يكون فيها البائع دائما شخص واحد وهو غير معروف في المنطقة ولا يوجد له أثر، كما كان يستعمل شبكة من «البلطجية» من أجل تخويف وترهيب السكان.