واصل المغرب تصدره لبلدان شمال إفريقيا في مجال جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال 2013. فقد بلغت هذه الاستثمارات 40.2 مليار درهم حسب مديرية الدراسات والتوقعات المالية، محافظة على توجهاتها الإيجابية برسم سنة 2013 ومسجلة ارتفاعا نسبته 25.2 بالمائة مقارنة مع سنة 2012، فيما بلغت النفقات المرتبطة بهذه الاستثمارات 11.2 مليار درهم مسجلة بدورها ارتفاعا بنسبة 30.9 بالمائة لتبلغ. أرقام مديرية الدراسات والتوقعات المالية أكدها أحدث تقرير لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية نشره مكتب المنظمة بالرباط أوضح فيه أنه «في الوقت الذي تعاني فيه دول شمال إفريقيا من تراجع التدفقات المالية بسبب الأزمات السياسية المستمرة ، بتراجع بلغ 1.8 في المائة، يبقى المغرب رائدا إقليميا بفضل نمو متين لاستثماراته الأجنبية المباشرة بنسبة 24 في المائة». وجاء في التقرير، أن المغرب يعتبر البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي «نجح في تحقيق نمو متين، في وقت تراجعت فيه التدفقات المالية نحو المنطقة بسبب التوترات السياسية والاجتماعية»، حيث تمكن من جذب 3.5 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة سنة 2013 ، متصدرة بلدان شمال إفريقيا . على مستوى إفريقيا أبرز التقرير «الجاذبية المتنامية» للقارة الإفريقية لدى المستثمرين الدوليين، موضحا أنها استقطبت 56 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في 2013 ، مقابل 53 مليار دولار سنة 2012 ، وهو ارتفاع يعزى بشكل كامل للاستثمارات الأجنبية التي جذبتها دول إفريقيا جنوب الصحراء. وأكدَ مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية أهمية دول جنوب القارة السمراء، سيما جنوب إفريقيا والموزمبيق، اللتين تستقطبان لوحدهما ثلث الرساميل الأجنبية المستثمرة في إفريقيا. وفي هذا الإطار تستأثر منطقة شمال إفريقيا وخاصة المغرب باهتمام المستثمرين الأجانب من أوروبا وأمريكا باعتبار المؤهلات والفرص الاستثمارية التي تتيحها منطقة شمال إفريقيا كجسر للولوج إلى الأسواق الإفريقية.