منذ سنوات تتجاوز العقدين، والعاب القوى المغربية تعيش تجارب التسيير عن طريق التعيين بحكم العلاقات والمصالح المتبادلة، لتصنع لنا مكاتب جامعية هشة، بل وحتى ضعيفة لانعدام الخبرة والتجربة في ميدان العاب القوى.. وأنا هنا لست بصدد التذكير بالأسماء التي تعاقبت إلى اليوم على تدبير شؤون أم الرياضات، بدءا من الحاج المديوري، مرورا بامحمد أوزال في إطار اللجنة المؤقتة التي أتت على الأخضر واليابس، وصولا إلى عبد السلام أحيزون. هذه التجارب لم تضف للدلالة شيئا لهذه الرياضة الاولمبية، بقدر ما أزمت الوضع في غياب نمط تفكير واضح من قبل محيط التسيير الإداري والتقني بالجامعة والعصب التي صنعت حسب المقاس من أسماء غير ذات قيمة ووزن. لكن وهنا لابد من الرجوع لتاريخ اللعبة وقيمة الأسماء الوازنة التي لعبت دورا فاعلا وقويا خلال الممارسة الرياضية ثم حضورها اللافت في المشهد الرياضي العالمي وهم الثلاثي سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج. هناك العديد من دول العالم التي تقتلها الحسرة لأنها لم تستطع صناعة أبطال من حجم هذا الثلاثي طيلة قرن من الزمن ونحن في المغرب وبدعم جلالة الملك الحسن الثاني للرياضة والرياضيين في بداية الثمانينات مع انطلاقة الألعاب المتوسطية 1983 والألعاب الاولمبية لوس انجلس 1984 والدورات الإفريقية لألعاب القوى 1984 بالرباط كان لها أكبر الأثر في تألق هذا الثلاثي اولمبيا ليأتي جيل آخر كون مع هذا الثلاثي شعلة الرياضة المغربية بامتياز انبهر لها العالم. لكن المشكلة ليست في نتائج هذا الثلاثي الباهرة، ولكن المشكلة لماذا تم تغييبهم عن ساحة العاب القوى لتظهر خفافيش الظلام متسللة إلى الجامعة والى العصب وتعلن عن ميلاد فشل ذريع لام الرياضات أليس من الغبن إقصاء سعيد عويطة ومعه نوال المتوكل وهشام الكروج من ساحة العاب القوى المغربية والاكتفاء بدعوتهم لحضور مأدبة عشاء أو حفل تكريم، إنه العجب العجاب... فقد أثار انتباهي وجود هذا الثلاثي بطنجة خلال دوري الأمير مولاي الحسن الذي نظم بمدينة طنجة، وحز في نفسي أن يغيب أهرامات المغربية الشامخات رياضيا، ليتكرس مقابل ذلك حضور الأقزام. وهنا لابد من قرار سياسي يعيد الأمور إلى نصابها، لإن العاب القوى المغربية في احتضار ملحوظ، لا يمكن أن تنفع معه المساحيق التجميلية التي ينثرها القائمون عليها حاليا. لان استمرار غياب سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج، عن الساحة الوطنية يحمل الكثير من الإساءة للرياضة المغربية بكل مكوناتها...