مركزية فتح بدأت الحديث حول تشكيلة الوفد الفلسطيني للمفاوضات أكدت مصادر فلسطينية أمس الجمعة بأن هناك دولا عربية تجري اتصالات مع الإدارة الأميركية بهدف تحديد مرجعية واضحة للمفاوضات المباشرة التي تطالب بها واشنطن. وقال جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أول أمس الخميس، إن هناك أطرافا عربية تقوم حاليا باتصالات مع الإدارة الأمريكية للاتفاق على مرجعية للمفاوضات المباشرة المقترحة على الفلسطينيين من قبل واشنطن، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني طالب باجتماعات تحضيرية للاتفاق على مرجعية للمفاوضات. وأضاف محيسن في تصريحات صحافية بأن «اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية طلبتا أن تكون هناك اجتماعات تحضيرية للاتفاق على مرجعية التفاوض»، مشددا على ضرورة الاتفاق على مرجعية للمفاوضات المباشرة المقترحة من قبل الإدارة الأمريكية، وقال: «بدون الاتفاق على مرجعية للمفاوضات لن تعطي القيادة الفلسطينية قرارها». وأشار محيسن إلى أن الرئيس الفلسطيني يقوم باتصالات مع الدول العربية لبلورة موقف محدد بشأن الانتقال للمفاوضات المباشرة، وأضاف «هناك اتصالات عربية مع الجانب الأمريكي من أجل تحديد مرجعية عملية السلام»، مشيرا إلى أن السعودية ومصر وأطراف عربية أخرى تجري اتصالات حاليا مع واشنطن للاتفاق على مرجعية المفاوضات المباشرة المرتقبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعند سؤاله حول مفهوم مرجعية عملية السلام من وجهة نظر الفلسطينيين قال محيسن: «هو الانسحاب الإسرائيلي لحدود الرابع من يونيو لعام 1967 والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية واستمرار تجميد الاستيطان بالكامل حتى يتم الاتفاق بعد ذلك على التبادلية (أي مبادلة الأراضي بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المنتظرة) بنسب بسيطة جدا، وأيضا الإقرار بحق اللاجئين بالعودة حسب القرار الدولي 194، وتابع محيسن قائلا: «أما إملاءات نتنياهو وحكومة المستوطنين ولاءاتها: لا للقدس، لا لعودة اللاجئين، لا لتجميد الاستيطان، فأنا أتصور بأن المفاوضات في ظل تلك اللاءات هي مفاوضات عبثية وانتحار ولا داعي للذهاب إليها». وحول وجود موعد مقترح لانطلاق المفاوضات المباشرة قال محيسن «تنطلق المفاوضات حال ما يتم الاتفاق على مرجعية لهذه المفاوضات»، مشددا على ضرورة الاتفاق على مرجعية للمفاوضات وقال:»إذا لم يتم الاتفاق على المرجعية ستفشل المفاوضات عقب أول جلسة منها إذا عقدت». وحول قيام اللجنة المركزية في اجتماعها الأخير برام الله بمناقشة قرار لجنة المتابعة العربية الانتقال للمفاوضات المباشرة وتشكيل الوفد الفلسطيني للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل قال محيسن: «أولا لم يتم تشكيل وفد ولم تتخذ القيادة الفلسطينية حتى الآن قرارا بالمشاركة من عدمها في المفاوضات المباشرة». وبشأن اقتراح أعضاء من اللجنة المركزية انضمام رئيس طاقم المفاوضات السابق أحمد قريع لوفد المفاوضات المباشرة مع إسرائيل قال محيسن: «الأخ أبو علاء - احمد قريع- سواء كان في اللجنة المركزية لفتح أو خارجها هو عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو قائد في حركة فتح وبالتالي مشاركته من عدمها هو قرار عائد للأخ الرئيس- محمود عباس- الذي يشكل وفد التفاوض». وحول ما إذا كان يتوقع مشاركة قريع في طاقم المفاوضات المباشرة مع إسرائيل قال محيسن «لا أستطيع أن أتكلم عن الرئيس ولست من ضمن اللجان المختصة بالمفاوضات»، مشددا على ضرورة أن تبدأ المفاوضات المباشرة من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات التي قادها قريع مع تسيبي ليفني في عهد حكومة ايهود اولمرت. وأضاف محيسن: «نحن نطرح بأن تبدأ المفاوضات من حيث انتهينا فيها مع حكومة اولمرت». وعلم من مصادر فلسطينية مطلعة بأن اللجنة المركزية لحركة فتح ناقشت خلال اجتماعها الثلاثاء الماضي برام الله برئاسة محمود عباس تشكيلة الوفد الفلسطيني للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وأوضحت المصادر بأن الانتقال للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل بات «أمرا لا مفر منه» على حد قول المصادر التي أشارت إلى أن النقاش داخل قيادة فتح لا ينصب على الانتقال للمفاوضات المباشرة أو لا، بل بدأ الحديث يدور حول تشكيلة طاقم المفاوضات واللجان التي ستشرف على المفاوضات المباشرة مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأوضحت المصادر بأن عددا من أعضاء مركزية فتح طالبوا في الاجتماع الأخير للجنة، المخصص لبحث موافقة لجنة المتابعة العربية للسلام على الانتقال للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل، بانضمام رئيس طاقم المفاوضات السابق أحمد قريع للطاقم الفلسطيني للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن أعضاء آخرين في اللجنة المركزية عارضوا انضمام قريع لطاقم المفاوضات المباشرة، بينما كان هناك ترحيب بأن يشارك في لجنة للإشراف على تلك المفاوضات المباشرة كونه كان رئيسا لطاقم المفاوضات الفلسطيني الذي أجرى سلسلة من اللقاءات مع الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت، وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني رئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلي. وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول أكد بان الفلسطينيين يريدون الانتقال إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، ضمن «مناخ إيجابي غير مسمم». وقال «نريد أن نذهب إلى مفاوضات تعطي نتيجة وتكون ضمن مناخ إيجابي غير مسمم، لا أن نذهب إلى مفاوضات وفي نفس الوقت الاستيطان مستمر وهدم منازل سواء بالقدس آو بالضفة مستمر أيضا». وذكر العالول أن القيادة الفلسطينية تدرس كافة الخيارات المطروحة في ضوء الدعوات الأمريكية والغربية، للانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وهناك اتفاق على ضرورة السعي لإيجاد مظلة لها علاقة بإيقاف الاستيطان وتحديد المرجعية. وأقر العالول بوجود «ضغوط كبيرة جدا»، أمريكية، على السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، غير أنه شدد على أن هناك إصرارا كبيرا لدى القيادة الفلسطينية على عدم الدخول في تلك المفاوضات دون وقف الاستيطان وتحديد مرجعية لعملية السلام. ويذكر أن الفلسطينيين ينتظرون وصول المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة خلال الأسبوع القادم لمعرفة ما يحمله من أفكار بشأن انطلاق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية وافقت في اجتماع لها في القاهرة الخميس قبل الماضي على إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية مع ترك أمر تحديد توقيتها وكيفيتها للرئيس الفلسطيني.