صبيحة يوم السبت الماضي، وبالضبط بمركزية مجموعة مدارس»ألمْسَا» بجماعة تفني بدائرة لتوانة بإقليمازيلال، حيث ترتفع الجبال بأزيد من 1600 مترا عن مستوى البحر، حطت جمعية «البركة أنجل»الرحال بقافلتها الإنسانية التي تستهدف مغاربة الجبال على امتداد التراب الوطني. استقبال القافلة، كان مميزا، وحفاوتُه تجاوزت حد البروتوكولات المعروفة إلى درجة أن الضيوف الجمعويين ظنوا أنهم في فضاء جمعوي أعضاؤه شباب وشيوخ ونساء العائلات الحاضرة بما أن الكل يشتغل بروح جمعوية عالية.. والكل أيضا استفاد من مؤونة هذه القافلة التي سهرعلى توزيع موادها اطر تعليمية ومنتخبون ورئيس الجماعة وممثلو السلطة المحلية.والإشارة فالعملية استفادت منها ثماني فرعيات تابعة لمركزية مجموعة مدارس ألمسا وهي فرعية تاركا وأورز وأكلاسن وتغلي وتسيناس وتغمرت وايت سرغينت وألمسا المدرسة المحتضنة لهذه القافلة التي تنوعت موادها بين أغطية وألبسة ومواد غذائية هامة. وتزامنا مع توزيع هذه المواد، أشرف طاقم طبي حضر مع ذات الجمعية على الكشف عن العديد من الحالات المرضية التي هبت على قاعة المعالجة مع استفادتها من أدوية هامة بالمجان. وعلى هامش هذا اللقاء، يقول بنسعيدي عبد الحميد مدير مركزية م.م ألمسا «بيان اليوم» إننا اليوم نعتز بهذه الروح التضامنية، ونعتبرالقافلة خطوة جريئة على درب التضامن والمؤازرة، وندعو من هذا المنبر كافة الفاعلين الجمعويين إلى الانخراط في هذا العمل الإنساني وربط أواصر التواصل والتآزر مع الفئات الهشة بالمغرب العميق، وقال إن مستوى التضامن يجب أن يرقى إلى درجة المساهمة في الأوراش التنموية الكبرى التي من شأنها فك العزلة عن دواوير الإقليم والنهوض بالمستوى التعليمي والمعرفي للتلميذ عبر إحداث مؤسسات التعليم الأولي التي تكتسي أهمية كبرى في العملية التعلمية خاصة بهذا الإقليم، حيث يصعب على تلامذة المنطقة تعلم اللغة العربية بسهولة . هذا وأشارت ذ(ج.خ) من مدرسة تغلي إلى أن الاكتظاظ ببعض المدارس ووضعية بنيتها الهشة وغياب حافلات النقل المدرسي واستفحال الفقر والأمية، كلها اكراهات حقيقية تقتضي من الحركة الجمعوية كقوة مشاركة في تدبير الشأن العام، توجيه برامجها نحو هذه الأهداف وليس الاقتصار فقط على اجترار نفس التجارب السابقة، لأن مثل هذا الاهتمام هو الكفيل وحده بالحد من الهدر المدرسي. وقال سعيد مزياني، الكاتب العام لجمعية «البركة أنجل» إننا اليوم، ومن خلال هذه القافلة الاجتماعية التي تستهدف جزء من مغاربة جبال إقليمازيلال نسعى إلى دعم التمدرس وتحفيز تلامذة هذه الفرعيات على التعلم مع العمل على إدخال الفرحة على أزيد من 500 أسرة هشة بمناطق أسالت الكثير من المداد، لكنها ليست بالصورة القاتمة التي عرفناها بها عبر بعض وسائل الإعلام، وعموما وبقدر ما نحن واعون بأهمية هذا العمل، بالقدر ذاته نحن سعداء بكون إقليمازيلال الذي ينعت بالمغرب العميق قد خطى خطوات جريئة على درب التنمية مقارنة مع أقاليم أخرى ك»ميدلت وافران» على سبيل المثال بحكم نوعية الانجازات التي تحققت بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي قدمت الكثير لساكنة الجبال والعالم القروي بشكل عام.