مراكش تستضيف الدورة العشرين للجنة القدس الشعب الفلسطيني أكثر حاجة اليوم للتضامن لدعم موقعه التفاوضي تحتضن مدينة مراكش، يومه الجمعة وغدا السبت، الدورة العشرين للجنة القدس تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك محمد السادس بحضور رئيس دولة فلسطين محمود عباس ومشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة. وستكون هذه الدورة مناسبة لتحديد رؤية موحدة للبلدان الإسلامية وبحث الوسائل والآليات الكفيلة بالتصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية لتهويد وطمس معالم مدينة القدس الشريف التاريخية والحضارية والإنسانية وللخروقات السافرة والمتكررة التي تمس طهارة وقداسة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي له مكانة خاصة في قلوب المسلمين كافة. وعلاوة على مشاركة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي «منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا» إياد أمين مدني، ستتميز الدورة بحضور مبعوثين من مستوى رفيع يمثلون البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحاضرة الفاتيكان وجامعة الدول العربية. ويندرج انعقاد هذه الدورة في إطار الجهود والمساعي التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس يقوم بها لدى الدول والأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية وكذا لدى البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، من أجل إبراز الأهمية الخاصة التي تكتسيها قضية القدس الشريف بالنسبة للعالمين الإسلامي والمسيحي. ويأتي انعقاد هذه الدورة في ظرفية صعبة تجتازها منطقة الشرق الأوسط بكاملها وتقتضي التحلي باليقظة والحذر الضروريين للتصدي للممارسات الاستيطانية والاستفزازية للسلطات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الوضع القانوني والديمغرافي للمدينة المقدسة، تزامنا مع انطلاق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويشكل انعقاد الدورة العشرين للجنة القدس، تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك محمد السادس، في هذه الظرفية الخاصة أيضا رسالة واضحة للمجموعة الدولية لكي تضطلع بمسؤولياتها كاملة إزاء الممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى طمس معالم التراث الإسلامي والمسيحي بمدينة القدس الشريف ودعوتها إلى التحرك الفوري من أجل حماية التراث الديني والحضاري لزهرة المدائن. وفي هذا الصدد، كان جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، قد بعث إلى كل من قداسة البابا فرانسيس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالتين عبر فيهما جلالته عن الانشغال العميق الذي تشعر به المملكة المغربية وسائر الأقطار الإسلامية، بخصوص عزم دولة الفاتيكان وإسرائيل التوقيع على مشروع ملحق للاتفاقية المبرمة بين الطرفين سنة 1993، والمتعلق بممتلكات الكنيسة الكاثوليكية بالمدينة المقدسة. فهذا الموقف النبيل والواضح يعطي دليلا إضافيا على الجهود الخيرة والدؤوبة التي ما فتئ جلالة الملك يبذلها سبيلا إلى إيجاد حلول خلاقة ومبتكرة لقضية القدس، تأخذ بعين الاعتبار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتخدم السلام المنشود مع ضرورة المحافظة على الطابع الخاص للمدينة المقدسة، وعدم المساس بوضعها القانوني المعترف به دوليا. وأعربت العديد من الشخصيات المشاركة في هذا الاجتماع عن أملها في أن يشكل هذا اللقاء الذي يؤكد مركزية القدس وأهميتها بالنسبة للبلدان العربية والإسلامية، دعما للطرف الفلسطيني في هذه الجولة من المفاوضات، معتبرين أن الشعب الفلسطيني أكثر حاجة اليوم للتضامن لدعم موقعه التفاوضي، ومؤكدين أن من شأن هذا اللقاء أن يشكل فرصة لفتح جسور للتواصل مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، خاصة تلك التي عرفت العلاقات معها بعض التوتر كما هو الشأن بالنسبة لإيران.