يحتفل اليوم شعبنا وكافة الأمازيغ برأس العام الأمازيغي»2964»، الذي يصادف 13 يناير من كل سنة، وذلك ضمن رمزية الدلالة على أصالة الانتماء والامتداد والاستمرارية... المناسبة تجسد احتفاء بعمق هوية شعبنا وبلادنا، واحتفاء كذلك بذاكرة شعبنا وثقافته، فضلا على أنها دلالة عن الاعتزاز بالمغرب المتعدد. في حضرة اللقاء بالمناسبة، ستقام، من دون شك، الاحتفالات وسط الأسر وبين الأفراد، وستتعدد الألوان والطقوس والرمزيات، وسيحضر الفرح، لكن في الخلفيات ستبرز المواقف والمطالب والتطلعات كي يكون العام الأمازيغي الجديد مناسبة للانكباب على الأوراش الإصلاحية والتأهيلية ذات الصلة بالأمازيغية في بلادنا. ليس مناسبا اليوم إنتاج المزايدات بين الأطراف السياسية حول الموضوع، ولا يجدي أن تعمد أطراف عرف عنها دائما العداء للأمازيغية ولتعددية الهوية الثقافية والحضارية لشعبنا، إلى الخروج المثير للشفقة اليوم كي تملأ المحيط ضجيجا وبلادة، فالأولى كان أن تعتذر عن مواقفها السابقة الطافحة بالتكلس والإقصاء بدل كل هذه الديماغوجية المقززة. إن المواقف اليوم معروفة ومحفوظة، ومنذ عقود، والجميع يذكرها ويسجلها، والمهم اليوم أن ينطلق الجميع من مقتضيات الدستور الحالي للمملكة وليس مما قبله. الأمازيغية اليوم لغة رسمية في البلاد، وهذا يقتضي إعمال كل الترتيبات المتصلة بذلك، والامازيغية اليوم تتطلب صدور قانون تنظيمي، وتتطلب إنشاء مجلس للغات والثقافة المغربية، وتتطلب تمتين حضورها في التعليم والإعلام والقضاء والإدارة والفضاء العمومي... الاحتفال اليوم بالعام الأمازيغي الجديد ليس احتفالا بطقس جامد وروتيني، وإنما هو احتفال أولا بالإنسان، و بالأرض، وبالذاكرة، أي الاحتفال بكامل منظومة الهوية الوطنية لشعبنا، وهذا يعني السعي لتطبيق ما تضمنه الدستور وما تطالب به الحركة المدنية الأمازيغية والقوى الديمقراطية المساندة لها، وذلك في الميدان السياسي والمؤسساتي والحقوقي، وأيضا على الصعيد التنموي والثقافي والإعلامي والاجتماعي، أي اعتماد مقاربة تأهيلية شمولية للاحتفاء بالأمازيغية. لابد أيضا أن نستحضر أن مرجعية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية تحيل على الأرض، كما تحددها كتابات تاريخية في الارتباط بحدث سياسي بمنطقة سيوا في مصر، وفي كل الأحوال هي تحيل على التيمن بالخصب وعلى الانفتاح والتطلع إلى المستقبل، ومن ثم فان في المناسبة إحالة على الارتباط بالوطن والاحتفاء بأرضه، ولذلك تستحق أن يخلدها عموم الشعب المغربي، وتقام حولها الاحتفالات. سنة سعيدة لكافة شعبنا في كل مكان. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته