طائرات «لارام» تحلق من جديد في سماء البرازيل تعود طائرات الخطوط الملكية المغربية إلى التحليق من جديد في الأجواء البرازيلية بافتتاح خط جوي مباشر ما بين ساو باولو والدارالبيضاء، وذلك بعد غياب دام أزيد من عشرين سنة حيث تعود آخر رحلة لهذه الشركة بين الدارالبيضاء وريو دي جنيرو إلى سنة 1992. ويشكل الخط المباشر ما بين الدارالبيضاء و ساو باولو، الذي تم افتتاحه رسميا يوم تاسع دجنبر الجاري، فرصة مناسبة لتعزيز الاقتصاد بين المغرب والبرازيل. ومن المؤكد أن قرار فتح خط جوي بين المغرب وعملاق أمريكا الجنوبية ليس وليد الصدفة بل أملته حقيقة كون هذا البلد يعد سادس قوة اقتصادية عالمية، ويملك مؤهلات اقتصادية عديدة يتعين استغلالها لصالح الاقتصاد الوطني. وتروم الخطوط الملكية المغربية من خلال فتح هذا الخط الجوي إلى تشجيع الإقبال على وجهة المغرب وترسيخ موقعه كبوابة لإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط ، وكذا جعل البرازيل بوابة لولوج أمريكا اللاتينية. كما يشكل افتتاح الخط الجوي الجديد فرصة لاكتشاف المغاربة للبرازيل خاصة وأن سفرهم إلى هذا البلد لن يتطلب الحصول على تأشيرة. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل الافتتاح الرسمي لهذا الخط الجوي تم تنظيم رحلة «شارتر» بين الدارالبيضاء وساو باولو، في فاتح نونبر الماضي، شارك فيها منظمو الرحلات السياحية ووكلات الأسفار وصحفيون برازيليون، وذلك في إطار رحلة نظمتها الخطوط الملكية المغربية بتنسيق مع المكتب الوطني للسياحة. ويتعلق الأمر كذلك بشراكة بين المكتب الوطني للسياحة و وكالات الأسفار بالبرازيل ووكالة الأسفار البرتغالية « ترافل « جعلت الوفد البرازيلي يكتشف جانبا من الغني الثقافي والاجتماعي والسياحي للمغرب. وقد مكنت الجولة، التي استغرقت عشرة أيام خاصة إلى مناطق الدارالبيضاء ومراكش وورزازات وفاس ومكناس و الرباط وأرفود، المستفيدين من هذه الرحلة من الوقوف على أهمية وتنوع الغنى السياحي الوطني. كما مكنت المهنيين البرازيليين من التواصل المباشر مع نظرائهم المغاربة، وإقامة شراكات معهم. وقد دفعت ثقة وكالة الأسفار البرتغالية «ترافل»، شريكة الخطوط الملكية المغرب، في المؤهلات الواعدة للمغرب إلى الالتزام بأخذ 80 مقعدا في كل رحلة تقوم بها شركة الطيران المغربية أي 240 مقعدا في الأسبوع وإلى غاية نهاية أبريل 2014 ، وذلك في مرحلة أولى تجريبية. وتقوم 1500 وكالة أسفار خاصة علاوة على وكالات أسفار رئيسية رائدة بتسويق منتوجات وكالة الأسفار المذكورة. ويملك السوق البرازيلي، الذي يحتل الرتبة ال 16 عالميا من حيث السياحة خارج البلاد، زبائن لهم قدرة شرائية قوية، الشيىء الذي سيكون لهم تأثير إيجابي على عائدات العملة الصعبة بالمغرب. كما يمثل المغرب من جانبه سوقا واعدا للبرازيل، خاصة في مجال الاستثمارات والسياحة. وسيتم تسويق هذا الخط الجوي للخطوط الملكية المغربية، الذي سينظم ثلاث رحلات في الأسبوع على متن بوينغ 767-300 ، وذلك بتنسيق مع أكثر من 1100 وكالة أسفار، دون أية منافسة على هذا الخط الجوي. وستقوم هذه الخدمة من دون أدنى شك بتطوير حجم المبادلات التجارية والاستثمار التي تظل دون مستوى تطلعات البلدين والمؤهلات الحقيقة لاقتصادهما.ومن المتوقع، حسب رأي مجموعة من الخبراء، أن يعرف هذا الخط الجوي تدفقا كبيرا للسياح البرازيليين للمغرب لأسباب متعددة. ويستقبل المغرب أزيد من 15 ألف سائح برزيلي في السنة، وهو رقم مرجح للارتفاع مع افتتاح هذا الخط الجوي الذي سيمكن من زيادة المبادلات التجارية بين البلدين وتشجيع رجال الأعمال البرازيليين على الاستثمار في المغرب. من جهتها، تظل البرازيل سوقا حقيقية لجلب السياح للمغرب، مع العلم أن ستة ملايين سائح برازيلي قضوا عطلتهم خارج بلدهم سنة 2012، مع تفضيل خاص للوجهات ذات الحضور الثقافي القوي مثل المغرب.