قال عبد المومن حكيم، رئيس الجمعية المغربية لتجارة وصناعة السيارات المعروفة مختصرا ب «amica»، أن صناعةُ السيَّاراتِ بالمغرب، فِي وضعٍ جيد، لكنها لمْ تبلغ بعد مرحلةَ النضج، مضيفا أن أوربَا، التِي تمثل سوقا رئيسية للمغرب ، لا زالت تعيش مرحلة الانكماش. وأضاف عبد المومن، فِي حوارٍ أجرته معه مجلَّة «لوزِين نُوفِيل، الفرنسية، المتخصصة فِي شؤون الاقتصاد، أنَّ شركات تركيب السيارات العالمية، التِي دأبت فيما مضى ، على نقل أنشطتها، نحو دول الجنوب والبلدان الشرقية لأوربَا، ياتت تقبل أكثر فأكثرَ على المغرب، مما يعنِي أن أمام هذا الأخير، فرصا واعدة فِي المستقبل لتطوِير القطَاع، مذكرا في هذا السياق بالأرقام المتوفرة في مجال تصدير للسيارات، ، وتجربة مصنع «رونُو- نيسان» في طنجة. واعتبر عبد المومن أن صناعة السيارات بالمغرب تنمو فِي المتوسط بِ15 %. «لكن بالرغم من ذلك، نحنُ فِي حاجةٍ إلَى التطوير، اعتمادًا على ما لدَى المغرب من أوراقٍ رابحةٍ في يده» يقول المتحدث. ويضيف أن المغربَ يصبُو عبر برنامج إقلاع (2009-2015)، إلَى بلوغِ مكانة استراتيجيَّة فِي صناعة السيارات، من خلال تهيئة بنيَة تحتية على مستوى المواني، كميناء طنجة، ومراكز التكوين، وتنمية المناطق الحرة، في طنجة أوْ القنيطرة، وحفز الدعم العمومِي للاستثمَار. وعمَّا إذَا كانَ مهنيُّو السيارات بالمغرب قدْ أصيبُوا بخيبة أمل، جراء افتتاح رونُو مصنعًا لها بطنجة، قالَ عبد المومن إنَّ تنميَة النسيج الصناعِي الوطنِي، يمثلُ واحدًا من الرهانات، أمَّا خيبةُ الأمل، فإنَّ شيئًا منهَا، يستشعرُ، في قلة الشركاتٍ المغربيَّة المختصَّة فِي تجهيز السيارات. وقال أيضا أنَّ الأمور سارت بسرعة كبيرة منذ استقرار شركة «رونو» في طنجة، بداية 2012، حيث ارتفعت القدرة الإنتاجيَّة لهذا المصنع من 60 ألف سيارة سنويًا إلى 150 ألف، ثمَّ 300 ألف، فَ400 ألف سيارة. وهُوَ ما لمْ تستطعِ المقاولاتُ المغربيَّة اللحاقَ به، وَتعملُ الamica، على تداركه. وأضاف أن جمعيته تساعدُ تلكَ المقاولات على إيجاد شركاء، وإبرام اتفاقيات، حتَّى مع الشركات الأجنبيَّة، كمَا تدعمُ عبر المساعدات الاستثماريَّة، والآليَّات، والجانب المتعلق بالهندسَة، والتصورات، والتطوير التقنِي.. وحسب عبد المومن فهدفَ جمعيَّة « AMICA «، يتمثَّلُ فِي جمع شملِ المقاولات المغربية، حيث كانتْ كلُّ مقاولةٍ تشتغلُ بمفردهَا، دون تنسيقٍ مع نظيراتها. وهو ما «نرومُ تجاوزه بتنسيقنَا على مستوى المهن الجديدة، والابتكَار، وتطوير مراكز التكوِين»، مضيفًا أنَّ مَا يبعثُ المقاولاتِ الوطنيَّة على الأسف، في هذا الصدد، إحساسهُمْ بأنَّ معهد التكوين فِي مهن صناعة السيارات، الذِي أحدثَ في عاصمة البوغاز، قبل مجيء رونُو، قدْ أطلقَ من أجل خدمة المجموعة الفرنسيَّة. كما ذكر المتحدث بإنشاء معهد التكوين فِي مهن صناعة السيارات فِي الدارالبيضاء، الذِي التحقَ به الفوجُ الأول، هذه السنة. وبإطلاق أشغال بناء معهد آخر، داخل المنطَقَة الحرَّة بطنجة. وعنْ تكتُّلٍ لصناعة السيارات يعتزمُ المهنيُّون المغاربة إنشاءَهُ، أضافَ عبد المومن، أنَّ الدولة ستدعمُ المشروعَ فِي جزءٍ منه، فضلًا عن مساهمة المهنيين. مشددًا على وجود ضرورةً للتوجهِ نحو المهن الجديدة، ومواكبة التطور التكنلُوجِي، لأنَّهُ من غير المجدِي التوجه نحو مهن ستختفِي بعدَ مدةٍ قصيرة.