ساهمت نخبة من الفنانين الذين يمثلون مشارب مختلفة، في إحياء حفل الذكرى السبعين لتأسيس حزب التقدم والاشتراكية والذي أشرفت على تنظيمه لجنة بقيادة أحمد زكي وأحمد سالم لطافي عضوا الديوان السياسي، فقد حضرت الأغنية الشعبية في شخص فرقة تكدة، والأغنية الأمازيغية في شخص فاطمة تيحيحيت، ومثلت الأغنية الحسانية الفنانة البتول المرواني، كما حضرت الأغنية العصرية في شخص نعمان الحلو، وحضر المسرح كذلك من خلال العرض الفكاهي الفردي الذي قدمه الشاب سعيد أيت باجا، بهذه المناسبة، التقت بيان اليوم بهذه الوجوه الفنية، وحاورتها حول مسارها الفني وحول العديد من انشغالاتها وطموحاتها والتحديات التي تواجهها. الفنانة الأمازيغية فاطمة تيحيحيت تدريس الأمازيغية ساهم في التواصل معنا بشكل أكبر ما هو إحساسك بمشاركتك في إحياء ذكرى تأسيس حزب التقدم والاشتراكية؟ مشاركتي في هذا الحفل تشكل بالنسبة إلي فرحة كبيرة، وأنا أحمد الله كوني حيثما ذهبت تكون هناك فرحة، حيث اللقاء بالجمهور مباشرة، ومدينة الدارالبيضاء أقطنها منذ بداية الثمانينات، وأشعر كما لو أنني ولدت فيها، ونحمد الله على تنظيم مثل هذه الحفلات، ونرى بعضنا، لأنه في غيابها لا يكون بالإمكان للفنان أن يلتقي بجمهوره. الفرحة كبيرة هنا، بحضور شخصيات مهمة، وزراء وغيرهم، وهناك إقبال كبير للجمهور. ما هي أبرز المحطات في مسارك الفني؟ هذه المحطات تشمل الغناء والفن الدرامي، لقد نشأت في مرحلة ليست كهذه المرحلة، التي يجد فيها الفنان القاعات في متناوله، أو كما يقال: البيت مفروش، يكفي أن يولج المفتاح في الباب ليدخل، ليس كما هو الحال خلال اشتغالنا في بداية الثمانينات، لقد تحملنا مشاقا كثيرة، وكان البث التلفزيوني جد محدود، كما أن الصحافة لم تكن تهتم بنا، بالإضافة إلى أن المهرجانات كانت شبه منعدمة، وبالتالي فإن الغناء الأمازيغي كان محصورا في حدود أكادير. إن دور الإعلام مهم جدا في التعريف بالفن، لكن تدريجيا تحسنت الأحوال، رغم المتاعب، ولم يذهب مجهودنا سدى، واكتسبنا جمهورا، ولم يعد عملنا يقتصر في منطقة الجنوب، اشتغلنا عدة مرات في مدينة الدارالبيضاء، برفقة الرايس محمد الدمسيري، وقمنا بجولات بمعيته في عدة مدن. ما هي المقارنة التي يمكن عقدها بين الأغنية الأمازيغية بالأمس واليوم؟ على مستوى المضمون هناك اختلاف بطبيعة الحال، على اعتبار أن مشاكل الجيل الجديد ليست هي مشاكل الجيل السابق، ونحن واعون بهذا التحول ونحرص على تقديمه ضمن أعمالنا الغنائية، هناك تطور حتى في أسلوب الغناء، لقد أضفنا مجموعة من الآلات، ففي السابق كان يقتصر الأمر على البندير والناقوس والوطار، والرباب، أما اليوم فقد انضافت آلات عصرية من قبيل: لاباطري، والقيتار، والبانجو، والطربوكة وآلات إيقاعية أخرى، وهذا شكل إضافة نوعية، بدونها يصعب تحقيق التجاوب مع الجيل الجديد. ألا يشكل هذا خطرا على أصالة الأغنية الأمازيغية؟ ينبغي فقط الحرص على عدم الخروج من القالب الغنائي، سواء من حيث الكلمات والأداء، لقد ساعد ذلك على تحقيق إشعاع لهذا الغناء، وبلغنا العالمية، حيث قمنا بجولات خارج المغرب، وحظي غناؤنا بإقبال كبير، وأعتقد أن تدريس الأمازيغية ساهم بدوره في التواصل معنا بشكل أكبر. ما هي التحديات التي تواجهينها في مسارك الفني؟ ما يحز في نفسي هو أن الكثير من الفنانين الأجانب يحصلون على مكافآت تضاعف ما نحصل عليه خلال المشاركة في المهرجانات، على المسؤولين أن يتيحوا لنا فرصا أكثر للاشتغال وبمقابل يعيد الاعتبار إلينا، ولا يعني هذا أننا ضد الفنان الأجنبي. ما مدى اهتمام التلفزة المغربية بالأغنية الأمازيغية؟ أعتقد أن هذا الاهتمام حاصل، خصوصا مع إنشاء قناة خاصة بالأمازيغية على وجه الخصوص، وآمل أن تحذو القناتين الأولى والثانية حذوها. ما سبب محدودية إصدار ألبومات غنائية لك؟ لا أخفي أنني تحملت مشاقا كثيرة في إعداد ألبومي الأخير، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، لكنني لم أتجرأ على تسجيله، بالنظر إلى القرصنة السائدة. في السابق كنا ننتج ما لا يقل عن شريطين في السنة، اليوم صرنا نحسب لهذه العملية ألف حساب قبل الإقدام عليها. لم يسبق لي أن دفعت طلبا للحصول على دعم وزارة الثقافة، لأنني أخشى أن لا يحظى ملفي بالقبول. ما هو جديدك الإبداعي؟ وافقت على المشاركة في بعض الأفلام، بالإضافة إلى ذلك، في مفكرتنا مجموعة من الحفلات الغنائية سنشارك فيها، إذا سارت الأمور على ما يرام.