الناتو.. المغرب قدم لنا معلومات هامة عن الساحل.. لكننا مع الأسف لم نأخذ بها أجمع دبلوماسيون وخبراء عسكريون بمنظمة حلف الشمال الأطلسي على التطور الإيجابي والمضطرد لعلاقة المغرب مع هذا الحلف، واصفين إياها بالحيوية والإستراتيجية، منوهين بالدور الذي تلعبه الرباط في الحوار الأورو موتوسطي كبلد منفتح ومستقر، عرف دوما كيف يحافظ على علاقته مع أوروبا وباقي دول العالم. ووصفت أوانا لونجيسكو، الناطقة الرسمية لحلف الناتو، في لقاء مع وفد إعلامي مغربي، كان في زيارة لمقر الناتو، أول أمس الاثنين، التعاون بين هذه المنظمة والمغرب ب «الجيد» و»العملي»، معتبرة المغرب شريكا استراتيجيا بالنظر إلى «المبادرات التي يتخذها ومساهماته في العمليات التي يقوم بها الناتو» خاصة في»عملية ليبيا التي كانت مساهمته خلالها ذات أهمية بالغة بالنسبة لمنظمة حلف شمال الأطلسي». وفي كلمة له، أكد الممثل الدائم لإيطاليا لدى المجلس ذاته، غابرييل شيكشييا، أن «المغرب يمثل قيمة مضافة بالنسبة للناتو». فهو، في نظره، «صلة وصل بين الغرب والعالم العربي»، مشيرا إلى أن المغرب شريك أساسي وذو مصداقية بالنسبة للحلف الأطلسي ويتميز بسمعته وبتاريخه العريق داخل دول البحر الأبيض المتوسط، وعرفت قيادته السياسية على الدوام كيف تنسج علاقات جيدة مع أوروبا ومع باقي دول العالم. من جانبه شدد الممثل الدائم لفرنسا لدى مجلس الشمال الأطلسي، جان بابتيست ماتيي، على الدور النشيط الذي يضطلع به المغرب كشريك حيوي لهذه المنظمة، مذكرا بالعمليات التي شارك فيها المغرب إلى جانب الناتو بالبوسنة والهرسك وكوسوفو، وبالدور السياسي الذي لعبه في دعم عملية الناتو في ليبيا، معلنا أن «هناك مشاورات جارية بين الناتو والمغرب قصد المشاركة في عملية (أكتيف أندوفر) التي يقوم بها الحلف في مياه البحر الأبيض المتوسط.. وهي العملية التي كانت قد انطلقت مباشرة بعد الأحداث الإرهابية التي ضربت أمريكا في شتنبر 2001، قصد مراقبة الحركة الملاحية للرصد والتصدي لأي تهديد إرهابي محتم» . وفي مداخلة لهم، حدد خبراء ومسؤولون عسكريون، في هذا اللقاء المخصص للصحافة المغربية، مجالات التعاون بين المغرب وحلف الناتو في مجموعة من المستويات على رأسها المستوى السياسي والعسكري وتبادل المعلومات بالإضافة إلى انخراطه في عدة برامج أطلقها الناتو، خاصة برنامج «العلم في خدمة السلم والأمن» الذي يدعم مشروعا مشتركا بين المغرب وموريتانيا ويهم تطوير تكنولوجيا جديدة لتخزين الطاقة الريحية في الصحراء. وهو مشروع تجاوز مرحلة دراسة الجدوى الاقتصادية والتقنية، ليبدأ العمل به سنة 2007 بمشاركة علماء من فرنسا وألمانيا وموريتانيا وتركيا والمغرب. وبالنظر إلى حجم المشروع وكلفته الاستثمارية، كشفت المستشارة الأولى لبرنامج «العلم من أجل السلم والأمن»، دينييز يوكسل بيتن، عن اعتزام المنظمة اقتراح هذا المشروع الذي وصفته ب «الرائد» على الشركاء الدوليين من أجل إقناعهم بجدواه وتمويله. إلى ذلك تحدث خبراء وعسكريون بحلف الناتو على الأهمية التي شكلها الدعم السياسي للمغرب في عملية ليبيبا وكذا فتحه لمجاله الجوي لطائرات الحلف لتنفيذ عملياتها وضرباتها في لبيبا، مؤكدين على أن دور المغرب كان ناجحا، تبين من خلاله أن العمل المشترك أصبح خيارا لا محيد عنه، مبرزين أهمية وضع مقاربة شمولية تقوم على الشراكة من أجل مكافحة الإرهاب الذي أصبح يهدد السلم والأمن العالميين وخاصة في منطقة الساحل والصحراء التي تشكل مصدر قلق حقيقي لدول حوض المتوسط بما فيها المغرب. وأقر المتحدثون بقيمة وأهمية المعلومات التي وفرها المغرب لشركائه في حلف الناتو خاصة طبيعة الوضع في الساحل والصحراء، وخطورة الوضع في هذه المنطقة شهورا قبل تأزم الوضعية في مالي، معربين عن أسفهم لكون تلك المعلومات لم تأخذ بالجدية اللازمة من طرف الناتو قصد القيام بعمليات استباقية للحيلولة دون استفحال الوضع هناك. وكشف المتحدثون عن قيام الناتو، قريبا، ببلورة برنامج لدعم الدول التي هي في طور الانتقال الديمقراطي وخاصة دول ما يعرف بالربيع العربي، وستكون البداية بالحكومة الليبية التي تقدمت بطلب من أجل مساعدتها على بناء مؤسساتها الأمنية والدفاعية بالنظر إلى الصعوبات التي تواجهها في هذا المجال.