القائدان يؤكدان عن عزمهما تعزيز علاقات الصداقة التاريخية والشراكة المثمرة والتحالف الاستراتيجي التي تربط بين البلدين الصديقين استقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يوم الجمعة الماضي بالبيت الأبيض، جلالة الملك محمد السادس، الذي يقوم بزيارة عمل رسمية للولايات المتحدةالأمريكية. وخلال هذا اللقاء الهام، تطرق جلالة الملك والرئيس الأمريكي إلى مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي. وأعرب القائدان عن عزمهما الوطيد على تعزيز علاقات الصداقة التاريخية، والشراكة المثمرة، والتحالف الاستراتيجي التي تربط بين البلدين الصديقين. ويتكون الوفد المغربي المرافق لجلالة الملك خلال هذه الزيارة، من كل من فؤاد عالي الهمة والطيب الفاسي الفهري مستشاري جلالة الملك، وصلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية، ومباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ورشاد بوهلال سفير جلالة الملك بواشنطن، ويوسف العمراني المكلف بمهمة بالديوان الملكي. تشجيع الاستثمارات والنمو الاقتصادي وإحداث فرص شغل مستدامة وتميز الزيارة الملكية إلى الولاياتالمتحدة بتوقيع رئيسية الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون ونائب الرئيس العام للمنظمة غير الحكومية الأمريكية «إنيسياتيف فور غلوبال ديفولوبمنت» ليونيل جونسون، يوم الجمعة بواشنطن، على مذكرة تفاهم ترمي إلى تشجيع الاستثمارات والنمو الاقتصادي وإحداث فرص شغل مستدامة. وتهدف مذكرة التفاهم، إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال مشاريع في عدة قطاعات اقتصادية، خاصة في مجال البنى التحتية والطاقة والخدمات المالية والصناعات الغذائية. في هذا الإطار، سيعبئ الاتحاد العام لمقاولات المغرب الفيدراليات القطاعية والجمعيات واللجان وكذا التمثيليات الجهوية من أجل تنفيذ استثمارات مغربية أمريكية مشتركة موجهة نحو بلدان القارة الإفريقية. وأبرز الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في بلاغ نشر بهذه المناسبة، أن «المغرب، بفضل توفره على حوالي 30 اتفاقية تجارة حرة مع عدة بلدان وبفضل خبرته الأكيدة في الأسواق الإفريقية، يمكن أن يضطلع بدور مركزي لتجميع الاستثمارات المنتجة بالقارة الإفريقية». وأبرز المصدر نفسه أن الجانبين اتفقا على عقد منتدى مشترك يومي 5 و 6 ماي المقبل بنيجيريا بهدف استكشاف الإمكانيات المشتركة للاستثمار. وتشكل «إنيسياتيف فور غلوبال ديفولوبمنت» (مبادرة التنمية العالمية)، التي تعد واحدة من أكثر المنظمات غير الحكومية الأمريكية نفوذا، شبكة مكونة من مسيري الشركات العاملة في القطاعات التي تتمتع بإمكانات نمو عالية، وتهدف إلى مكافحة الفقر عبر تشجيع النمو الاستراتيجي والاستثمار في البلدان النامية وخاصة بالقارة الإفريقية. تسهيل التجارة وتبسيط المساطر الجمركية والإدارية كما امتازت هذه الزيارة، بتوقيع المغرب والولاياتالمتحدة، الخميس بواشنطن، اتفاقا لتسهيل التجارة يهدف إلى تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين، وذلك من خلال تبسيط المساطر الجمركية والإدارية، ويندرج هذا الاتفاق، الذي وقعه وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، والممثل التجاري الأمريكي، مايكل فورمان، في إطار النهوض باتفاقية التبادل الحر، التي دخلت حيز التنفيذ منذ سنة 2006، وتعزيز تنافسية المغرب، وتطوير بيئة التجارة بالمغرب. وحسب الممثل التجاري الأمريكي، فإن المغرب يمثل « أول بلد بالمنطقة تمكن من توقيع اتفاق ثنائي لتسهيل التجارة» مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما وافق على «المبادئ المشتركة للاستثمار» و»تجارة الخدمات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال». وسجلت المبادلات الاقتصادية بين المغرب والولاياتالمتحدة، منذ دخول اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدة حيز التنفيذ، ارتفاعا ملموسا، كما يدل على ذلك حجم المبادلات التجارية الثنائية التي ارتفعت بنسبة 300 في المئة. وتميز نفس اليوم، بإعلان المغرب والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عن إستراتيجية جديدة للتعاون في مجال التنمية برسم السنوات الخمس المقبلة، وذلك خلال حفل أقيم بواشنطن بمناسبة الذكرى ال56 للشراكة القائمة بين الوكالة الحكومية الأمريكية والمملكة . وقد تم بهذه المناسبة توقيع مذكرة تفاهم من قبل وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ونائب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك فايرستاين، بحضور العديد من الشخصيات الأمريكية والمغربية. وتسعى هذه الإستراتيجية الجديدة (2013-2017)، التي تم وضعها بتعاون وثيق بين حكومتي البلدين، إلى دعم جهود المغرب في ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بالنهوض بتشغيل الشباب، وتعزيز مشاركة المواطنين في الحكامة، وتحسين جودة التعليم الابتدائي . وقال بوسعيد، في تدخل له بهذه المناسبة، إن توقيع هذه الاتفاقية يأتي في إطار زيارة العمل التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى الولاياتالمتحدة، والتي تهدف إلى إعطاء دفعة جديدة للشراكة الإستراتيجية بين الرباطوواشنطن. كما أشاد الوزير «بمستوى التعاون الممتاز» القائم بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والحكومة المغربية، مشيرا إلى أن هذا التعاون قد شمل عددا من القطاعات الهامة في مجالات التنمية الاقتصادية والبشرية في المغرب . ويعود التعاون بين المغرب والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى سنة 1957، تاريخ التوقيع على أول اتفاقية للمساعدة التقنية بين المملكة وهذه الوكالة الحكومية الأمريكية، التي تكرس جهودها لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في جميع أنحاء العالم . تسهيل التعاون الجمركي في مكافحة الفساد و التهديدات الأمنية والإرهابية من جهة أخرى، عرف اليوم الثالث من الزيارة الملكية إلى واشنطن، توقيع المغرب والولاياتالمتحدة، اتفاقا لدعم المساعدة المتبادلة في المجال الجمركي، والذي يقدم إطارا قانونيا للشراكة وتقاسم المعلومات والتعاون بين إدارتي الجمارك بالبلدين. وسيمكن هذا الاتفاق، الذي وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، والكاتب الأمريكي في الأمن الداخلي بالنيابة راند بييرز، المغرب والولاياتالمتحدة من تعزيز تعاونهما في مجموعة من القضايا المتعلقة بتحصيل العائدات، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود وتعزيز الحماية ضد التهديدات الأمنية والإرهابية. وبهذه المناسبة، أكد بييرز على الإرادة القوية للولايات المتحدة لتفعيل هذا الاتفاق للمساعدة المتبادلة في المجال الجمركي، وتعزيز علاقات التعاون مع المملكة المغربية. ومن جانبه، أبرز بوسعيد أن هذا الاتفاق «سيمكن من تسهيل التعاون الثنائي بين إدارتي الجمارك بالبلدين ومساعدتهما على تحقيق أهدافهما في مكافحة الفساد ومواجهة التحديات التي تجابهها على مستوى الجمارك والتجارة». كما سيمكن هذا الاتفاق، الذي تم توقيعه بمقر وزارة الأمن الداخلي، إدارتي الجمارك بالبلدين «من التحقيق بشكل أفضل ومتابعة الخروقات والجرائم الجمركية على المستوى الحدودي، خاصة عمليات التهريب وتبييض الأموال والأنشطة المرتبطة بالإرهاب».