المراكز الصحية المحلية بمدينة سلا، يعلن وزير الصحة، البروفيسور الحسين الوردي، يومه الاثنين عن انطلاق الحملة الوطنية الثالثة للكشف عن داء فقدان المناعة المكتسبة - السيدا، والتي من المقرر أن تستمر إلى غاية تاريخ 27 دجنبر القادم لتشمل جميع جهات المملكة، في مبادرة ترنو مواصلة الحرب على هذا الداء الفتاك الذي تقوده الوزارة وعدد من هيئات المجتمع المدني والحيلولة بذلك دون انتشاره في صمت وسط الساكنة. ويتعايش مع فيروس السيدا، إلى حدود نهاية 2011، ما مجموعه 29 ألف حالة، 10 آلاف منهم تستدعي العلاج، و80 في المائة منهم لا يعرفون إصابتهم بالفيروس. وأوضح بلاغ لوزارة الصحة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن عملية الكشف ستتم في مجموعة من المراكز الثابتة المنتمية لوزارة الصحة وللجمعيات الفاعلة في مجال مكافحة السيدا، إذ من المنتظر أن تعبئ هذه الأخيرة وحدات متنقلة لضمان الرصد والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين والمواطنات في حملة تستهدف تحقيق الكشف المبكر عن الداء حتى يتم التمكن من محاصرته عبر ضمان إمكانية الولوج والحصول على العلاج للمصاب به، وذلك تنفيذا للمخطط الوطني الاستراتيجي الذي يعد بمثابة تعهد رسمي من قبل المغرب بتوفير العلاج وتحسين التكفل الطبي بالأشخاص المتعايشين مع الداء. وكانت المعطيات التي سبق لوزارة الصحة أن عممتها شهر مارس 2013 قد أظهرت على أنه بالرغم من تسجيل انخفاض في نسبة الإصابة على المستوى الوطني ب 0.15 في المائة وسط عموم الساكنة، إلا أن هناك تطورا لانتشار الداء وسط الفئات السكانية الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة، خاصة وسط فئة عاملات الجنس أو ما يعرف بالدعارة، والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، ومستعملي المخدرات عن طريق الحقن، والمهاجرين في وضعية غير نظامية، ذلك أن نسبة 67 في المائة من الإصابات الجديدة بالسيدا تتركز وسط هذه الفئات. الحملة الوطنية إذن تروم تمكين المصابين الذين يجهلون إصابتهم للمرور للعلاج في أسرع وقت قبل أن يتملكهم الفيروس، مثلما ترمي تحسيس اليافعين والشباب كإحدى الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بداء يفتك بصمت وإشاعة المعلومات وسطهم حول الأخطار التي تحملها الأمراض المنقولة جنسيا والعلاقات الجنسية غير المحمية.