المدير الجديد للمؤسسة الصحية يتعرض للتحامل من قبل جهات تسعى لتثبيط عزيمته لم تمض ثلاثة أشهر على تنصيبه على رأس إدارة المستشفى الإقليمي بإنزكان، حتى وجد الدكتور عبد العزيز الريماني نفسه محاصرا من طرف أعداء التغيير والإصلاح، في موقف لا يحسد عليه، بين مطرقة محاربة الفساد وسندان المقاومة الشرسة. المدير الجديد، ومنذ التحاقه بإدارة هذه المؤسسة الصحية بمدينة إنزكان، عبر في مناسبات عديدة، عن إصراره في تنزيل العديد من الأوراش التأهيلية والإصلاحية، وهي إرادة إصلاحية تشكل في جوهرها ردا على الحاجيات الأساسية التي يفتقر إليها هذا الصرح الصحي الأكبر من نوعه في الإقليم، والذي عانى وعانت معه ساكنة الإقليم، على كثافتها، ولسنوات، من جبروت أشباه المسؤولين الذين عتوا في الأرض فسادا واستغلوا تواجدهم على كراسي المسؤولية للاغتناء، والتصرف في التجهيزات وممتلكات الدولة وفي الموارد البشرية، بتعييناتها وتكليفاتها وانتقالاتها من أجل المصلحة أو حسب الأهواء والمزاج أو الموالاة في أحايين كثيرة. إذ وبمجرد شروع المدير الجديد في تنزيل مخططاته الإصلاحية على أرض الواقع، حتى أصبح هدفا لجيوب المقاومة ترميه من كل حدب وصوب ب»النبال» و»السهام»، من أجل تثبيط عزيمته، وهي التي اعتادت الصيد في الماء العكر، ولا يروقها بتاتا، الإصلاح ولا الارتقاء بالمنظومة الصحية، كما يتجسد ذلك بجلاء في تكالبها الذي يأخذ صيغا وأشكالا متنوعة ويأتي من مصادر مختلفة، إلا أن أكثر هذه الصيغ تحاملا، الظلم الذي يأتي من ذوي القربى، والذي بدر من المسؤول الإقليمي على قطاع الصحة والمتمثل في وقوفه حجرة عثرة في وجه المشروع الطموح للمدير الجديد ومحاولة معاكسة مجهوداته التي لقيت وتلقى استحسانا وارتياحا غير مسبوقين، كما يدل على ذلك الأجواء الملائمة لظروف الاشتغال السائدة داخل المستشفى، والتي كثيرا ما تعبر عنها وبالإجماع الأطقم الطبية والتمريضية والإدارية للمؤسسة، وهو الموقف الإيجابي الذي يشاطرهم فيه أيضا المرضى وأهاليهم الذين استبشروا خيرا بقدوم هذا المسؤول المؤمن حد النخاع بأهمية العمل وفق المقاربة التشاركية والتشاورية مع كل المتدخلين. لم ترق المندوب الإقليمي الذي تدخل بشكل سافر في الشؤون التدبيرية للمستشفى، وفرض، قسرا تصوره لتدبير الموارد البشرية داخل المستشفى الإقليمي الذي هو من اختصاص المدير، وذالك برفضه المطلق وضع إحدى الممرضات التي تم نقلها من أجل المصلحة من المركز الصحي للقليعة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بإنزكان منذ السنة الماضية، رهن إشارة المندوبية الإقليمية،مع العلم أن المذكرة الوزارية المنظمة للانتقالات من أجل المصلحة تعطي الصلاحية لمندوبي الوزارة باللجوء إلى هذا الاختيار في الحالات المستعجلة والاستثنائية شريطة تحديد الأسباب والمدة، على أن لا تتعدى هذه الأخيرة ثلاثة أشهر. تدخل المندوب، لم يقتصر على هذه الحالة وحدها، بل سمح لنفسه بمساءلة المدير على استجابته لطلب ممرضة بتغيير المصلحة لأسباب صحية وتعيين زميلة لها مكانها لسد الفراغ الذي خلفته هذه المغادرة. لكن يبقى الأنكى والأغرب، هو تهرب المندوب الإقليمي من عملية تسليم المهام للمدير الجديد بعد مرور أزيد من شهرين ونصف على تعيينه على رأس المركز الاستشفائي لإنزكان، مكان المديرالسابق، الذي غادر إدارة المستشفى في ظروف يشوبها الغموض، ليسمح للمسؤول الجديد بتدبير فقط ،ما ظهر من المهام أما ما خفي منها، فيترك للمجهول. وفي سياق متصل، وفي اتصال هاتفي ل»بيان اليوم» مع العديد من الأطر الطبية والتمريضية العاملة بالمركز الاستشفائي بإنزكان وبالعديد من الأطر النقابية النزيهة والنشيطة في الميدان الصحي بالإقليم، أكدت كلها مساندتها المطلقة واللامشروطة للمدير الجديد، مستنكرة التشويش الذي يتعرض لها من جهات لا يروقها الإصلاح و فتح الأوراش التنموية ،معبرة عن تضامنها الكامل مع مديرالمستشفى الجديد، الذي يعمل بشراكة سواء مع الفرقاء الاجتماعيين، أومع زملائه في الميدان، ويستمع لقضايا المواطنين في علاقة مع مؤسستهم الاستشفائية.