احتشدوا في مسيرة كبيرة نحو الولاية وطالبوا بتعبيد الطريق خرج العشرات من أبناء دواوير جماعة «واولى» القروية بإقليم أزيلال في مسيرة حاشدة، يوم الخميس الماضي، بلغ عدد المشاركين فيها أزيد من 250 فردا من مختلف الأعمار، مشيا على الأقدام، في اتجاه ولاية بني ملال مرورا ب» تنانت و فم جمعة». المحتجون الذين ينتمي أغلبهم إلى دواوير تغردين و اتلدين وتبركنت و تاكيوت وتمرووت، يطالبوا من خلال الشعارات التي رددوها بتعبيد «طريق» تمتد على طول 30 كلم تقريبا، تربط مركز «واولى» بمختلف الدواوير حيث يعيشون عزلة تامة، بعد أن جرفت السيول مختلف القناطر، سواء المحدثة منها أو التقليدية خلال العواصف الرعدية الأخيرة.. «بيان اليوم» التي رافقت المحتجين لأزيد من عشرة كلمترات،علمت من مصادر رسمية أن الكاتب العام للعمالة، أبدى جهدا كبيرا من خلال رجاله، ممثلي السلطة المحلية لإقناع المحتجين بالحوار و بأهمية مطالبهم، التي يقول احد المحاورين، أنها قيد التنفيذ، وأن صعوبة التضاريس هي التي كانت وراء هذا التأخر. إلا أن الملاحظ أن فئة قليلة هي التي أبدت استعدادها لذلك، فيما صرح متزعمي الأغلبية، إلى أن الحوارات ليست سوى لغة خشبية، وأن الساكنة قد سئمت من الوعود الكاذبة، الأمرالذي جعلها لا تعير اهتماما لهذه التدخلات واختارت عوض الحوار التسلل عبر الجبال متفادية الاصطدام مع أزيد من 17 سيارة من القوات الأمنية التي ظلت مرابطة بجانب المحتجين. الغريب في الأمر أيضا، أن بيان اليوم اتصلت بالعديد من المحتجين لمعرفة الوجهة الحقيقية للمسيرة، فكان هناك تضاربا في الآراء فالبعض يقول في اتجاه الولاية والآخر يقول نحو العاصمة والأغلبية المطلقة لا تعرف الوجهة على الإطلاق، لكن الخيط الرابط بين الكل،هو الإجماع التام على مأساوية الوضع و على تحميل المسؤولية إلى رؤساء الجماعات الذين حسب قولهم عاثوا في الأرض فسادا، ونكلوا بأهلها تنكيلا. وموازاة مع هذا الغليان، أكد ممثلو السلطة المحلية الذين كانوا لوحدهم في حلبة الصراع في غياب تام لدعاة الإصلاح أثناء الحملات الانتخابية، أن الطريق موضوع الدراسة، تتطلب اعتمادات مالية كبيرة وبالرغم من ذلك يقولون أن عامل الإقليم أعطى تعليماته منذ مدة لفك العزلة عن هذه الدواوير، ولذلك قال إن الدراسة ستعرف النور في غضون الأربعة أيام المقبلة، ولا أدل على ذلك، يقول المتحدث وجود آليات التهييئ بعين المكان. لكن ونظرا لعبثية التسيير حسب وصف العديد من المحتجين وبسبب الحكرة القاتلة التي أصبح يحسها المواطن بهذه القرى نتيجة حرمانه من ابسط ظروف العيش، وهي السماح له على الأقل بالمرور نحو مصادر قوته اليومي والتدخل لحمايته من قهر الإنسان والطبيعة عبر تفعيل مسطرة المراقبة الفعلية لصرف ميزانيات هذه الجماعات، وربط المسؤولية بالمحاسبة والاطلاع على طبيعة هذه القناطرالتي تحولت إلى مشاريع وهمية غالبا ما تكون مصدر اغتناء لا شرعي للعديد من الرؤساء الفاسدين، عوض كل هذا، اختار المحتجون المبيت في العراء نصرة لقضيتهم العادلة وإيذانا منهم لسياسة العبث في زمن عولمة القرى.