كشف مسؤولو المركز المغربي لإنعاش الصادرات (ماروك إكسبور) أن هناك اهتماما متزايدا داخل أوساط مهنيي دول أوربا الشرقية والشرق الأوسط بصناعة الأدوية والصيدلة المغربية. وأفاد ماروك إكسبور، الذي يقود مشاركة المغرب في معرض فرانكفورت لصناعة الأدوية بألمانيا أن هذا الاهتمام يأتي في وقت يسجل فيه هذا القطاع نموا مضطردا بلغ 10 %، معتبرين أنه يظل من بين أحد القطاعات الحيوية بالنسبة للاقتصاد المغربي في العقود الأخيرة. وأشاروا إلى أن سوق صناعة الأدوية في المملكة يتضاعف كل خمس سنوات، وهو ما ساهم في زيادة لافتة للمستثمرين في هذا القطاع الحيوي، يؤكد مسؤولو ماروك إكسبور، الذين أكدوا أن وثيرة الاستثمارات في القطاع بلغت 25 مليون درهم انطلاقا من سنة 1985 ثم 100 مليون درهم في عام 1990 لتبلغ 250 مليون في سنة 1995 ولتصل 259 مليون درهم في 2009، ثم 300 مليون درهم في الوقت الراهن. وقام المهنيون الصناعيون بوضع برنامج استثماري من أجل تحديث وسائل الإنتاج وتأهيل موظفيهم، إذ يؤكدون أنه كل سنة يتم استثمار ما يقارب من 300 مليون درهم في مصانع الأدوية، وهو ما ساهم في الارتقاء بمكانة المغرب في مجال صناعة الأدوية التي تحتل الآن المركز الثاني في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا، حسب تأكيداتهم. ويساهم قطاع الصناعة الصيدلية والدوائية، الذي يتوفر على 32 وحدة لصناعة الأدوية التي تتوافق مع معايير الجودة الدولية، بما في ذلك معايير ( ممارسات التصنيع الجيدة )، بشكل بارز في الصادرات المغربية، التي توجه إلى أوروبا وكذا البلدان الآسيوية والإفريقية، وهي تمثل حاليا 10٪ من إنتاج الأدوية المحلية برقم معاملات إجمالي يبلغ حوالي 28 مليون دولار أمريكى. ويسمح الإنتاج المتبقي الموجه للسوق المحلي، بتوفير الأدوية اللازمة وضمان استقلال المغرب على صعيد حاجياته من الأدوية، مما يجعل منه قطبا صناعيا استراتيجيا للمملكة. يشار إلى أن المركز المغربي لإنعاش الصادرات (ماروك إكسبور) ينظم للمرة الثالثة على التوالي، بالتعاون مع الجمعية المغربية للصناعة الصيدلية، المشاركة المغربية في المعرض الدولي للمنتجات الدوائية والطبية بفرانكفورت حيث يقوم الوفد المغربي المشارك بتقديم المشاريع التي تم إنجازها في العقود الأخيرة في قطاع الصناعة الصيدلية. وتسقطب كل دورة من دورات هذه التظاهرة، نخبة الفاعلين بقطاع الصناعة الدوائية والصيدلية من موردين وزبناء، مما يجعل منها منصة هامة للمهنيين الباحثين عن لقاءات ناجحة ومثمرة أو عن أسواق جديدة. وشهدت دورة 2012 مشاركة 2.200 عارض وحضور 29.000 زائر من المهنيين القادمين من 130 دولة. ويشارك المغرب في هذه التظاهرة العالمية للسنة الثالثة على التوالي، من خلال رواق تبلغ مساحته 200 متر مربع ويضم أجنحة لأهم الفاعلين في هذا القطاع المزدهر على مستوى الاقتصاد الوطني، الذي يشهد نموا مضطردا.