هاجريني كالطيور يا أيها القلبُ المشبَّعُ بالشروق من الغجرْ ماذا بوسعي أن أقول؟ ممالكي سُرِقتْ عواصمُها وسارقُها الدررْ ودمي المغطى بالأزاهر والعساكرِ قد تنازل عن شقائقه المدارُ وكركراتُ الجرح أنتِ، فهاجريني كالطيور لعلني أنسابُ كالترتيل في المحرابِ وأحكي كي أحبك من بدايات الحياة وخلف بركانٍ تلّوى في الشفقْ فأنا القلقْ حيث الخلود الآن يخترق الضلوعَ ومثلَه أحداقُ قيثارٍ وصوتٌ من قطافٍ مثل هذا الشوقَ يخترق الحدود مُذنَّباً لكِ واسجريني أسوةً بالخبز كل خرابنا الماضي تقوقع في دواويني سوى وقتٍ تخلَّفَ منه قنطارٌ من العبث النبيلِ فحاوريه فوق سفح الرمح أو عودي صدىً.. وظللتُ أجهش عابثاً ويد الدخانِ على يدي، ومفكِّراً حتى احتسيتُ ملامحي
وعاتبتِني أنْ مزجتُكِ شوقاً بكأسٍ الصباحِ وماذا فعلتُ سوى أنني قد سكرْتُكِ حتى صحوْتُكِ ؟ ياليتني غيرُ صاحِ !
لا عِشتُ إنْ أطأ الرتابةَ عابدا أنا مَن يظلُّ كحال دفقِكَِ سارحاً مُتَعددا فيك الرحابة والصبابة تعبقان فكيف مثلي لا يظل مع الندى وضجيجهِِ متواعدا!؟
أفديكِ أم أفدي الرياحْ؟ فستانكِ الهَفهافُ طيّرَ في الهواء كآبتي كمهفَّةٍ بيد الصباحْ
يا فتاةً عند بدء الموسمِ إتركي الكلَّ وطوفي في دمي فأنا ما جئتُ كي أحيا ولكنْ جئتُ لكي أعلنَ للدنيا بأنَّ الحبَّ سلطانٌ طغى بين يديهِ الحكمُ بالخلد على الناسِ وحيناً ينتقي للناس طعمَِ العدمِ
في بالهِ عرسُ المطرْ ومطارق الرقّاصِ تلعبُ في زوايا بيته وقتَ السحرْ في بالهِ همسُ الشوارع ما اندثرْ في بالهِ قمرٌ تدلّى فصَّ ملحٍ في اليدينِ ولفَّ حول بحيرةٍ بل قُلْ تعرّى ضاحكاً ثم انتحرْ في بالهِ شكٌّ وخوفٌ من قريبٍ أو بعيدٍ وهو في أقصى الخطرْ في بالهِ حربُ الخنادق راعها سأمٌ ترعرع كالنيازك في شراييين البشرْ.