قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة في حي برزة شمال دمشق، فيما شن الطيران الحربي التابع للنظام غارات على عدة أحياء في دمشق وريفها ودرعا وحماة وحمص وحلب. وأوضح المرصد أن الاشتباكات في حي برزة اندلعت إثر كمين نصبه مقاتلو المعارضة، وتسبب في مقتل عدد من عناصر القوات النظامية. وكان الطيران الحربي للنظام قصف مناطق في أحياء برزة والقابون (شمال شرق دمشق) وجوبر (شرق) والتضامن (جنوب). ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من هذه الأحياء الواقعة عند أطراف العاصمة، ووقعت اشتباكات عنيفة الثلاثاء الماضي في حي برزة، مما تسبب بمقتل ما لا يقل عن اثني عشر عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد. وقال ناشطون إن عددا من أئمة المساجد والناشطين في أحياء دمشقالجنوبية أعلنوا إضرابا عن الطعام، احتجاجا على حملة التجويع والحصار المفروضة من النظام على مناطق الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك وغيرها جنوب العاصمة دمشق. وأفاد المضربون أنهم مستمرون في الإضراب حتى إيصال الطعام للعائلات المحاصرة. يذكر أن النظام وزع لافتات في مداخل دمشقالجنوبية تقول «الجوع أو الركوع». من جهته، قالت مصادر صحافية، إن معارك جرت خلال الأيام الماضية بين قوات النظام والجيش الحر حول مستودعات الدبابات المعروفة بخمسمائة وخمسة وخمسين في القلمون بريف دمشق، التي تعتبر من أكبر مستودعات الدبابات في سوريا. وانتهت تلك المعارك بسيطرة قوات المعارضة عليها، بما فيها من ذخيرة ووقود، فضلا عن ثماني دبابات قال مقاتلو المعارضة إنهم تمكنوا من تشغيلها. وفي الجنوب، نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على معبر الجمرك القديم في درعا الذي استولى عليه مقاتلو المعارضة قبل أيام، بحسب المرصد. وقبل ذلك، أفاد ناشطون سوريون أن نحو ثلاثين من الجيش النظامي قتلوا جراء استهداف مسلحي المعارضة لحاجز العنفة في درعا. كما أفادت لجان التنسيق المحلية بأن مسلحي المعارضة استهدفوا مواقع وآليات للجيش النظامي بمناطق متفرقة من درعا، ودارت اشتباكات بين الجيشين في بلدة البكار التي قتل فيها عدد من الجنود النظاميين. كما أفاد المرصد باشتباكات في ريف تلكلخ بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، إثر هجوم نفذه المقاتلون «على نقاط ومواقع للقوات النظامية في قريتي العريضة والغيظة على الحدود السورية اللبنانية».وقد ترافقت الاشتباكات مع قصف من القوات النظامية طال الأراضي اللبنانية، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية. وفي ريف حمص الشمالي، قالت كتائب المعارضة في بيان في مدينة الرستن إنها اتفقت على خروج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من منطقتهم، وقال البيان إن أغلبية قادة الكتائب اتفقوا على إمهال التنظيم 24 ساعة للخروج من ريف حمص. وفي حماة، أفاد الناشطون بأن مسلحي المعارضة أحرزوا تقدما في ريف المدينة الشرقي، واستولوا على مواقع وآليات للنظام بعد أن قصفوا تجمعات الجيش بصواريخ غراد. وفي تطور آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المئات من مقاتلي ما يعرف ب»الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة أحرزوا تقدما نحو معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا بعد اشتباكات مع «لواء عاصفة الشمال» في الجيش الحر مستمرة منذ مساء الثلاثاء الماضي. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، إن الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الدولة الإسلامية ومقاتلي لواء عاصفة الشمال تجددت في ريف مدينة إعزاز بعد هدوء استمر أكثر من أسبوعين، متحدثا عن «تقدم لمقاتلي الدولة الإسلامية في قريتين في محيط المدينة في اتجاه معبر باب السلامة الحدودي. وأشار إلى حركة نزوح للأهالي في المنطقة. ودخلت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في 18 سبتمبرالماضي مدينة إعزاز التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر بعد معركة استمرت ساعات مع «لواء عاصفة الشمال» أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. وبعد يومين، تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين برعاية «لواء التوحيد»، أكبر قوة مقاتلة ضد النظام السوري في محافظة حلب، إلا أن مقاتلي «لواء عاصفة الشمال» لم ينسحبوا من المدينة، وإن كانوا سحبوا كل المظاهر المسلحة.