قرر الممثل الاميركي ليوناردو دي كابريو ان ينتج بنفسه الفيلم الجديد الذي سيظهر فيه مجسداً شخصية الرئيس الأميركي الرقم 28 في البيت الأبيض وودرو ويلسون وذلك بالمشاركة مع «ستوديوات وورنر بروس» وقد نالا مؤخراً الموافقة على وضع بيوغرافيا الرئيس. والفيلم جديد في نوعه نسبة الى الممثل ليوناردو دي كابريو حيث انه سيجسد للمرة الأولى شخصية رئيس جمهورية. وخلال 15 سنة، مثل دي كابريو ادواراً رئيسية وبطولية مهمة كان ابرزها دور الطيار هاوورد هيوغ ودور فرانك ابينيال في فيلم «توقف اذا تمكنت»، كما مثل شخصية المدير الاول في ال «اف.بي.آي» ادغار هوفر تحت ادارة كلينت ايستوود. وفي 25 يناير المقبل سيكون في الواجهة مع بدء عرض فيلم مارتن سكورسيزي الأخير «ذئب وول ستريت» حيث سيلعب شخصية جدلية مهمة وهي جوردان بلفورت. اما في المستقبل القريب فسوف يظهر في شخصية الرئيس الأميركي وودرو ويلسون والفيلم مقتبس عن السيرة الكتاب للاميركي اندرو سكوت بيرج الذي نزل الى الاسواق قبل نحو الاسبوع فقط، ويحكي فيها كيف ان الرئيس ويلسون من الحزب الديموقراطي عرف كيف يدير الأمة خلال فترة الحرب العالمية الأولى. وقد اشترت «شركة وورنر» حقوق اقتباس الكتاب الذي يسرد بالتفصيل اللحظات الحاسمة من فترة حكمه الى جانب محطات في حياته الشخصية: حملته الانتخابية الأولى عام 1912 مروراً بزواجه الثاني مع اديث غالته عام 1915 وقراره دخول الحرب بعد ذلك بسنتين. وقبل وصوله الى رئاسة الجمهورية في الولاياتالمتحدة الاميركية، كان ويلسون استاذا محاضرا في جامعة ويسليان في كونكتيكوت كما كان مدرباً رياضياً في لعبة كرة القدم، وبعدها انتخب رئيساً لجامعة برانستون في نيوجرسي ثم حاكماً لولاية نيوجرسي. كذلك يلقي الفيلم الضوء على مواقفه السياسية المتفرقة خاصة في قضية الاميركيين الافريقيين. اما مؤلف الكتاب فهو قد حاز «جائزة بوليتزر» عام 1998 عن كتابه «ليندبرغ» الذي بيع منه في اميركا وحدها 250 الف نسخة بعد اطلاقه، ولقد وضع بيوغرافيا الرئيس ويلسون حسب قوله لأنه كبر وهو يتأمل كل ليلة صورة الرئيس البوستر المعلقة في غرفة نومه فاعتبره واحداً من الابطال الذين أثروا في طفولته، وهو قد تخرج من نفس الجامعة التي درس فيها الرئيس ويقول أنه أمضى اكثر من 12 سنة من الابحاث قبل كتابة البيوغرافيا. ويعتبر دي كابريو، من ناحيته، انه بأدائه دور ويلسون سيجعل الناس ينسون الى حد ما الدور الذي طبعه في الأعوام الماضية وهو دور هوفر «السيء»، وقد عاد واصلح صورته تقريبا في «غاتسبي الرائع» غير انه يعتبر ان تأدية دور رئيس من رؤوساء اميركا سيعطيه نجاحاً مغايراً تماما كما حصل مع الممثل دانيال داي لويس في دوره في فيلم قصة حياة الرئيس الاميركي «لينكولن»، خاصة ان الرئيس ويلسون من الرؤساء الذين غيروا كثيرا في حياة اميركا عبر انجازاته الاقتصادية والاجتماعية. والمعروف انه هو الذي أعطى الامر بمشاركة اميركا في الحرب العالمية الأولى، كذلك أقدم على تأسيس «الاحتياطي الفيدرالي» أي المؤسسة النقدية الأكثر نفوذاً في اميركا اقتصادياً. كذلك سيتطرق الفيلم الى نقاط سلبية في حياة ويلسون السياسية منها فشله في توفير الحريات للاميركيين السود كما ينص عليه الدستور ولكن الى جانب ذلك كانت له قرارات مهمة أثرت في الحياة الاجتماعية في أميركا منها مثلا منع عمالة الاطفال والمراهقين كذلك تقليص ساعات العمل في ما يؤمن حياة مريحة للأميركيين بعد ان كانت أوقات العمل لديهم مرهقة. والى جانب اهتمام دي كابريو الكبير بهذا الفيلم فقد صرح انه يحلم ايضا بدورين يعتبرهما مهمين في حياته السينمائية وهما لم يعودا حلمين لأنهما أيضا قيد التحضير حيث سيؤدي شخصية المطرب فرانك سيناترا وايضا شخصية الراهب الروسي الشهير راسبوتين وقد يؤدي ذلك مع هذه الأدوار الثلاثة المهمة الى دخوله عالم اكاديمية الاوسكارات.