منخرطو الرجاء يعتزمون مقاضاة الرباطي مزق أمين الرباطي جدار الصمت في خرجة إعلامية، في وقت اختار من يهمهم الأمر اللجوء للقضاء سعيا وراء إنصافهم، واعتبروا مضمون ما قاله يسيء لسمعة فريق الرجاء البيضاوي ويشكك في أسلوب صفقاته المتعلقة باللاعبين، كما يلمح إلى وجود التلاعب وما يشبه الفساد في الفريق. وتتسع جغرافيا الغاضبين بنيران الاستجواب، لتشمل فريقي نهضة بركان وشباب الريف الحسيمي إضافة إلى المدرب محمد فاخر ورشيد البوصيري لينخرطوا جميعهم في معركة ضد أمين» بتقديم شكاوي إلى القضاء. وقراءة متأنية في الموضوع الذي تحول إلى ملف، يتضح أن اللاعب لم يستسغ الطريقة التي سقط بها اسمه من غربال المدرب محمد فاخر، وأسلوب إخراجه من اللائحة في يوليوز الأخير وهو يتأهب للسفر مع الفريق إلى هنغاريا والمشاركة في تجمع تحضيري، واعتبر بذلك أن فاخر خذله، وما طاله منه يجعله لن يسامحه إلى يوم القيامة. يبقى من حق اللاعب التعبير عن رأيه بكل حرية، لكن أمام هذه الضجة، هل أساء إلى حرية الآخرين؟ نحن نتابع ما يجري ويدور ونتمعن بحسن الإصغاء للحقائق التي تغلي حولنا، نتساءل لماذا سكت الرباطي منذ آخر مباراة في الموسم، تلك التي جمعت الرجاء البيضاوي والفتح الرباطي بالمركب الرياضي الأمير مولاي عيد الله، ورفع فيها اللاعب نفسه على اعتبار أنه العميد، درع الدوري في المنصة التتويج. وبعد ذلك وعلى غرار زملائه تسلم منحة الإنجاز، وبعد حوالي أربعة أشهر يأتي ليفجر غضبه، وفي نفس الوقت يعترف بانخراطه في تقديم حوافز مالية للاعبي فرق أخرى في منافسات الدوري خدمة للرجاء. وتابعنا ما عاشه اللاعب مع الجمهور في لقاء الرجاء والجيش الملكي، وكيف تخلص من قميصه ووضعه أرضا معلنا النهاية؟ كما تابعنا مؤخرا كيف تم التعامل بين الرباطي ومسؤولي الرجاء عند الطلاق، وحكاية الشيكات الخمسة المتضمنة لمبلغ (100 مليون سنتيم) مقابل الموسم المتبقي في مدة العقد (2013-2014)، فلماذا تكون نهاية الرباطي مقرونة بالضجيج والألم والأوجاع؟ فما يقوله الرباطي ينبغي أخذه بعين الاعتبار، لأن الفتى اختار الكشف عن أشياء يعتبرها حقائق جاءت بأحرف الجمر، وشغلت فضاء الرجاء ومكوناته وشملت مسؤوليه خاصة أن اللاعب ليس عنصرا عاديا. باعتباره لاعبا دوليا وعميد الرجاء سابقا، وبذلك يتحول الموضوع إلى ملف فرض نفسه، فالرأي العام ينتظر الكشف عن الحقيقة. الأكيد أن الرباطي اختار الطريق الصعب بتفجير حقائق، وترجمها بشجاعة وجرأة، لكن يبقى عليه تعزيز الأقوال بالحجة، وفي المقابل يتحرك مسؤولو الرجاء للدفاع عن أنفسهم وعن المؤسسة، في انتظار دخول وزير العدل والحريات العامة ووزير الشباب والرياضة، على الخط لخطورة الموضوع وارتباطه بالكرة الوطنية، لأن الأمر يتعلق البطولة الاحترافية التي أفرزت الرجاء بطلا للمغرب وتمثيله في منافسات كأس العالم للأندية. صباح يومه السبت سيجتمع المنخرطون في نادي الرجاء حول الموضوع، وقد ينضافون إلى الإلترات والجمعيات والفصائل المنبثقة عن جماهير الرجاء، ويبقى الموعد الفاصل والحاسم في المحكمة حيث ينتظر أن يدلي أمين الرباطي بما يزكي أقواله في المواجهة مع الرجاء في شخص رئيسها محمد بودريقة ومستشاره رشيد البوصيري والمدرب محمد فاخر، إذ لابد من مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل، والأمل أن يتم تطبيق القانون في ظل الدستور الجديد، لأن الفتنة قائمة، فالكلمة عندما تطلق في الإعلام تؤدي مهمتها، وقد تحدث أضرارا، كما تكون إيجابية إذا تعززت بالقرائن. في هذا الملف المدوي وتفاعلاته مصداقية المؤسسات، أكيد أن هناك مخطئا، والأمر لا ينحصر في الأشخاص براءة وإدانة، بل في مؤسسة الرجاء التي أحدثت على هدى من الله بمبادرة من شباب مشبع بالقيم الوطنية ومهووس بالتربية وتحضير الأجيال. الرجاء ينبغي أن لا تكون اليوم ضحية، فأنصفوها من فضلكم، وأرجوكم لا تغلقوا هذا الملف.